لقد تعلمنا مبدأ روحي وهو أن نحب الشخص الخاطئ ولكن نكره الخطية، أي نحب الخاطئ ونكره أفعاله.ولكن كيف يستطيع الإنسان أن يجمع بين الحب والكراهية في نفس الوقت ؟ كيف نستطيع أن نفصل الشخص عن أفعاله؟ وكنت أسأل نفسي.هل يعتبر هذا نوع من الإضطراب النفسي؟ هل يعتبر نوع من التضارب؟.ولكني إكتشفت أن هذا التناقض يمثل قمة الروحانية، بل أن قيمة الإنسان الروحاني تتجلي بواسطة هذا التناقض. فمن خلال هذا التناقض يتمكن الإنسان أن يكون على إتصال دائم بالله. فالإنسان الروحاني هو من لديه القدرة على الجمع بين المشاعر المتناقضة، مثل الحب والكراهية(فنحن قد نحب شخص فيتولد داخلنا شعور بمحبة الله وحنانه، ونكره أفعاله فيتولد داخلنا شعور بالولاء لله )، كذلك الجمع بين الوضوح والغموض (وضوح الرؤية من خلال الإيمان فيتولد فينا الرجاء في الله ، والغموض الذي يحيط بالواقع أو المستقبل أو الأحداث الذي يصعب تفسيرها فيتولد فينا الثقة بالله )، كذلك القوة والضعف(الإنسان يشعر بالقوة لأنه على صورة الله فيشكر الله، ويشعر بالضعف لأنه مخلوق من تراب فيحتاج إلى الله ليكمل ضعفه).