تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي، فايس بوك، مقاطع فيديو تظهر اشتباكات بين فلسطنيين بحي الشيخ جراًح وبين مستطونين إسرائيليين.
وكان المستطونيين قد هاجموا الفلسطينيين قبيل الإفطار فصار الفلسطينيون يرمونهم بالكراسي وأشياء أخرى لم تتضح ماهيتها.
هذا وتدور معركة طاحنة بين الفلسطينيين وبين مستطونين صهاينة للحيلولة دون سيطرة الصهاينة على هذا الحي الموجود بالقدس القديمة.
يقع حي الشيخ جراح خارج أسوار البلدة القديمة في القدس مباشرة بالقرب من باب العامود الشهير، وتضم المنطقة العديد من المنازل والمباني السكنية الفلسطينية بالإضافة إلى الفنادق والمطاعم والقنصليات.
وكانت القدس الشرقية خاضعة للأردن قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967 وتضمها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
بدأت الاشتباكات بين الفلسطينيين والمستطونيين مدعومين بالشرطة الإسرائيلية منذ أكثر من عشرة أيام بسبب أوامر إخلاء منازل السكان الفلسطينيين لصالح الجمعيات الاستيطانية الإسرائيلية.
ويقول سكان الحي المقدسي بأنهم يعيشون في هذه المنازل منذ خمسينيات القرن الماضي، في حين يزعم المستوطنون اليهود أنهم اشتروا الأراضي، بشكل قانوني –بحسب أقوالهم- من جمعيتين يهوديتين اشترتا الأرض منذ أكثر من 100 عام.
وتحاول إسرائيل تغيير ديموغرافية المدينة الفلسطينية القديمة -باحثة عن شرعنة لاستمرارية احتلالها لتلك الأراضي المقدسة- بعدة طرق، منها، تمكين مستطونين صهاينة على منازل بالمدينة، وهو ذاته ما يحدث في هذا الحي.
وتعد أحد أساليب تغيير ديموغرافية الأراضي المحتلة بفلسطين، هو قانون أملاك الغائبين لعام 1950، الذي يمنع الفلسطينيين الذين فقدوا ممتلكاتهم في إسرائيل عام 1948 باستعادتها، ونقل تلك الأصول إلى ملكية الدولة.
ويدعي المستوطنون أيديهم على منازل في الحي استنادًا إلى أحكام قضائية بدعوى أن عائلات يهودية عاشت هناك وفرت خلال حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل.
ونقل موقع الإذاعة البريطانية – بي بي سي- عن وكالة الأنباء الفرنسية إن الأردن كان قد أقام في حي الشيخ جراح مساكن لإيواء الفلسطينيين الذين هُجِروا عام 1948 ولديه عقود إيجار تثبت ذلك، وبحسب وثائق نشرتها وزارة الخارجية الأردنية، فإن الوثائق تخص 28 عائلة في حي الشيخ جراح هُجِرت بسبب حرب عام 1948.
ونسبت وكالة أنباء الأناضول التركية لمحمد الصباغ، أحد سكان الحي، القول إن معاناة السكان بدأت في عام 1972 حينما زعمت لجنة اليهود السفارديم، ولجنة كنيست إسرائيل (لجنة اليهود الأشكناز) إنهما كانتا تمتلكان الأرض التي أقيمت عليها المنازل في العام 1885.
وفي شهر يوليو من العام ذاته طلبت الجمعيتان من المحكمة إخلاء 4 عائلات من منازلها في الحي بداعي “الاعتداء على أملاك الغير دون وجه حق”، بحسب الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس.
وتقول حركة السلام الآن إنه منذ مطلع عام 2020 سمحت المحاكم الإسرائيلية بإجلاء 36 عائلة فلسطينية من منازلهم، وتضم تلك العائلات نحو 165 فردًا وعشرات منهم من الأطفال، في بطن الهوى وسلوان والشيخ جراح لصالح المستوطنين.
وكان الاتحاد الأوروبي قد انتقد تهجير فلسطينيين من منازلهم، بعدما أيّدت محكمة القدس الجزائية في العام الماضي مطالبات عديدة لمستوطنين تحت زعم ملكيتهم وثائق من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وقد قال ممثل الاتحاد الأوروبي بالقدس: “إن عشرات الفلسطينيين معرضون لخطر الترحيل القسري.”
وأضافت حركة السلام الآن إن الكثيرين باتوا معرضين لخطر أن يصبحوا بلا مأوى بدون تعويض أو سكن بديل وتحمل الرسوم القانونية الباهظة، مشيرة إلى أن التهديد غير المسبوق بالترحيل الجماعي من شأنه أن يتسبب في كارثة إنسانية للعائلات فضلا عن تداعيات سياسية بعيدة المدى على آفاق السلام والاستقرار في القدس.
ومن الجدير بالذكر أن أكثر من 200 ألف مستوطن يعيشون في القدس الشرقية حيث يزيد تعداد الفلسطينيين عن 300 ألف نسمة.