في المقال الذي يستعرضه الأستاذ الدكتور جمال القليوبي في هذا العدد يتحدث عن المؤامرات المحاكة ضد مصر خاصة الإرهاب والمياه. وبعد قراءة متأنية للمقال, دار سؤال هام في ذهني: أيهما الأخطر علي مصر وأمنها القومي وحياة شعبها هل الإرهاب الدولي الممنهج والمدعوم من كبريات الدول ومن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية أم أن قضية سد النهضة وأزمة المياه هي الحرب الأخطر علي مصر؟
بنظرة سريعة حول الإرهاب في مصر نجد أن الهجمات الإرهابية التي نفذها التكفيريون خلال السنوات الماضية استهدفت الأقباط ودور عبادتهم وإخوتنا من أبناء القوات المسلحة والشرطة, بخلاف ضربهم لأهم مصدر من مصادر الدخل القومي لمصر وهو السياحة, وظل الحلم يراودهم في احتلال مصر وتحقق لهم مقصدهم عندما قفزوا علي انتفاضة 25 يناير وسرقوا حلم الشباب بغد أفضل وحياة كريمة وعدالة اجتماعية لكل المواطنين علي حد سواء واستطاعوا بدهائهم ومؤامراتهم الخبيثة أن يحكموا مصر في أسوأ عام مر علي الوطن عام 2012 الذي استمرت فيه الهجمات علي جنودنا البواسل في سيناء, وباركت دول عظمي الجماعة الإرهابية التي احتلت مصر معتقدة أن مصر لن تنهض قبل 80 عاما علي الأقل نفس المدة الزمنية التي ظلت جماعة الإخوان تحلم بها لحكم مصر وتحويلها إلي ما تزعمه بالخلافة الإسلامية.. والذي يتابع عن كثب عدد الدول والمنظمات والأموال التي أنفقوها لجعل مصر خرابا ودمارا ولجعل سيناء ولاية لتنظيم الدولة الإسلامية علي حد قولهم, لا يمكن أن يتوقع لمصر أن تقف في وجه كل هذا, لكن حدثت المعجزة بعد عام واحد فقط من حكم الجماعة الإرهابية ولفظت مصر هذه الجماعة للأبد وحطمت حلمها في بناء الدولة الإسلامية المزعومة والممولة من الغرب, وبضربات أمنية متلاحقة من قبل الأمن المصري وشرطتنا اليقظة وجيشنا الباسل تم اعتقال معظم أعضائها وضرب قواعدها. ثم تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي قيادة هذا البلد وتنفيذ خطة سريعة هدفت لوقف العمليات الإرهابية بسيناء, والحيلولة دون امتدادها عبر مصر وإعادة الأمن والاستقرار وبدأ يطالب العالم بمكافحة الإرهاب وانتصرت مصر بفضل رئيسها ورجالها الذين ضحوا بأرواحهم وأثبتت للعالم كله أنها بمفردها واجهت أعتي تنظيم إرهابي أصبح الغرب الآن يعاني منه ومن هجماته المتتالية.
أما بالنسبة لأزمة المياه وقضية سد النهضة فقد أوضح الكاتب الأستاذ الكبير جمال القليوبي أدق تفاصيل المؤامرة علي مصر, فلست بصدد الحديث فيها مرة أخري ولكني أجد أن البعض متخوف من حرب المياه القادمة وهل كل ما يحدث لاستدراج مصر في حرب من نوع مختلف لكي يضعفوها ما بين الحرب علي الإرهاب والحرب علي نقطة المياه التي تمثل لنا قضية حياة أو موت.. جعلني هذا أتذكر كلمات الرئيس في هذا الشأن وفي محافل مختلفة كان يصر علي طمأنة المصريين قائلا إطمنوا يامصريين مسار التفاوض في سد النهضة يحتاج لصبر وتأني, وعليكم الثقة في ربنا وقدراتكم وقدرة دولتكم, ومفيش مساس بحصة مصر المائية. هذا بخلاف رسائله المستمرة للجانب الإثيوبي مؤكدا الخيارات كلها مفتوحة, نبني مع بعض أفضل من إننا نختلف ونتصارع.
هذه الرسائل الموجزة توضح أننا في رعاية قيادة حكيمة لا يمكن أن تنساق لحرب ممولة لإنهاك مصر وأن صاحب الحق سيظل وراء حقه بكل الطرق السلمية أولا حتي يسترده. وستظل مصر راعية وداعية للسلام منذ فجر التاريخ وإلي انقضاء الدهر.