عشقت الإبرة والخيط منذ طفولتها، فكانت متعتها الحقيقية في غزل أشكال الكروشيه المختلفة، إلى جانب أشغال التطريز بكافة أنواعها، فكل ما له علاقة بالإبرة والخيط حرصت على أن تتعلمه من أجل المتعة فقط، إنها نهاد رشاد تخصصت في دراسة علم النفس والتحقت بالدراسة في الدراسات العليا، وعملت لفترة طويلة كأخصائية نفسية إلى أن حلت جائحة كورونا على مصر والعالم.
يأتي تفشي ظاهرة كورونا سببًا في اتجاه نهاد إلى امتهان موهبتها، حيث أنها قطنت فترات طويلة بالمنزل.. وكان لشغل الخرز النصيب الأكبر في توجه نهاد لإتقانه كمحترفة في عالم الأشغال اليدوية، فبدأت منذ العام الماضي في صناعة الفوانيس بالخرز مستعينة بفيديوهات اليوتيوب في تعلم التفاصيل الكثيرة التي تحتاجها.
شكلت “نهاد” أنواعًا كثيرة من الفوانيس، فأضافت وحدات الإضاءة وكذلك الصوت، فكان هناك الفانوس المستدير والمستطيل والمربع والهلالي، فلم يكن هناك شكلًا يصعب عليها إتقانه، إلى أن طورت نفسها هذا العام وأتقنت كتابة الأسماء بالخرز على الفوانيس، إضافة إلى وضع الصور داخله بشكل مُتقن.
لم تقتصر موهبة “نهاد” على تصنيع الفانوس فقط، بل أنها استطاعت أن تغزل مجسم البابا نويل “السانتا كلوز” وشجرة الكريسماس والكعبة المشرفة وكذلك الأرقام على النتائج، ليصبح المجسم شكل جمال نستطيع الاستفادة منه في المنزل.
صنعت “نهاد” علب المناديل وأطباق الفاكهة والمقالم والشنط وغيرها من الأشكال المختلفة، فكلما طُلب منها عملًا مهما كان جديدًا ومختلفًا تستطيع نهاد أن تدرسه وتنفذه.
لم تحتفظ “نهاد” بأسرار موهبتها لنفسها فقط، بل أنها قامت بتعليم شقيقتها التي درست الرسم تلك الحرفة فامتهنتها هي الأخرى إلى جانب وظيفتها كمعلمة رسم فطورت كلا منهما في موهبة الأخرى فأخرجن نماذج مبهرة في عالم الخرز.
وعلى صعيد آخر، أشارت نهاد إلى أنها تتقن أعمال الكروشيه أكثر من الخرز ولكنها لا تستطيع بيع مشغولاتها، لأنها تتعلق بكل قطعة، فالقطعة تمثل لها الشغف والحب والبهجة، فتكتفي بإعطاء بعض منها كهدايا لأقاربها وأصدقائها المقربين والمحببين إلى قلبها.
أضافت دراسة علم النفس جمالًا على أشغال نهاد، حيث أنها تعبر عن شخصية العمل بالألوان والتصميم والتقنيات، وتختار تصميمات وألوان مناسبة للذكور والإناث وكذلك تختار أشكالًا مناسبة لكل منتج تعده، كي يستفيد منه المستهلك.