أصدرت اليوم الخميس الأول من أبريل 2021 ” وحدة الدراسات الأفريقية” بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان تقريراً بعنوان “النيجر حيث لا ماء ولا طعام” .
جاء بالتقرير أن سكان النيجر يعيشون أزمتين من أسوأ الأزمات التي تتجنبها البشرية، من نقص ماء وغذاء، حيث بدأت هذه الأزمات عام 2004 وتفاقمت بمرور الوقت نتيجة لأسباب بشرية وطبيعية منها هجوم أسراب الجراد وتلف المحاصيل الزراعية وعدم هطول الأمطار والجفاف الذي أثر على المحاصيل والمواشي، فضلاً عن وجود جماعات مسلحة على الحدود.
وأوضح التقرير أن الأزمة بدأت في المناطق الشمالية “للنيجر” وهي ( مارادي ، تاهوا، تيلابيري و زندر). وتسببت بارتفاع الأسعار وسوء التغذية للأطفال ندرة المياه والأعلاف.
وقد ارتفعت معدلات سوء التغذية الحادة في ، إلى 13.4 في المائة في “مارادي” بجنوب النيجر و”زندر” وأنحاء البلاد، و2.5 في المائة للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد دون سن الخامسة.
وقد تسببت تلك الأزمة في حالة من القحط والفقر، حيث يعيش نحو 90% من مجموع السكان على الزراعة وتربية المواشي، وسجل عجز في بداية الأزمة في إنتاج الحبوب بنسبة 15%، ونسبة العجز في إنتاج الأعلاف الحيوانية 36%.
وأشار التقرير إلى أن يعيش الآن حوالي 7.8 مليون شخص فى أزمة نقص غذاء حادة ونقص موارد غذائية، بما يعادل 60% من سكان النيجر ويواجه المزارعون الذين يعيشون شرق العاصمة “نيامي” أسوأ أزمة منذ عام 1984. بحسب ما أعلن في تقرير للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومساعدات الطوارئ لعام 2020م.
كما أنها تعاني من التصحر والجفاف، حيث يعيش أكثر من 17 مليون نسمة على 20 بالمائة فقط من أراض النيجر، حيث إن 80 بالمائة منها صحراء، ونسبة الـ20 بالمائة من الأراضي صالحة للزراعة.
ويعاني اللاجئون في النيجر من أزمة نقص الغذاء والماء أيضاً، حيث أثبتت” المنظمة الدولية للهجرة”، أن المهاجرون لا يجدوا ماء ولا طعام لعام 2020م.
كما أن 64 % من سكان الريف في النيجر لا يستطيعوا الحصول على المياه النظيفة. بينما يفتقر نحو تسعة من بين كل عشرة من المواطنين وسيلة سليمة للتخلص من مخلفاتهم.
وفيما يتعلق بدور الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحل الأزمة فقد ذكر التقرير عدة أدوار قامت بها والتي كان من أهمها ، قيام مساعدات الإغاثة الإسلامية بتقديم أكثر من 2.97 مليون شخص في النيجر حتى اليوم، في المياة والصرف الصحي، والأمن الغذائي ،وعلاج سوء التغذية، والمشاريع الموسمية لتوزيع الغذاء. و عملت منظمة الأغذية والزراعة لأفريقيا بالتعاون مع الشركاء إقليميا وعالميا على اتخاذ إجراءات للحد من الأثار الجانبية لجائحة كوفيد-19، وفَّر برنامج الأغذية العالمي معونات طوارئ غذائية لأكثر من خمسة ملايين في “النيجر”، وقامت منظمة فاو بتقديم 13000 طن من العلف الحيواني ووزّعت أكثر من 3400 طنّ من البذور الممتازة، فيما غطَّى احتياجات 94% من القُرى المتضرِّرة في جميع أنحاء البلاد، دعت منظمة الفاو وبرنامج الأغذية العالمي مشروع ” بنوك الحبوب”، ودعم سلاسل التسويق. وحَثّ على مواصلة الدعم لمراكز التغذية التي تُعنىَ بالأفراد من ضحايا سوء التغذية.
وانتهى التقرير إلى عدد من التوصيات كان من أهمها
1. إنشاء خطط لمساعدة الفئات الأكثر هشاشة والذين فقدوا وظائفهم بسبب الكورونا، وذلك لكي يتمكنوا من الحصول على الطعام الكافي.
2. التعاون مع المنظمات الدولية لوضع استراتيجيات على المدى الطويل لحل الأزمة بشكل استراتيجي، مثل حفر آبار وتنقية المياه الملوثة.
3. – حماية الآبار المحفورة يدويا من التلوثات، وتسرب المجارى وذلك من خلال تقنيات حديثة ، وحفر آبار جديدة بدعامة لحمايتها بالتعاون مع المنظمات الدولية من أجل إمداد النيجر بالمال والمعدات.
4. دعم القطاعات الخاصة لدعم تنفيذ آليات بناء وتدبير القدرات اللازمة من أجل سد مشاريع الأغذية الزراعية وتحسين الأمن الغذائي والتغذية.
5. توسيع نطاق التقنيات الرقمية لتقديم خدمات غذائية زراعية أفضل، وتحسين أداء الأسواق التجارية.