الجميع تركوا الأب سواء من هم في داخل البيت أو من غادروه منذ زمن بعيد ، بعضهم أخذ نصيبه في الإرث وهاجر بعيدا عن المنزل مستمتعًا بمراغة الحمأة ، وبعضهم هاجر البيت هربًا من تضييق وإرهاب إخوة كبار كان كل همهم الحفاظ على الشكل الخارجي للبيت دون أن يهتموا بنفوس ضعيفة داخله ، حتى من في البيت ترك الأب و تاه داخل البيت في ترتيبات و تنظيمات و مشاريع وبزنس، ظنوا إنهم يداينون الأب وهم بأفعالهم وفيريسيتهم أوقعوا أنفسهم تحت دينونة عظيمة.
الغريب أن الجميع يتعاركون و يتصارعون تارة يقتلون الجسد وتارات يغتالون أرواح ضعيفة كل جهدها أن تظل متعلقة بقشة أمل.
وبين صراعات فكرية و صراعات إستثمارية ونزاعات عن من هو أفضل و من هو أكثر شعبية هرب الجميع ، وظل الأب وحده ناظرًا إلى إبنه مسفوكًا دمه على صليب من أجل إحياء أناس يسعون بكل جهدهم نحو الموت. ظل الأب واقفًا منتظرًا من يستفيق ويعود من متاهات بحر العالم فيتلقفه بالأحضان الأبوية ويدخله معه إلى العُرس ويريه اسمه الجديد. فهل نستفيق ؟!!