أترقب هاتفي المحمول يوميا, في انتظار مكالمة من رقم غير مسجل بقائمة الأصدقاء لدي, لتحديد موعد ومكان الحصول علي لقاح كورونا, وأتساءل بيني وبين نفسي: هل كانت خطوة صائبة أن أتخذ القرار وأقوم بتسجيل بياناتي عبر موقع وزارة الصحة لتلقي جرعتي التطعيم ضد الفيروس اللعين الذي اسكنا منازلنا شهورا وثبت خطواتنا في أمور حياتنا المختلفة وابكي قلوبنا علي أحباء فارقونا دون أن نراهم أو حتي نودعهم ونلقي عليهم النظرة الأخيرة بل وجعلنا نعيش يومنا العادي بشكل يستحوذ عليه القلق والتوتر والحيطة والحذر لئلا يلتصق بنا هذا الجسيم عديم الوزن والكثافة ولا يري بالعين المجردة لكنه بات الأقوي في خطورته علي صحة البشر!
بين مؤيد ومعارض.. متفق ومختلف.. موافق علي أخذ اللقاح أو رافض له, هناك تساؤلات عديدة قد تتناسب بشكل منطقي مع حجم الهلع الذي فعله بنا هذا الفيروس اللعين, فإذا كان فيروس كورونا بهذه الخطورة, فكيف اسمح بأخذ لقاح لم يأخذ وقته الكافي في المعامل لتجربته, هل سنكون نحن فئران التجارب ولا نعلم ماذا سيحدث لنا؟
قد تكون الفكرة مرعبة ولكن إذا كنا فكرنا بمثل هذه الأفكار في الماضي ما كانت أمهاتنا أعطتنا أمصال الطفولة من سن يوم وحتي 5 سنوات, وانتظرت علي الأقل لتدرس الأعراض الجانبية لهذه التطعيمات (ما الضني غالي برضه).
في سياق آخر نحن جميعا نؤمن بالعلم واللقاحات والتي كان لها دور أساسي في حماية البشرية, ولو استسلمنا للخوف ما تقدمنا خطوة, وما تقدم العلم والعالم وبقينا تحت رحمة الأمراض والأوبئة والفيروسات, بل ربما كان العالم قد فني من زمان سحيق (كده بقي المضطر يركب الصعب).
والسؤال: هل تخشي وتخاف من الأعراض الجانبية للقاح؟!!
لو كانت الأعراض الجانبية مرعبة, لتوقفنا عن أخذ كل الأدوية لإنك بكل بساطة لو راجعت الأعراض الجانبية التي تكتب علي شروحات الأدوية لوجدت أن بعض المضادات الحيوية أو حتي حبة الاسبرين تحمل تحذيرا من احتمال واحد أن تصاب بالعمي مثلا فهل توقف الناس عن تناول الأدوية؟!
الأعراض الجانبية لا تذكر بالنسبة للملايين التي أخذت الطعوم, وما يقال مبالغات وبعضها حروب بين شركات الأدوية, وهم يضعون هذه الاحتمالات البسيطة حماية قانونية لهم.
آخر شيء وأهم شيء, حاول بقدر الأمكان ألا تحمل نفسك أكثر من طاقتها, لأن القلق الزائد عن الحد قد يضعف المناعة.. وربنا يحفظ الجميع.