حين نتكلم عن اسبوع الآلآم وموت الرب يسوع على الصليب من أجل خلاص البشرية فنحن نتكلم عن فكرة عميقة لها العديد من التفاصيل التي تستوعبها العقول الكبيرة بصعوبة، فكيف يتم توصيل تلك الفكرة إلى العقول الصغيرة التي تسعى لمعرفة ما يدور حولها، ونحن ندرك أن أغلب منازلنا يوجد بها أطفال في أعمار مختلفة وحين يرى الأطفال على قنوات التليفزيون ترنيمة تحمل مشاهد عن آلام المسيح يتشتت عقله الصغير ويبدأ يسأل العديد من لماذا؟!.
لماذا يضرب؟… لماذا يجلد؟… لماذا يصلب؟… ماذا فعل؟.. ومن هنا نبدأ نفكر كيف نرد على تلك الأسئلة بطريقة صحيحة ومبسطة حتى تدخل في عقولهم الصغيرة، لذلك تحدثت “وطني” مع كهنة الكنيسة حتى ندرك كيف نوصل فكرة الألم لأطفالنا بطريقة صحيحة ومبسطة.
“للأطفال من عمر 3 سنوات حتى 9 سنوات”
قال القس أنطونيوس سمير كاهن بكنيسة العذراء والأنبا باخوميوس بكوبري الناموس – الإسكندرية، زمان ربنا خلق آدم وحواء على صورته لا يعرفون شر ولا خطية لدرجة أن الشيطان الشرير غضب وسعى كثيرًا حتى يقعون في الخطية وبالفعل أكل آدم وحواء من الشجرة المحرمة وعندما فعلوا ذلك حزن الرب وطردهم من الجنة ونزلوا إلى الأرض وتغير كل شيئ وظل الإنسان يرتكب الخطية بأشكال عديدة، وكان عقاب آدم وحواء على ما فعلوه الموت لأنهم أطاعوا الشيطان الشرير، فمن الضروري أن قوي مثل ربنا يسوع يموت عنهم ويخلصهم من الشيطان الشرير، فكر الرب في فكرة عظيمة وهي أنه هو بقوته ينزل على الأرض ويعيش وسط الناس ويموت من أجلنا وبذلك يهزم الشيطان ونعود مرة أخرى نعيش في حضن ربنا، وبالفعل اتجسد ربنا في بطن ماما العذراء مريم واتولد في مزود بقر وكبر وعاش وسط الناس يعلمهم الصح من الخطأ ويعظهم ويشفي أمراضهم ويشارك كل مشاعرهم الفرح والحزن، حتى جاء الوقت وخدع الشيطان اليهود الذين اعتقدوا أن ربنا يسوع إنسان عادي، وكانوا يغضبون من حب الناس له وفكروا أنه يخلصوا منه، وقالوا عنه كلام كذب لبيلاطس الملك فأمر أن يصلب.
وكان في ذلك الوقت يموت على الصليب اللصوص والمجرمين، وقف يسوع بصمت وقوة وتحمل الكثير من الآلام منها أنهم وضعوا على رأسه تاج من شوك، وأيضًا اتجلد، وحين أتت الساعة صلب يسوع ومات وحدث زلزال عظيم، و حتى يتأكدوا من أنه مات طعنوه بالحربة، ولكن بعد ثلاث أيام حصل زلزال قوي وقام يسوع المسيح من الأموات ليخلص البشرية وليفرح الجميع بالخلاص.
“للأطفال من عمر 9 سنوات حتى 14 سنه”
قال القس ابسخيرون سعد كاهن بكنيسة العذراء والقديس موريس بالعمرانية: يجب أن نعرف أن كل الآلام التي تألم بها الرب يسوع سواء نفسية أو جسدية جاءت من البشر، بسبب خطية آدم، وهذا أوضحه يسوع عندما، قال عن الذين خلط بيلاطس دمهم بدم ذبيحتهم، وعن الذين سقط عليهم البرج في سلوام: “إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون”، لذلك فحتى عذاب المسيح كان بسبب خطية آدم، الذي أكل من الشجرة المحرمة ونزل على الأرض وعم الفساد.
جاء عذاب السيد المسيح بسبب قانون الرومان في هذا الوقت كان يحتم أن يجلد المصلوب قبل تنفيذ الحكم، وكان اليهود يخشون الرب يسوع لأنه يحب الناس ويعلمهم ويصنع لهم المعجزات فخاف منه اليهود، ومن شعبيته التي كل مدى تزيد لذلك كانوا يطالبون بجلد وصلب يسوع وحين لطمه على وجهه كان هذا بناء على غضبهم من حب الناس له.
وأضاف أبونا: يجب أن نعرف أطفالنا إن إكليل الشوك الذي على رأس الرب يسوع له هدف، وهدفه أن يكتمل كلام يسوع حين قال لآدم “شوكا وحسكا تنبت لك الأرض” لذلك تحمل الرب يسوع الشوك عن الإنسان.
وأشار قدسه، الموت على الصليب له عدة أسباب، منها: الصليب مصنوع من الخشب وهو نفس مادة الشجرة التي أخطأ آدم بسببها، فحول الرب يسوع اللعنة إلى بركة، الصليب هو الموت الوحيد إلى فيه يفتح المصلوب زراعين لكل العالم كأنه يقول الموت خلاص للجميع، الصليب يعلق فيه المصلوب في الهواء والشيطان رئيس سلطان الهواء فنال يسوع برفعه على الصليب الغلبة في الهواء فقهر الشيطان.
وعن القيامة قال: إن لم يقم المسيح لكان الموت انتصر ولما كان للخلاص معنى، فيقال إنه مات كأي إنسان وانتهى أمره، فالقيامة علامة نصره على الموت وفرح الخلاص وأنه هو الإله الحقيقي.