يحتفل الشعب المصري بدءًا من اليوم بشهر رمضان الكريم .. شهر الصوم والصلاة .. شهر العبادة والسهر .. يضئ فيها الفانوس المصري التقليدي الأصيل، المصنوع من الصفيح والقصدير والزجاج الملون بأحجامه المختلفة بداية من فانوس الأطفال ذو الشمعة حتى الفانوس الذي يصل ارتفاعه نصف متر إلى مترين، والتي تتزين بها الفنادق وبعض القصور والأماكن السياحية .. والأحياء الشعبية، و إضاءة الفانوس بألوانه تجعل الإنسان في حالة بهجة وتسمو به عن الماديات.
وعرف فانوس رمضان في أيام الفاطميين عندما خرج أهالي بالقاهرة لاستقبال المعز لدين الله الفاطمي ليلاً حاملين الفوانيس ومرددين الأغاني احتفالًا به .. ومنذ ذلك التاريخ، أصبح الفانوس من مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم.
ومن الحرف والفنون الشعبية الأصيلة .. صناعة فوانيس رمضان التي كانت ومازالت تخرج من بين أيدي صانعيها في تشكيلات رائعة تكشف عن مهارات الفنان والفن الأصيل، حيث صنعوا فوانيس أصغر حجمًا لأجل أطفالهم الذين كانوا يشاركونهم السهر حتى الفجر في ليالي رمضان .. وكان يضاء بواسطة الزيت مع الفتيلة.
ومنذ القرن التاسع عشر ظهرت صناعة الشموع .. فاستُخدمت في إضاءة الفوانيس .. ثم تطور فانوس رمضان حتى أصبح يُصنع من البلاستيك بدلًا من الزجاج الملون والصفيح، وتضيئه لمبة صغيرة من بطارية .. وحاليًا لمبة كهربائية بأحجام مختلفة .. وأصبح من السلع المستوردة من صنع الصين .. وعلى هيئة دبابة أو مدفع أو إنسان آلي وغيرها من الأشكال ليواكب الأحداث السياسية والاجتماعية المعاصرة.
ولكن فانوس القرن الرابع عشر مازال له سحره وأصالته .. وأصبح من التراث الشعبي لما فيه من دقة النقوش والزخارف وعبق الزمن .. وما يميزه من عادات كبائع الكنافة والمسحراتي وبائع العرقسوس والفوانيس وغيرها .. والتي تجمل ليالي وفرحة شهر رمضان.
وشهر رمضان فرصة للفنان يتأمل الاحتفالات الشعبية الكبيرة .. ويعبر بريشته عن كل مظاهر الحياة الرمضانية، مثل بائع الكنافة .. والفوانيس في أيدي الأطفال وأيضًا المسحراتي .. وهي تعبير عن فرحة وأهمية رمضان لكل مصري .. نجد فيها القيم الفنية بجمال وسحر البيئة المصرية.
وإبداعات شهر رمضان تتجلى فيها الجماليات بحنين دافيء بكل ما يتضمنه من معاني وأحاسيس .. ذكريات وأسرار تعبر عما يحمل من موروثات شعبية من خلال الخطوط والمساحات اللونية المستوحاة من البيئة والتراث المصري، ولمسات رمزيه الذي ينبع من اعماقه وفكره لأهم القيم الجمالية للحياة والإنسان.
نطلب من الله في صلواتنا و أصوامنا في هذه الأيام .. وهي أجمل أيام السنة بالنسبة للمصريين جميعًا أن ينقذ شعب مصر من أي مكروه والبشرية في أنحاء العالم من وباء الكورونا .. ويعيد البسمة والفرحة بالمناسبات الإجتماعية والدينية، وأعياد المصريين السنوية.
كل عام وأنتم بخير