من الظواهر والعادات السيئة في حياتنا عدم الالتزام بالمواعيد، رغم ما نردده في المناسبات، مثل الببغاء عن ضرورة احترام المواعيد والالتزام بوقت العمل ، وأن الوقت ثمين كالذهب، ونضرب الأمثلة على ذلك (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) .
إن احترام الوقت ليس له قيمة جوهرية في حياتنا، ومن ثم نتهاون فيه ولا نلتزم به بصورة تدعو إلى الندم والشفقة، فنذهب إلى العمل متأخرين ولدينا المبررات العديدة ، كما نغادره قبل الموعد غير عابئين بذلك الأمر ، بحجة إن المسئول هو الآخر يأتي متأخرًا ويغادر مبكرًا ، ونردد كعاداتنا الشغل عمره ما بيخلص .
فالتباطؤ وعدم احترام الوقت والمواعيد يظهر جليا على جميع المستويات بل باتت ثقافة سائدة في العلاقات، ففي المناسبات الاجتماعية كالأفراح الكل يتأخرون والعروس عند الكوافير ، والعريس في الأستوديو ، وباقات الورد والزهور تصل قبل إنتهاء موعد حفل الزفاف بدقائق والمدعوون صابرون ومنتظرون ، والأسباب معظمها واهية وهزيلة .
الغريب في الأمر أن البعض يعتقد أن تأخره عن الموعد يعطيه أهمية ويظهره أمام الآخرين بأنه شخص مهم وله ارتباطات متعددة وهذا فهم خاطىء ، فالشخص الناجح هو الذي يلتزم بمواعيده ، وهو احترام الشخص لذاته وللآخرين .
وإذا اضطر الشخص إلى التأخر عن موعد أو عدم حضوره فينبغي عليه الاعتذار المسبق للآخرين حتى لا يستمروا في الانتظار ، فعدم الدقة في المواعيد ليس مجرد صفة تتنافى مع الذوق السليم، بل إنها أيضا تتعارض مع الأخلاق الحميدة فالمحافظة على المواعيد تدل على الاحترام والتقدير لموجه الدعوة .
إن سيطرة عدم الالتزام بالمواعيد والوقت من جانب المجتمع الذي نعيش فيه آفة خطيرة لعدم استيعابنا لأهمية الوقت وتقديره، وتتميز الدول المتقدمة عنا بإدراكها قيمة الوقت واحترام المواعيد دون رقابة لأنه سلوك نشأوا عليه.
إن التربية الخاطئة منذ الصغر داخل الأسرة من أهم أسباب عدم إحترام الجيل الجديد قيمة الوقت ومن هنا يجب علينا أن نغرس في نفوس أبنائنا منذ نعومة أظفارهم الانضباط واحترام المواعيد .