أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بابا و بطريرك الكرازة المرقسية، أنه يوجد نوعين من الناس، نوع يحمل في قلبه حجراً، وآخر يحمل في قلبه رحمة، لذا فكان السيد المسيح يسعى لتحويل القلوب المتحجرة إلى قلوب لينة تملؤها الرحمة.
وأضاف البابا تواضروس، خلال عظة القداس الإلهي على هامش احتفالية اليوبيل الذهبي لكنيسة الملاك ميخائيل بمنطقة مصطفى كامل بالإسكندرية، اليوم الخميس، أن الإنسان من كثرة الخطية يزداد سوادا، وقلبه يزداد تحجرا، ويظهر ذلك في مواقف عديدة في حياة ذلك الشخص. وأوضح أن المسيح كان يصنع بعض المعجزات في يوم السبت مثل المفلوج، بهدف أن يرفع من الناس قسوة القلب.
وتابع: الصوم المقدس فترة نعيشها كل سنة كي ننزع من نفوسنا القساوة، فالكنيسة تسعى أن يتحول الإنسان من القلب القاسي إلى قلب ممتلئ رحمة ويصنع رحمة ويفيض بالرحمة.
وأشار إلى أنه في بعض الأحيان يتعامل الإنسان مع الآخر يتعامل بقساوة، لذا جاء المسيح ليحول قلب الإنسان من القسوة إلى رحمة.
وعدد البابا تواضروس أمور عديدة في الصوم تساعد على تحول الإنسان إلى قلب رحيم: «في إنجيل الرفاع نجد الله يقول لك أدخل إلى مخدعك، كي تدخل إلى نفسك وداخلك خلال فترة الصوم، انشغل بنفسك لا الآخرين»، واستكمل: «حين تقول الآية أغلق بابك، معناها اغلق بابك عن الخطية والطعام».
وتابع: «أن بعد ذلك يقول الإنجيل أن سراج الجسد هو العين، لأن ما يدخل للعين يصل إلى القلب، وفي بعض الأوقات نقول إن شخص أعمى القلب».
واستعان البابا تواضروس ببعض التشبيهات عن قساوة القلب ونقيضها القلب اللين: «القلب اللين شبه الشمع نقي، والقلب القاسي شبه الطين الأسود، ولو الاتنين اتعرضوا للشمس نلاقي أن الشمع يلين والطين يتحجر ويشقق، هو دا نفس الحكاية مع القلب القاسي المتحجر، والقلب النقي لما يتعرضوا لمواقف في الحياة»
حيث ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية اليوم القداس الإلهي في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بمنطقة مصطفى كامل بالإسكندرية، وذلك في مناسبة مرور خمسين سنة على صلاة أول قداس بالكنيسة (٨ أبريل ١٩٧١ – ٨ أبريل ٢٠٢١).
وشهدت الكنيسة تكثيف أمني مشدد في محيطها، وسط إجراءات احترازية مشددة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، في ظل تنظيم كامل لعمليات الدخول والجلوس، بشكل متباعد، وسط حضور شعبي يعد الأكبر منذ فتح الكنائس أبوابها مجدداً بعد قرارات الغلق السابقة.
وتزينت كنيسة الملاك ميخائيل بمنطقة مصطفى كامل شرق الإسكندرية، في أبهى صورة، استعدادا لاستقبال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لترأس احتفالية اليوبيل الذهبي بمرور 50 عامًا على إنشائها، وانتشرت الورود في الممرات، بينما تناثرت الأقمشة البيضاء حولها، لتشكل منظر مفرح يشيع البهجة في النفوس.
وتواجد الأقباط في ساعة مبكرة من صباح اليوم، ولم تزد أعداد الحضور عن 40% من سعة الكنيسة، في ظل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
شارك في الصلوات الآباء الأساقفة العموم المسؤولون عن القطاعات الرعوية بالإسكندرية، أصحاب النيافة الأنبا بافلي (قطاع المنتزه) والأنبا إيلاريون (قطاع غرب) والأنبا هرمينا (قطاع شرق) والقمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية، إلى جانب الآباء كهنة الكنيسة.
شهد القداس مشاركة عدد محدود من شعب الكنيسة وسط تطبيق إجراءات وقائية دقيقة.