النبؤة الأولى اليوم من (أمثال ٨: ١٢-٢٢)، وفيها تتحدث الحكمة التى هى روح الله “أَنَا الْحِكْمَةُ أَسْكُنُ الذَّكَاءَ … لِي الْمَشُورَةُ وَالرَّأْيُ. أَنَا الْفَهْمُ. لِي الْقُدْرَةُ … أَنَا أُحِبُّ الَّذِينَ يُحِبُّونَنِي، وَالَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي … ثَمَرِي خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ وَمِنَ الإِبْرِيزِ، وَغَلَّتِي خَيْرٌ مِنَ الْفِضَّةِ الْمُخْتَارَةِ. فِي طَرِيقِ الْعَدْلِ أَتَمَشَّى، فِي وَسَطِ سُبُلِ الْحَقِّ”. اقتناء الحكمة يقودنا الى معرفة الله وسبل الحق التى له.
النبؤة الثانية من (اشعياء ٤٤: ١-٨ ) وفيها يطمئن الرب شعبه—الذى هو نحن—فيقول “وَالآنَ اسْمَعْ يَا يَعْقُوبُ عَبْدِي، وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي اخْتَرْتُهُ. هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ صَانِعُكَ وَجَابِلُكَ مِنَ الرَّحِمِ، مُعِينُكَ:لاَ تَخَفْ يَا عَبْدِي يَعْقُوبُ، وَيَا اسرائيل الَّذِي اخْتَرْتُهُ. لأَنِّي أَسْكُبُ مَاءً عَلَى الْعَطْشَانِ، وَسُيُولًا عَلَى الْيَابِسَةِ. أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى نَسْلِكَ وَبَرَكَتِي عَلَى ذُرِّيَّتِكَ … لاَ تَرْتَعِبُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا. أَمَا أَعْلَمْتُكَ مُنْذُ الْقَدِيمِ وَأَخْبَرْتُكَ”.
وفى (أيوب ٣٢، ٣٣) يتحدث أخيرا الصديق الرابع لأيوب وهو أليهو الذى انتظر ولم يفتح فاه حتى تكلم أصدقاء أيوب الثلاثة فاتهموه انه بالتأكيد قد أخطأ فى حق الله حتى أنزل به الرب هذه البلايا. بينما كان رد أيوب وهو فى غاية الألم انه لم يخطئ أمام الرب. أخيرا تكلم أليهو وهو أصغرهم جميعا لكنه استخدم الحكمة ليعرفهم ان لا أحد يمكنه ان يدعى معرفة فكر الرب ولا أن يبلغ الى قدرته. وقد ورد كلام ايوب وأصدقاءه فى قراءات أيام سابقة فى هذا الصوم، واليوم وفى الأيام القادمة سوف نقرأ كلام أليهو.
انجيل باكر من (لوقا ٤: ٢٢-٣٠ ) يحكى عن تعجب أهل مدينة يسوع من أقوال النعمة التى كان يتحدث بها ويقولون “أليس هذا هو ابن يوسف؟!” حقا انعدمت الحكمة لديهم. وكان رد يسوع: “الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولًا فِي وَطَنِهِ. وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا وَلَمْ يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ إِلَى امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ، إِلَى صَرْفَةِ صَيْدَاءَ. وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي زَمَانِ أَلِيشَعَ النَّبِيِّ، وَلَمْ يُطَهَّرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيُّ”. الغرباء والصغار قبلوا الرب بالحكمة وفازوا بالملكوت، بينما شعب الرب انعدمت لديه الحكمة فرفضه. مرة أخرى نتذكر الذين قبلوا الرب وفازوا بالملكوت: الابن الضال والسامرية وطريح الفراش ٣٨ عام.
البولس من (١ كورنثوس ١٤: ١٨-٢٨ ) يوصينا من جهة المواهب الروحية مثل التكلم بألسنة، فيؤكد على استخدام الحكمة فى التعامل مع موهبة التكلم بألسنة، ويقول “فليكن كل شئ للبنيان”.
تأكيد هذا المعنى فى قراءة الكاثوليكون من (يعقوب ١: ٢٢ الخ ) “كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ … اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ”.
انجيل القداس من (لوقا ٩: ١٨-٢٢ ) “وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي عَلَى انْفِرَادٍ كَانَ التَّلاَمِيذُ مَعَهُ. فَسَأَلَهُمْ قِائِلًا: مَنْ تَقُولُ الْجُمُوعُ أَنِّي أَنَا؟ فَأَجَابُوا وَقَالوا: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ. وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا. وَآخَرُونَ: إِنَّ نَبِيًّا مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ. فَقَالَ لَهُمْ: وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ أَنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ: مَسِيحُ اللهِ!” ان حكمة الله هى التى أعلنت هذه الحقيقة لبطرس كما ذكر يسوع. اذا معرفة الله تعلن لمن يطلب من القلب هذه المعرفة فينعم الرب بها عليه. أما من لا يريد ولا يطلب، فتهرب منه الحكمة ومعرفة الله.