تبدأ قراءات اليوم بنداء حار من الحكمة (أمثال ٨: ١-١١) “أَلَعَلَّ الْحِكْمَةَ لاَ تُنَادِي؟ وَالْفَهْمَ أَلاَ يُعْطِي صَوْتَهُ؟ عِنْدَ رُؤُوسِ الشَّوَاهِقِ، عِنْدَ الطَّرِيقِ بَيْنَ الْمَسَالِكِ تَقِفُ. بِجَانِبِ الأَبْوَابِ، عِنْدَ ثَغْرِ الْمَدِينَةِ، عِنْدَ مَدْخَلِ الأَبْوَابِ تُصَرِّحُ: لَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أُنَادِي، وَصَوْتِي إِلَى بَنِي آدَم … اِسْمَعُوا فَإِنِّي أَتَكَلَّمُ بِأُمُورٍ شَرِيفَةٍ، وَافْتِتَاحُ شَفَتَيَّ اسْتِقَامَةٌ.لأَنَّ حَنَكِي يَلْهَجُ بِالصِّدْقِ، وَمَكْرَهَةُ شَفَتَيَّ الْكَذِبُ. كُلُّ كَلِمَاتِ فَمِي بِالْحَقِّ … خُذُوا تَأْدِيبِي لاَ الْفِضَّةَ، وَالْمَعْرِفَةَ أَكْثَرَ مِنَ الذَّهَبِ الْمُخْتَارِ. لأَنَّ الْحِكْمَةَ خَيْرٌ مِنَ الَّلآلِئِ، وَكُلُّ الْجَوَاهِرِ لاَ تُسَاوِيهَا”.
وتأتى النبؤة الثانية من (اشعياء ٤٣: ١٠ الخ ) فيقول الرب “أَنَا أَنَا الرَّبُّ، وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ. أَنَا أَخْبَرْتُ وَخَلَّصْتُ وَأَعْلَمْتُ … هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكُمْ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ .. هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا. الآنَ يَنْبُتُ. أَلاَ تَعْرِفُونَهُ؟ أَجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ طَرِيقًا، فِي الْقَفْرِ أَنْهَارًا … أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا”.
حقا إن محو الذنوب هو من أعز ما نطلب من الرب دائما وبالأخص فى هذا الصوم. طلبه بالحكمة الابن الضال وناله، وأعطاه الرب السامرية فبالحكمة فرحت وبشرت، وأعطاه للمطروح ٣٨ عام وحذره أن يسلك بالحكمة فلا يخطئ لئلا يكون له أشَّر.
انجيل باكر من (مرقس ١٢: ١-١٢) يقول الرب يسوع مَثَل صاحب الكرم وكرامينه الذين رفضوا اعطاء عبيده ثمر الكرم ليحملوه الى سيدهم، ولما أرسل لهم ابنه الوحيد لعلهم يهابوه، قتلوا هذا الابن وطرحوه خارجا. ويتوعد الرب هؤلاء الكرامين الأشرار بأن يأتى ويهلكهم ويعطى الكرم لآخرين. هكذا نحن، ان لم نصنع مشيئة الرب يُنزَع منا الملكوت ويعطى لآخرين.
البولس من (١ تسالونيكى ٤: ١-١٨ ) يركز على القداسة التى نحن مطالبون ان نصطبغ بها. “لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ … لأَنَّ اللهَ لَمْ يَدْعُنَا لِلنَّجَاسَةِ بَلْ فِي الْقَدَاسَةِ … وَأَمَّا الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، لأَنَّكُمْ أَنْفُسَكُمْ مُتَعَلِّمُونَ مِنَ اللهِ أَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا … مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ … هكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ”. وهل لنا مطلب آخر سوى ان نكون كل حين معه فنجد فرحا ابديا؟”
يوصينا معلمنا يعقوب (٤: ٧-١٢) “قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ … اتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ”.
فى انجيل القداس من (لوقا ١٣: ١-٥ ) يطلق الرب تحذيره لنا: “إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون”. لا نمارس البر الذاتى فنظن أننا أفضل من الآخرين، بل اننا نحتاج بشدة إلى التوبة.