منذ بدء عرض مسلسل “خللي بالك من زيزي” خلال شهر رمضان وعرض مشكلة فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال، ويتساءل الكثيرون عن أعراضه و كيف يمكنهم اكتشاف ان طفلهم يعاني من فرط الحركة و كيف يمكنهم التعامل معهم وأساليب التدخل للعلاج.. . بداية فان ” اضطرابات الانتباه ” بحسب آراء أطباء مختصين في سلسلة ” خطوة بخطوة ” التى أصدرها مركز سيتى للتدريب والدراسات فإن اضطراب الانتباه يعانى منه نسبة من الأطفال بالمدارس، وليس له علاقة بنسبة الذكاء، ويصعب تشخيصه في سن ما قبل المدرسة. ويرجع بعض العلماء السبب الرئيسى للإصابة بهذا الاضطراب الى وجود خلل فى التوازن الكيميائي أو نقص فى بعض الناقلات العصبية بالمخ مما يؤثر على قدرة المخ فى السيطرة على سلوك الفرد. وهذا الإضطراب له عرضين أساسيين هما : قصور الانتباه والاندفاع ، و فى كثير من الحالات يظهر عرض ثالث يتمثل فى النشاط الزائد أو فرط الحركة.
تشتت الانتباه والاندفاع : ويعنى أن يكون الطفل كثير التشتت وفترة انتباهه قصيرة، ويواجه مشكلة فى التنظيم و تحصيله الدراسى ضعيف، بالاضافة الى انه كثيرا ما يفقد أدواته فى المدرسة . كما أنه لا يرغب فى القيام بالمهام التي تتطلب مجهودا ذهنيا مثل الواجب المدرسى .
اما بالنسبة للاندفاع فيظهر بوضوح فى تصرفات الطفل التي تأتي دون تفكير، و إجابته على الأسئلة التى توجه اليه تأتى قبل الانتهاء من السؤال كما أنه كثيرا ما يقاطع الآخرين أثناء الحديث. كما انه سريع التنقل من نشاط لآخر ، و يصعب عليه الالتزام بالقواعد .
و فيما يخص فرط الحركة فيظهر فى تحدث الطفل بشكل مستمر، وإذا كان جالسا فهو متململا كثير الحركة على الكرسى او يلعب بأى شىء فى متناول يديه .
أما بالنسبة لكيفية التدخل العلاجى فإنه يتم على عدة مستويات، هي :
أولا: العلاج الطبي
و ذلك بتناول بعض العقاقير لبعض الحالات التى قد تفيد لعلاج اضطرابات الانتباه ذلك تحت إشراف وإرشاد الطبيب، لكن مع الوضع فى الاعتبار أن العلاج الطبى وحده لا يكفى، حيث يجب أن يصاحبه تعديل سلوك .
ثانيا: إدارة السلوك
يكون باتباع بعض الارشادات فى التعامل مع الطفل المصاب باضطرابات الانتباه تتمثل فى عدم إهانة الطفل، و تبسيط المهارة المطلوب منه إنجازها وذلك بتجزئتها إلى مهام صغيرة يسهل عليه تنفيذها. و تشجيع الطفل عند إنجازه بعض المهارات المطلوبة منه . و أن نسعى الى إلحاق الطفل بأنشطة غير مدرسية محببة له مثل الرياضة والرسم و الموسيقى . ويفضل بعض الخبراء أن يتم الاتفاق مع الطفل على السلوك المطلوب و نوع المكافأة وذلك قبل البدء فى تنفيذ المطلوب منه، و ان نكون حازمين في التنفيذ.
عند المذاكرة يجب أن نهيئ له مكانا هادئا للمذاكرة ، و أن نبعد كل ما يشتت انتباهه اثناء جلوسة للاستذكار، و ان نساعده على تنظيم وقته حتى ينتهى من الواجبات المدرسية ، و لكن كل ذلك مع مراعاة أن يأخذ الطفل اوقات راحة منتظمة و متكررة أثناء المذاكرة و على فترات زمنية قصيرة .
وأضافت الدكتورة مي الرخاوي دكتوراة في علم النفس الاكلينيكى ،قائلة: يخطئ بعض الآباء والأمهات حينما ينتظرون من طفلهم الجلوس للمذاكرة عدة ساعات متواصلة ويعتبرون ذلك مؤشر بنتيجة أفضل ، وهذا غير حقيقى ،حيث أن كل طفل على حسب قدرته يمكن أن يمكث جالسا للمذاكرة ، فهناك طفل مثلا يمكن أن يجلس ثلث ساعة فقط ،ولكنه ينجز فيها أكثر من أنه يقعد ساعة متواصلة ، فنجعل الطفل يجلس فترات قصيرة ونقوم بتقسيم وقت المذاكرة على فترات منفصلة حسب قدرة الطفل ونعطى وقت للراحة فيما بين كل فترة والثانية .و فى وقت الراحة لا يجوز أن نجعل الطفل يلعب ألعاب إليكترونية أو على الموبايل أو يجلس أمام التليفزيون ،لان مثل هذه الأشياء تساعد فى زيادة التشتت لدى الطفل ،لذلك فليكن وقت الراحة للراحة أو تناول كوب عصير أو ما شابه ،أو المشي لعدة دقائق أو يلعب الطفل لعبة بسيطة مع أحد أفراد الأسرة ، أما بالنسبة للألعاب الإليكترونية فيمكننا استخدامها كنوع من المكافأة بعد الانتهاء من المذاكرة والواجبات المدرسية تماما.
وأضافت الدكتورة مى الرخاوى قائلة : الأماكن التى يجلس فيها الطفل للمذاكرة يجب أن تكون بيئة غير مشتتة للطفل بمعنى أنه لا يوجد ألعاب حوله أو تليفزيون يتم تشغيله، أو أطفال يلعبون بجوار الطفل الذى يقوم بالمذاكرة أو أحد أفراد الأسرة بيتكلم فى التليفون بجواره .
واستطردت الرخاوي قائلة: إن الطفل الذى يعانى من اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة يكون لديه الذاكرة البصرية أقوى من السمعيه لذلك يجب تحويل المواد الدراسية التي يقوموا بمذاكرتها إلى أشياء بصرية و رموز ليسهل تذكرها بالنسبة لهم،فمثلا نقوم بتقسيم الدروس إلى أجزاء و يتم كتابتها فى المذاكرة بأشكال وألوان مختلفة ليستطيع التذكر بالألوان والرسومات،وفى مرحلة عمرية أكبر للطفل يستطيع انه يركز من خلال ربط الأشياء برسومات أو لوحات يقوم هو نفسه برسمها و تعليقها على الحائط لتكون متاحة أمامه .
وإذا وجدنا أن الطفل بذل مجهود و لكن درجاته جاءت قليلة نسبيا يجب أن نقدر مجهودك ونشكره عليه ولا نقوم بتوبيخه.
أوضحت الدكتورة مي الرخاوي أن اضطراب تشتت الإنتباه من الممكن أن يظهر فى سن 3 سنوات او قبلها، وإذا لاحظ الوالدين ذلك عليهم أن يساعدوه بأن تكون التعليمات واضحة وقصيرة للطفل ، بالاضافة إلى أنه من المفيد الاهتمام بالألعاب التي تنمي الذاكرة والتركيز لدى الطفل مثل ألعاب البازل ألعاب التطابق وغيرها .