حين تمر العصور يصبح الماضى كلمات موضوعة فى الكتب وقصص نسمعها من اجددنا تظل فى عقولنا حتى نكبر وندرك ونبدء البحث حتى نصل لما هو أكثر ونبحث عن وقائع كانت تشهد على الاحداث وهنا نجد الأماكن التى تعد همزة الوصل بين الماضى والحاضر المرشد والشاهد على جميع الاحداث التى مرت، لذلك نحن اليوم نتكلم عن مكان يشع نور ليضئ الظلام “بركة سلوام”شهدت الرب وهو يخلق من الطين عين تبصر .
نبذة عن بركة سلوام
بركة سلوام في داخل مدينة داود التي هي جزء من مدينة أورشليم القديمة وعندما نتكلم عن بركة سلوان نقول أنها نهاية لعمل قام به حزقيا بحفر قناة طويلة فى الصخور لجلب مياه نبع جيحون إلى مكان داخل مدينة داود حتى يكون فيها مصدر مياة إذا هاجمها الأعداء، حيث أن نبيع جيحون كان خارج البلدة.
كانت بركة جيحون (عين العذراء) المتقطعة، مورداً رئيسياً للمياه لمدينة أورشليم ، وكانت تقع أسفل “باب العين” ، وإلى الجنوب الشرقي من المدينة، وكانت مياهها تجري في قناة مكشوفة، تسيل ببطء على المنحدرات الجنوبية الشرقية التي تسمى شيلوه أو( سلوام – ومعناها “مرسل”) ، وهي قليلة الانحدار ، إذ تنحدر خمسة سنتيمترات فقط كل 300م ، وتفرغ مياهها في البركة السفلى أي البركة العتيقة التي تسمى الآن “بركة الحمرا” في طرف الوادي المتوسط بين السوريين على التلال الجنوبية الشرقية، والجنوبية الغربية أسفل سور بركة سلوام وتروى “جنينة الملك” على المنحدرات الملاصقة لها.
ويقول المؤرخ يوسيفوس، إنها تقع أسفل وادي الجبانين، وهي البركة التي تسمى اليوم بركة سلوان، ويبلغ طولها 58 قدمًا، وعرضها 18 قدمًا وعمقها 19 قدمًا، وجوانبها مبنية بالأحجار – ولو أن جانبها الغربي تحطم، وفيها ماء جار ملح المذاق، ويأتي الماء إلى بركة سلوام من عين العذراء في قناة ملتوية منحوتة في الصخر 1708 قدمًا ويفيض الماء ليروي بعض الحدائق في وادي قدرون.
تاريخ اكتشاف بركة سلوام
في القرن الثامن م. قام الملك حزقيا، أحد ملوك مملكة يهوذا، ببناء نفق على طول الأكمة في أورشليم، جنوباً من نبع جيحون السرِّي وعلى طول ١٧٥٠ قدم (أي ما يقارب ٥٣٣ م) من الأرض الصخرية، وذلك لكي ينقل المياه الى بركة سلوام الموجودة داخل أسوار مدينة أورشليم، التي أرسل فيها الرب يسوع الرجل الأعمى لكي يغسل عينيه بمائه افيعود اليه بصره.
و حتى مؤخراً لم يكن بالإمكان الوصول إلا إلى قسم صغير من هذه البركة، وفي أواخر القرن التاسع عشر وبعد أن كَشَفَت الحفريات موقع بركة سلوام، وإضافة إلى ذلك فإن الحفريات التي جرت في موقع البركة في النصف الأول من العام ٢٠٠٥ كشفت عن القسم الشرقي لبركة كبيرة طولها ٥٠ مترا (العرض ما يزال غير معروف) و تقع على بعد عشرة أمتار جنوب البركة الصغيرة.
إن هاتين البركتين هما، بدون أدنى شك، جزء من مجموعة كبيرة شكلت ما يسمى ببركة سلوام (مثل بركة بيت حسدا التي كانت تنقسم إلى قسمين). وللدخول إلى هذه البركة كان يوجد في أكثر من مكان درجات متتالية من الصخر، وقد شكلت هذه البركة، التي كانت تغذيها المياه الجارية العذبة الآتية من نبع جيحون بواسطة قناة صغيرة اكتشفت على الجانب الشمالي للبركة، المكان الأمثل على الأرجح للغسلات وطقوس التطهير بالماء التي كانت تُمَارَس قبل الدخول إلى الهيكل.
و ربما كان هذا هو السبب وراء اختيار يسوع لهذه البركة كي يجرى معجزته.
معجزة المولود أعمى
كان يسوع يسير مع تلاميذه في الطريق فصادف رجلاً أكمه (مولود أعمى), فسأله تلاميذه:” من أخطأ أهو أم أبواه حتى ولد أعمى؟” .
أجاب يسوع ” لا هذا أخطأ ولا أبواه,ولد أعمى ليتمجد الله فيه”، وطلى يسوع عيني الأعمى بالطين وأرسله إلى بركة سلوام ليغسل عينيه، فذهب وغسلهما فعاد بصيراً.
فالجيران شكوا في أمره ثم تأكدوا أنه هو الأعمى وقد شفي، والفريسيون حققوا معه ومع والديه ثم طردوه من الهيكل.
ويسوع رآه في الهيكل وسأله هل يؤمن به، فعبر الأعمى عن إيمانه بيسوع.
احتفال اليهود بالبركة يوم المولود أعمى
وقد اعتاد اليهود في احتفالهم فى “عيد المظال” أي عيد المولود أعمى، حيث أمر الرب يسوع الرجل الذي ولد أعمى ليغسل عينه ببركة سلوم وفي الحال خرج المولود أعمى بعين ترى كل شيئ وتذكر لذلك يذهب كاهن بابريق من ذهب إلى بركة سلوام، و يغترف به ثلاث مرات من الماء، ثم يعود بالإبريق المليء في موكب عظيم إلى الهيكل مجتازًا باب الماء ثم يصب الماء في وعاء فضي على جانب المذبح الغربي وسط الترنيم: “احمدوا الرب فإنه صالح، وأن إلى الأبد رحمته ولعل المسيح أشار إلى هذا الاحتفال عند قوله: “إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب”.