“الحباش الدمنهور” أكلة شعبية لها العديد من الفوائد الصحية لما تحتويه من توابل مثل الكركم والثوم، حيث يتوافد عليها المواطنون بمحافظة البحيرة في شهر رمضان لتناوله مع جميع الأكلات كفاتح للشهية علي المائدة مثل الطحينية والبابا غنور.
يقول الحاج أحمد حسن الجمل صاحب الـ 67 عاما، أنه ورث المهنة عن جده الشيخ أحمد الجمل والذي يعتبر أول من اخترع أكلة الحباش بدمنهور عام 1940م، ويوضح “الجمل” أن أكلة “الحباش” كان يتم صناعتها بالمياه حتى تطورت وأصبحت بالطحين والطماطم، حيث يتم مزج التوابل والبهارات مع الطماطم المبشورة والملح والليمون وجوز الطيب والطحينة الحمراء والشبت والخل، ثم الزيت الحار، ويتم تناولها بجانب أي أكلة علي مائدة الإفطار في شهر رمضان، ويصل سعر كيلو الحباش العادي إلي 20 جنيها والمحوج أو المخصوص 40 جنيها بحسب طلب الزبائن بزيادة مكونات محددة كالطحينة الحمراء والتوابل.
وأشار “الجمل” أن الحباش يقوي جهاز المناعة داخل الجسم ويقلل من الكولسترول، فهو مفيد للكبد ومضاد للاتهابات، وكذلك الطماطم التي تحتوي علي فيتامين ج ومحتوي الكولين يدعم صحة القلب، والحمص الذي يحتوي علي نسبة عالية من البروتين النباتي والكالسيوم والماغنسيوم، مؤكدا أنه مفيد جدا للأقباط في فترة الصيام.
ويشرح “الجمل” طريقة عمل أكلة “الحباش”، قائلا: أبدأ ببشر الطماطم وتصفيتها ووضع لحمها المبشور في طبق التحضير ثم يتم وضع التوابل أولًا من ملح وكمون وبهارات، ويليهم مُكون الحباش والطحينة وجوز الطيب والزيت الحار والخل، ثم يتم تقليب الخليط جيدًا حتى يتم مزج جميع المكونات، ثم يتم وضع الثوم والبقدونس والليمون، ويتم خلطهم مره أخري، وفي النهاية يتم وضع قليل من الزيت الحار وتقديمه علي مائدة الإفطار.
وفي ذات السياق، يقول “محمد الجمل” حفيد أقدم صانعي “الحباش” بدمنهور، “ورثت المهنة عن جدي، ولكن الأن ومع أوضاع البيع والشراء في زمن الكورونا تغيرت تماما، فأصبحنا نحرص علي ارتداء القفازات والكمامات ووضع التحابيش في علب بلاستيك بدلا من الأكياس وكل هذه تكلفة علينا ولكن صحة المواطن فوق كل شئ، ويتم البيع ابتداء من 2ج لجميع الفئات، وتم تسميت الأكلة بالهرم الرابع في دمنهور”.