سادت حالة من الجدل بين التأييد والمعارضة بمواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أكدت شركة “المتحدة” للخدمات الإعلامية في مصر وقف تصوير مسلسل “الملك أحمس” وتشكيلها لجنة لمراجعة المسلسل، مع إمكانية عدم عرضه في موسم رمضان المقبل.
جاء وقف تصوير المسلسل الذي كان مقررًا أن يخوض بطولته الفنان عمرو يوسف بسبب “الأخطاء الكثيرة التي وردت به سواء على مستوى الأحداث والتفاصيل التاريخية، أو الأزياء والملابس التي تخص هذه الحقبة الزمنية”، بعد طرح البرومو الدعائي للمسلسل.
تسبب قرار الوقف في حالة من الجدل، حيث حاول بعض صناع الدراما الدفاع عن المسلسل، ومنح صناعة الفرصة في تقديم المسلسل للجمهور الذي يملك الحق في الإشادة أو الانتقاد، وهو وحده من يقيم العمل الفني.
فيما أثنى البعض الآخر على القرار، حتى لا يتسبب المسلسل إن تواجدت به أخطاء في تشويه المعلومات التاريخية لدى الأجيال، وفي حال تم تقديم مسلسل يتناول حقبة هامة من التاريخ لابد من تقديمه بشكل صحيح.
وانتقد الفنّان تامر فرج صنّاع مسلسل “الملك”، بعد طرح إعلانه الترويجي، لتغاضيهم عن وجود لحى للفنّانين الذين يمثلون الأبطال المصريين، وظهور فنّانات بشعر مصبوغ، واعتبر أنّ ذلك يعتبر بالنسبة للآثاريين “تدنيس وتشويه للأجناس والأعراق… فالجنس المصري القديم كان يعتبر الشعر نوع من الدنس والنجاسة… وكان يبقى حليق الرأس تماماً خاصة (الفرعون) أو الملك المصري القديم لأنه أقدس جسم على وجه الأرض.”
واستشهد فرج، كدارس للآثار ومرشد سياحي قبل أن يكون فنّاناً، بالمناظرات التي كان يقوم بها أستاذه عالم الآثار الراحل عبد الحليم نور الدين “لتفنيد ادعاءات اليهود بأنهم هم من بنوا الأهرامات، وكانوا مستعبدين في مصر خلال عهد رمسيس الثاني”، حيث كان يبرز صور البنّاءين المصريين القدماء حليقي الرأس، وهو ما يميزهم عن غيرهم، على حد قوله.
فيما أكدت الفنانة دينا الشربيني أنها ضد وقف مسلسل “الملك”، وكتبت منشور عبر حسابها الخاص على «انستجرام»، وقالت: «إحنا بنعمل فن عشان نحكي حواديت عشان نسعد الناس ونسلهم ونخليهم يفكروا، ماتحكمش على الجواب من عنوانه».
حقك تقرأ الجواب كله وساعتها تحكم، ولو السوشيال ميديا تحولت لمحكمة فنية من حقها تمنع عرض أو توقف عمل مانعرفش بكرة هتحكم بإيه وممكن تظلم مين، من حقنا نحلم من حقنا نتخيل من حقنا نغلط من حقك تشوفنا حتى لو هتنتقدنا، ومن حقك برضه ماتتفرجش بس مطلب المنع خسارة وقطع عيش وظلم، وأي فنان ينافس بشرف وأخلاق سيدعم زميله، وإحنا بندعم زمايلنا الشرفاء».
في حين أيدت الكاتبة والناقدة السينمائية ماجدة خير الله، وهي من أشد المنتقدين للإعلان الترويجي للمسلسل، قرار إيقافه، في تعليقٍ نشرته على حسابها عبر “فيسبوك”، تساءلت فيه: “لو حريص عى أكل عيشك، لماذا لا تتقن عملك! فلا منطق في الدفاع عن عنجهية الجاهل، بينما كل مصادر المعرفة متاحة!.”
واعتبر المخرج عمرو سلامة، قرار الوقف خارج عن المنطق، وقال في تدوينةٍ نشرها عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”: “مش لاقي منطق واحد يبرر القرار، يبرر رمي عشرات الملايين في الزبالة مع مجهود مضني لفريق عمل كامل شغال بقاله سنة، يقرر يحجر على الناس حق مشاهدته وتقييمه ونقده وشتيمته لو عايزين، لكن منعه؟…”
وأبدى سلامة استغرابه من الانطباعيين المتناقضين اللذين يمكن أن يتركهما برأيه نجاح “موكب المومياوات الملكية” وإيقاف مسلسل “الملك”، قائلاً: “يعني امبارح كنا مبهورين بالتقدم اللي الدولة وصلتله، ليه في 24 ساعة نعمل قرار يضحك علينا العالم ويرجعنا للعصور الوسطى؟…”
فيما تلقت الفنانة منة فضالي ردود فعل سلبية بعد مشاركتها في حملة “نتفرج بعدها نحكم” التي أطلقها المخرج عمرو سلامة لدعم مسلسل “الملك”.
خرجت منة فضالي في بث مباشر عبر Instagram ودافعت عن نفسها نافية أن تكون شاركت بالحملة مجاملة لأي شخص، وأنها تؤمن بعدم إمكانية العمل على مسلسل دون مشاهدته، وتساءلت كيف يمكن للجمهور التأكد من أن المسلسل يناقش تاريخ مصر أو يتناول سيرة الملك أحمس وليس شخص آخر، أو تقديم رواية مختلفة.
وطرحت “فضالي” سؤالها حول سبب اعتقاد الجمهور أن الفنانين لا يحق لهم قول رأيهم، وأنها كممثلة تشعر بالحزن لضياع مجهود زملائها، موضحة: “إحنا كممثلين بيطلع عينينا وبنقعد 26 ساعة بنصور” وأن الجمهور لا يجب أن ينخدع بصورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنهم يتعرضون في عملهم لمجهودات أشبه بالتعذيب.
أوضحت أنها تصور دورها في فيلم تضطر من أجله لارتداء بدلة لمدة 16 ساعة دون أن يكون متاح لها الذهاب إلى الحمام، متسائلة: “ده عذاب… هل حد بيشوف ده؟”.
أضافت منة فضالي أنها تتوقع سخرية البعض من حديثها عن تعب الفنانين، وأضافت: “ما أنتوا لا تفقهوا شيء عن اللي احنا بنقوله ده”، مشيرة إلى أن الفنانين يبذلوا مجهود أكثر من الشخص الذي يعمل كموظف ويشقى في عمله من أجل الحصول على الأموال، لأن الممثل قد يبذل مجهود شاق ولا يحصل على مقابل مادي مجزي، مشيرة إلى اعترافها أن بعض الفنانين يحصلوا على أجور عالية.
طالبت منة فضالي باحترام رغبة الممثل في إبداء رأيه، وأن من حق المشاهد أن يعترض على ذلك الرأي دون توجيه عبارات السباب له، وهو ما يضطر بعض الفنانين اللجوء للطرق القانونية ضد هؤلاء المسيئين، مؤكدة أن الفنانين يمكنهم الرد بالمثل وقالت: “إحنا قادرين نغلط بس ما بنغلطش… احترمونا بس شوية”.
أما عالم الآثار الدكتور زاهي حواس قال، إن أنسب شخص من حيث الشكل يقوم بدور أحمس هو محمد رمضان، مما جعل رمضان يقوم بنشر هذا التصريح من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك: “شهادة أعتز بها من عالم الآثار المصري ووزير الدولة لشؤون الآثار السابق زاهي حواس وبوعد حضرتك بإذن الله هنعمل فيلم سينمائي عالمي يليق بتاريخنا العظيم”.
جدير بالذكر أن مسلسل “الملك أحمس” مأخوذ عن رواية الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ “كفاح طيبة”، والتي تروي قصة نجاح الملك المصري أحمس في طرد الغزاة الهكسوس من مصر ،ومن بطولة عمرو يوسف، وماجد المصري، وصبا مبارك، وريم مصطفى، ومحمد لطفي، وغيرهم، وسيناريو وحوار محمد وخالد وشيرين دياب، وإخراج حسين المنباوي، وإنتاج شركة “سينرجي”.