الغارمات مشكلة كبيرة في مجتمعنا تتعرض لها بعض الأمهات..والسبب يكون في شراء جهاز ابنتها وحلمها في أن تراها عروس مكرمة في بيت الزوجية..ولظروف معيشية صعبة ولضيق ذات اليد ولأن الأم هي حمالة الهم دائمًا في بيتها تضطر للاستدانة لسداد احتياجات ابنتها العروسة وإذ لاتستطيع سداد الدين تلقي وراء القضبان بينما تنتقل ابنتها لبيت عرسها !!
وقد دعا الرئيس السيسي في احتفالية المرأة المصرية الإعلام، إلى نشر الوعي فيما يخص جهاز العروسين للقادر وغير القادر على السواء لوقف نزيف مشكلة الغارمات.
والواقع أن كل أم عروس مرت بتجربة جهاز ابنتها، والتي يطلق عليها شعبيا” شوار البنت” تجد ابنتها داخلة عليها بورقة طبعتها من الانترنيت فيها عناصر جهاز العروسة من الابرة الي الصاروخ كما يقولون…كل ركن في البيت له اصناف من المستلزمات بالاعداد والكميات ..وملابس العروسة الخروج والبيت بتفاصيل التفاصيل ..وتظل الام تشترى وتدخل في جمعيات وتستدين وتقسط وتحذف من القائمه مااشترته لتجده اقل القليل بالنسبة للقوائم التي طلبتها العروس او العريس بل وام العريس.
الغريب انه كلما قلت الامكانيات المادية كلما زادت الطلبات والتطلعات …فكم من ام لاسر محتاجة او مستورة قالت لي : انا جبت كذا وكذا ..بس ينقصني ٣ دست فوط و ١٢ طقم سرير..وكام طقم لحجرة الاطفال…وجبت طقم الصيني بس لسه طقم الاركوبال!!!…وكام طقم كاسات شيك للنيش…وربنا بعت طقم حلل ستانلس بس لسة بقي طقم الجرانيت وطقم التيفال!!!..
بصراحة تنتابني الصعقاء …واقول( ليه ياستي؟! هي بنتك هاتتاجر في الفوط لما تتجوز؟!.. وايه لزمة طقمين واحد الصيني واخر الاركوبال؟!! والجرانيت والتيفال.؟!!.وحجرة الاطفال دي ممكن يأجلوها بعد الزواج ولما ربنا يرزقهم بطفل..) .فإذا بتلك الام المسكينة تطأطأ رأسها خجلا وتقول( يعني عايزة بنتي تتجوز واهل جوزها ياكلوا وشنا ويعايروها بفقرنا؟! )..ودي عيبة في حقنا!!
..بل اعرف سيدة ” شقيانة” علي بنائها وفسخت خطبة ابنتها لان ام العريس اصرت أن يشتروا “تلك العلبة الفخمة للملاعق والشوك والسكاكين” !! واذ أن اهل الخير كانوا قد اهدوها اطقم التوزيع بدون تلك العلبة ..وليس في مقدروها أن تشتري ذاك النوع ( ابو علبة) تعنتت ام العريس بفسخ الخطوبة!!!
الحقيقة كلام موجع للقلب…وللاسف عند تلك الأمهات حق لان المجتمع رسم هذه الصورة لجهاز العروسة …نجد العروسة تشترى الكيتشن ماشين والخلاط الكهربائي والمضرب الكهربائي!!…وطبعا لازم البوتاجاز والميكرويف و الفرن الكهربائي والغسالة اوتوماتيك وايضا غسالة الاطباق و…و…و…
وعندما كنت افكر في ذلك كنت اري ان الاسر الاكثر احتياجا هي الاسر الاكثر سعيا لاقتناء ماهو مفيد وماهو غير مفيد لابنتهما العروس لانهم يطاردون المعايرة والنظرة الدولية لهم ولابنتهم..معتقدين انهم بذلك يرفعون شأن ابنتهم عند زوجها واهله..مهما كانت الاستدانة التى قد تصل الي سجن الأمهات الغارمات !!!..خاصة وان الاباء في معظم هذه الاسر لايكترثون بشئ ولايتحملون المسئولية وفي الغالب تكون الام هي المعيلة للاسرة
ولكن الحقيقة أن القادرون هم المسئولين عن ترسيخ الصورة الذهنية لجهاز العروسين وتأسيس البيت …. هم المبالغون والمغالون في الفشخرة بعدد اثاث الحجرات..وبالاجهزة الكهربائيه المتعددة بل أصبح جهاز التكييف من اساسيات الجهاز!! والنيش الاشبه بالتابوت داخل البيوت والذي يتكلف الالاف وعشرات الالاف لمجرد الديكور..وانتفي مفهوم المفاضلة واولويات الاحتياجات والتفكير في جدوي مايقتنيه العروسان فيما يطلق عليه ” عش الزوجية” وهو قصر الزوحية …ولغي الحلم بان يكمل الزوجان لاحقا مايحتاجون اليه او مايترفهون به..
حقا هناك مبادرات ونداءات من بعض الشابات الناضجات بمقاطعة شراء مالايلزم وثبت عدم فائدته وفي مقدمته النيش وطقم الصيني المكون مما يزيد علي ١٠٠ قطعة وتكرار اطقم المطبخ..ويسجلون علي جروبات الفيس بوك خبرات الاخريات فيما وجدن انه لايلزم ولافائدة منه.حتي لاتتكبل به من تجهز لعرسها.
فالقادر مطالب بأحكام العقل وحسن التصرف وفكر الترشيد في الشراء لانه في النهايه يكون صورة ومثلا يسعي اليه غير القادر ليدارى فقره ويتقي نظرة للمجتمع الدونية ..وفي النهايه تسجن الأمهات الغارمات فقط لتستر ابنتها- بل بناتها – بمقاييس مغلوطة وضعها المجتمع!!
نادية برسوم