يقصد بالدعاية ترويج معلومات وآراء مختارة بعناية ووفق مخطط معين بقصد التأثير في عقول الناس لغرض قد يكون عسكريا أو اقتصاديا أو سياسيا أو اجتماعيا, وهي إحدي أسلحة الحرب النفسية الفتاكة التي فرضت نفسها في الحروب علي مر العصور, مما حفز الدول علي التفنن في كيفية استخدامها لتحقيق أعظم فائدة منها ولا يقتصر استخدام الدعاية وقت الحرب فقط بل أيضا في وقت السلم فنجد الكاتب الإنجليزي جورج أوريويل يقول عنها تصدر كل دعاية الحرب والصراخ والكذب والكراهية عمن يحاربون
فالإشاعة تمثل الركن الأساسي في الحرب النفسية ولإحداث البلبلة وترويج الإشاعة وحبكها وتوقيتها يحتاج إلي الدقة في الصنع والصياغة بحيث تصبح مستساغة قابلة للتصديق بشكل جيد, ومن ثم الانتشار وحدوث النتائج المتوقعة منها وهي التأثير في العالم فيجب التأكد قبل التصديق وعدم نشرها وتداولها.
لذلك يستهدف بث الإشاعات تحطيم معنويات الشعوب بإثارة موجة الرعب والخوف في النفوس لأجل تصديع الجبهة الداخلية وكذلك زعزعة معنويات القوات المسلحة وخلق نوع من فقدان الثقة بينها وبين قيادتها لغرض إحلال روح التمرد وانحطاط الضبط وبذلك يمكن التغلب عليها مثلما حاولت أن تقوم به جماعة الإخوان المسلمين في 11 يناير و30 يونية من بث إشاعات حول الجيش والشرطة لهز الثقة بين المواطنين وأيضا تقوم بعض الدول بنشر الإشاعات لتحطيم الروابط بين الدول المتحالفة والصديقة.
ومن أساليب الدعاية استخدام الشعارات والإشاعات والكلمات الرناناة السلبية بدلا من تسمية الأشياء بمسمياتها, واستخدام التهويل والتشويش واستغلال الصور بجميع أشكالها غير أن الدعاية مهما كان لها من تأثير فلها قيود تحد من قيمتها, لذا يجب أن يستغل القائم بالدعاية الاستعداد النفسي للفئة التي يوجه إليها دعايته, وقد يتمكن من الحصول علي بعض النتائج, غير أنه يخفق في الوصول إلي هدفه لإثارة نزعات متعارضة.
,ووسائل الإعلام لها دور فاعل في توعية المواطن ضد هذه الإشاعات فيجب أن تتكفل بعرض الحقائق وفي وقتها المناسب وتنمية الوعي العام وتحصينه ضد الإشاعات النفسية العامة أو الخاصة وكذلك التوعية المستمرة لتثبيت الإيمان والثقة بالبلاغات الرسمية التي تقدم في هذا الشأن والقيام بعقد الندوات والمحاضرات والمناقشات لتنوير العقل وكشف الحقائق المؤكدة.
ومن أجل مقاومة الشائعات والسيطرة عليها يجب تتبع خط سير الشائعات والوصول إلي جذورها وإصدار البيانات الصحيحة الصريحة من قبل الحكومات وصناع القرار والتخطيط الشامل وتكاتف الجهود وإضافة إلي ذلك الثقة بالقادة والرؤساء والثقة أيضا بأن الأمور العسكرية تحاط دائما بالسرية والكتمان والثقة بأن العدو يحاول خلق الشائعات عندما لا تتسير له الحقائق وتولية الأمر والقيادة لأهل العلم.
فاحذر من الإشاعات وترويجها لذلك أوصانا السيد المسيح له كل المجد في (متي12:36-37): إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين, لأن بكلامك تتبرر وبكلامك تدان.