أصدر مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، العدد الثاني من التقرير الروسي السنوي، والذي ترأس تحريره الدكتورة دلال محمود أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وشارك فيه ما يزيد عن 40 خبيرًا وباحثًا.
التقرير يعالج بالرصد والتحليل أهم القضايا الداخلية والخارجية الخاصة بالدولة الروسية لعام 2020 ، مع تقديم ملمح استشرافي لتطور السياسات الروسية في كل منها خلال عام 2021، وتهتم هذه المحاور بالعديد من القضايا، التي يتم استعراضها على النحو التالي:
أولًا: روسيا من الداخل .. قراءة في المستجدات: يهتم هذا المحور بدراسة الإطار العام الحاكم للسياسات الروسية، ولذلك يتم تقديم ورقتين بحثيتين لاستعراض هذا الإطار، الأولى بعنوان (التعديلات الدستورية.. نحو بناء نظام سياسي جديد) والثانية بعنوان
(خطاب الاتحاد 2020…قراءة تحليلية)، وتهدف هاتان الورقتان لمناقشة حالة الجدال الداخلي حول النظام السياسي والانتقادات التي توجه إليه وأهم التعديلات التي تأتي استجابة له.
ثم يقدم المحور ورقة بحثية بعنوان (القوى السياسية في الداخل الروسي ودورها في صنع السياسات) لتوضيح أحد العوامل المؤثرة على الأوضاع السياسية الداخلية والتي يزداد تأثيرها تدريجيًا. ثم تقدم ورقة بحثية بعنوان (المرأة الروسية … إنجازات مسجلة وطموحات مؤجلة) كاستجابة للاهتمام العالمي بقضايا المرأة، وتظهر الدراسة المقدمة أهم التحديات التي تواجه تعزيز دور المرأة في المجتمع الروسي.
ثانيًا: الاقتصاد الروسي .. تحديات متعددة: لا يكتمل تحليل الداخل الروسي بدون تحليل المجال الاقتصادي الذي يواجه العديد من التحديات، زادت حدتها مع الأزمات المختلفة التي واجهت روسيا. وعليه يقدم هذا المحور خمسة أوراق بحثية تتناول أهم القضايا الاقتصادية الروسية، الأولى بعنوان (الاقتصاد الروسي في أرقام) وهي دراسة رصدية بالأساس لاستعراض مؤشرات الأداء الاقتصادي الروسي خلال عام 2020 ومقارنتها قدر الإمكان بأعوام سابقة. ثم تقدم أربعة أوراق بحثية لأهم التحديات الاقتصادية لروسيا، بعنوان (تراجع أسعار النفط العالمية وتأثيراتها على الاقتصاد الروسي)، ثم ورقة بعنوان (الموازنة الروسية في عام الأزمات). ثم التركيز على التحديات التي تواجه قطاعين أساسيين في الاقتصاد الروسي من خلال ورقتين بعنوان (القطاع الصناعي الروسي قطاع رائد في الاقتصاد)، وتهدف هذه الورقة لتوضيح أهم قطاعات الصناعة الروسية ومزاياها النسبية، ثم ورقة بعنوان (الاقتصاد الروسي والتحول نحو الرقمنة)، حيث يتم استعراض مؤشرات الأداء الرقمي في روسيا وأهم المعوقات في هذه العملية التحويلية.
ثالثًا: روسيا .. عسكريًا وأمنيًا: القطاع العسكري له خصوصية كبيرة بالنسبة لروسيا؛ إذ يعتبر ميزة نسبية لها في تعاملها مع القوى الكبرى التي تفوقها في القوة الاقتصادية، ومن هذا المنطلق تم تقديم خمسة أوراق بحثية تستعرض الإمكانيات العسكرية المتقدمة نوعياً التي تتميز بها الدولة الروسية والتي تشكل محددًا مهمًا في السياسة الخارجية الروسية كما سيتضح في المحاور الأخرى. الورقة الأولى بعنوان (القدرات العسكرية الروسية 2020 هل من جديد؟) والتي تقدم رصدًا لأهم القدرات العسكرية الروسية وفقًا للمؤشرات العالمية، والتي تؤكد احتفاظ روسيا بمكانتها المتقدمة في الترتيب العالمي للدول الكبرى من حيث القدرات العسكرية.
ثم يتم استعراض القدرات النوعية الأخرى من خلال ثلاث أوراق بحثية تهتم كل منها بإحدى الجوانب النوعية في هذه القدرات، فهناك ورقة بعنوان (البرنامج الصاروخي الروسي عودة لحرب النجوم؟)؛ إذ تشير لتنامي القدرات والمزايا النسبية لروسيا في هذا البرنامج خاصة الصواريخ الفائقة السرعة. ثم ورقة أخرى بعنوان (البرنامج الفضائي الروسي.. انطلاقات جديدة)، وتناقش هذه الورقة البرنامج الفضائي الروسي بالتركيز على التطورات التي شهدها في عام 2020.
كما يشمل هذا القسم ورقة ثالثة بعنوان (الذكاء الاصطناعي والقدرات السيبرانية الروسية)، وتناقش هذه الورقة البرنامج الفضائي الروسي بالتركيز على الانطلاقات الجديدة لعام 2020، ومن خلالها يتم التطرق لمجال شديد الأهمية يمثل مستقبل التطورات التكنولوجية في المجال العسكري والأمني، وتؤكد الدراسة أن المجال السيبراني هو المجال الأساسي للتنافس والتأثير غير المباشر بين القوى الكبرى، ولذلك فإن هناك عدة مشروعات مستقبلية تعتمدها روسيا من أجل تطوير منظوماتها للحماية السيبرانية. وأخيرًا يعرض هذا المحور إلى جانب مهم من خلال ورقة بحثية بعنوان (الأمن الداخلي في روسيا.. تهديدات جديدة)، والتي تقدم أهم التحديات الأمنية الداخلية لروسيا وفي مقدمته الإرهاب وتحديات الهجرة واللجوء لروسيا، بالإضافة لاستعراض جهود الدولة الروسية في مواجهة هذه التحديات والتهديدات.
رابعًا: السياسة الروسية تجاه الشرق الأوسط: مع الانتقال للسياسة الخارجية الروسية اهتم التقرير اهتمامًا خاصًا بالسياسة الروسية في إقليم الشرق الأوسط، خاصة وأنها أصبحت أكثر حضورًا في قضاياه الأساسية، واكتسبت علاقاتها بالقوى الأساسية فيه أبعادًا جديدة مؤثرة على التوازن الإقليمي كله.
وفي هذا الصدد تم تقديم ست أوراق بحثية، الأولى بعنوان (القضايا العربية ..الصراعات والأزمات والتوجهات الروسية هل من جديد؟)، وقد اهتمت باستعراض التوجهات العامة والمصالح الأساسية لروسيا في المنطقة.
بينما اهتمت بقية الأوراق بقضايا أكثر تحديدًا؛ إذ اهتمت الأوراق بتحليل واستشراف الدور الروسي في الصراع الروسي والليبي وتأكيد مدى محوريته في تطورات هذين الصراعين، في ورقة بعنوان (ليبيا ..اختبار جديد للدور الروسي في الإقليم). ثم ورقة بحثية بعنوان (روسيا وتركيا… مصالح متلاقية وصراعات متجددة)، والتي تناولت حالة التداخل بين التعاون والتنافس في القضايا المختلفة بين الدولتين، والتي تترك تأثيرها على التطورات داخل هذه القضايا.
وورقة بحثية أخرى بعنوان (روسيا وإيران.. قضايا عديدة)، واستعرضت الورقة أهم القضايا المشتركة بين الدولتين، مع التركيز على دور التسليح الروسي في الصراع الإيراني- الأمريكي.
وأخيرًا، تم تقديم ورقة بعنوان (روسيا والصراع العربي- الإسرائيلي: تصريحات أم سياسات)، وتأتي صفقة القرن على قمة العوامل المراد توضيح مدى تأثيرها في السياسة الروسية تجاه القضية الفلسطينية.
خامسًا: روسيا وتوجهاتها الدولية: يستكمل هذا المحور السياسة الخارجية الروسية من خلال أهم العلاقات الروسية المؤثرة دوليًا، وهنا تم تقديم ست أوراق بحثية تتناول عدة موضوعات، الأولى (روسيا وصناعة الغاز العالمية: منافسات عديدة وتحديات عدة)، وأهمية هذه الورقة في تقديمها لقضية الغاز كمحدد أساسي في توجه السياسة الخارجية الروسية تجاه العديد من المناطق، مثل: أوروبا، والقوقاز، والشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية أيضًا.
ثم توالت الأوراق لاستعراض التوجهات الروسية على المستوى القاري، ورقة بعنوان (مستقبل العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي)، واهتمت الورقة بمتغيرين أساسيين تشير التقديرات إلى وجود تأثيرات محتملة لهما وهما جائحة كوفيد-19 وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست). ثم ورقة بعنوان (روسيا وإفريقيا والتوجه نحو المستقبل)، والتي أبرزت اهتمام روسيا بالقارة الإفريقية لأسباب استراتيجية واقتصادية، وعكست أهم المشروعات التي تسعى روسيا لتنفيذها في إفريقيا. وورقة بحثية بعنوان (الأفرو ـ روسية: مصطلح جديد قادم في سياسة الشرق الأوسط ) التي اهتمت بتعريف مصطلح الأفرو اسيوية ووجوده بشكل متوقع في سياسة الشرق الأوسط. ثم ورقة بحثية بعنوان (روسيا وأمريكا اللاتينية ساحة تبحث عن دور: فنزويلا نموذجًا)، تهتم الورقة بتحليل الأهداف الروسية في القارة اللاتينية، لكنها تركز على فنزويلا والبعد الطاقوي في السياسة الخارجية الروسية هناك.
وينتقل هذا المحور للعلاقات الثنائية بين روسيا وكل من الولايات المتحدة الأمريكية بورقة بحثية بعنوان (روسيا والصراع الأمريكي-الصيني في ظل أزمة كورونا)، اهتمت الورقة ببيان التوتر الذي ساد العلاقات بين الدولتين بصفة عامة، ثم ركز على تأثير التنافس الصيني – الأمريكي على العلاقات الروسية الأمريكية. وفي ورقة منفصلة بعنوان (روسيا والصين: تقارب مؤقت أم تعاون دائم)، تمت مناقشة حدود التقارب والتعاون بين روسيا والصين وأظهرت أن علاقات كل منهما بالولايات المتحدة هي العنصر الأساسي في التقارب بينهما.
سادسًا: كورونا.. أزمة عالمية وتداعيات داخلية: هذا المحور خاص بجائحة كوفيد-19، وأهم تداعياتها على روسيا من خلال خمسة أوراق بحثية تناولت عدة موضوعات، هي: كورونا وتأثيراتها الاقتصادية.. نحو رؤية للخروج، كورونا ومسار إدارة القطاع الصحي في روسيا للأزمة، المجتمع المدني الروسي وفرص البحث عن دور في إدارة الأزمة، ثم دور الإعلام الروسي في أزمة كورونا، وأخيرًا كورونا والتوجه الروسي نحو الدبلوماسية الصحية. وقد خلص هذا المحور لنتيجة مفادها قدرة روسيا – رغم الخسائر البشرية والاقتصادية-من السيطرة على تداعيات الأزمة داخليًا، ومحاولة استثمارها لتعزيز المكانة الدولية لروسيا.
سابعًا: روسيا ومصر.. قراءة في ملف عام 2020: يقدم التقرير ملفًا خاصًا عن مصر وروسيا، إيمانًا بأهمية أن تكون العلاقات بين الدولتين قوية وتعاونية، فالدولتين بينهما العديد من المساحات المشتركة سواء تاريخيًا أو في المرحلة الحالية. ومن خلال هذا الملف الخاص يتم رصد العلاقات بين الدولتين خلال عام 2020، من خلال أوراق تحليلية اهتمت بعدة أبعاد في العلاقات الروسية-المصرية، وهي: التعاون الاقتصادي المتصاعد، والتعاون النووي بين الدولتين في إطار مشروع الضبعة، ثم قراءة تحليلية للمواقف الروسية والمصرية في المنظمات الدولية بالتركيز على الأمم المتحدة باعتبارها المحفل العالمي الأساسي للقضايا العالمية المشتركة.