تأتي التجارب لتكون رحلة استكشافية جديدة، نعرف من خلالها أبعادًا جديدة في علاقتنا بالله والآخرين.
فمن خلال هذه التجارب تتطور علاقتنا بالله.. نلمس فيها عنايته بنا ونتذوق محبته ولطفه.. نشعر بيده التي دائما ترفعنا فوق الآلام.. نختبر معنى التعزية وسط مشاعر الحزن ومعنى الأمان والرجاء وسط مشاعر القلق والخوف.. نكتشف معنى الستر.. ندرك معنى البركة، فتكون التجربة سببًا لزيادة عمق العلاقة مع الله.
وعلى مستوى العلاقة مع الآخرين تكشف لنا التجربة مَن هم السند وأين مكان الراحة لك، تجد قلوبًا أصبحت مصدر دعم قوي لك وتبث لك كل ما هو مفرح.. ترى محبتك في عيون الآخرين.. تدرك مكانك في قلوبهم من نبرات أصواتهم.. تلمس خوفهم عليك في كلماتهم.
تجعلك التجربة تعرف مَن هم خط دفاعك الأول، ترى أشخاصًا كنت تعتقد أنهم بعيدون عنك فتجدهم في المقدمة، وآخرين كنت تضعهم في الأمام وتعتقد أنهم ملجأك ومصدر دعمك فتفاجأ باختفائهم تمامًا؛ فتتبدل الأماكن تلقائيًا، وتعيد ترتيب صفوفهم بداخلك.
وبعدما تهدأ روحك من التجربة تجد نفسك ترى الله بشكل أعمـق و الآخرين بمنظور جديد، لأنك اختبرتهم بشكل فعلي.
فمهما كانت آلام التجربة ومهما كانت جرعات الحزن التي أخذتها خلالها هناك دروس عديدة ستخرج بها طوال الرحلة، ولكن كل ما عليك منذ بداية تلك الرحلة أن تثق أن الله يريد لك خيرًا منها، وسوف يخرجك منها كما فعل بغيرها، ولكن مرورك بها شيء لا مفر منه؛ لتكتشف الله والآخرين بشكل أعمق.