قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مكان للإدانة والانشغال بشؤون الغير وحياتهم أكثر من حياة كل شخص بذاته: «إحنا في زمن التواصل واسع، وكل إنسان قاسي بيدين كل إنسان ومهتم بشؤون الآخر لا نفسه».
وأضاف البابا، خلال عظة القداس الإلهي على هامش احتفالية اليوبيل الذهبي لكنيسة الملاك ميخائيل بمنطقة مصطفى كامل بالإسكندرية، اليوم الخميس، أن الانشغال بإدانة الآخر هو أمر يدل على قساوة القلب وهو أمر سيء، ونهايته خراب على أصحابه.
وأوضح أن الكنيسة حين تقول طوبى للرحماء والمساكين، هي كلمة معناها طوبى لأصحاب القلوب الرحيمة، متابعاً: «أتعجب على إنسان يصير قلبه جافاً جامداً، مثل هؤلاء الناس الذين تم ذكرهم في إنجيل اليوم، الذين لم يختشوا على دمهم، حين وجدوا المسيح يشفي سيدة مربوطة منذ 18 سنة، واحلها المسيح من ضعفها فانتصب ظهرها بعد 18 عاما من الانحناء، فلم يعجبهم ذلك لأن المعجزة تمت يوم السبت»، لافتاً إلى أن كلمة سبت في العهد القديم تعني الراحة ولا تعني اليوم، مؤكداً أن المسيح دائماً قلبه مفتوح للجميع، ويأمل أن يحول الإنسان من قساوته
وعدد البابا تواضروس أمور عديدة في الصوم تساعد على تحول الإنسان إلى قلب رحيم: «في إنجيل الرفاع نجد الله يقول لك أدخل إلى مخدعك، كي تدخل إلى نفسك وداخلك خلال فترة الصوم، انشغل بنفسك لا الآخرين»، واستكمل: «حين تقول الآية أغلق بابك، معناها اغلق بابك عن الخطية والطعام».
وتابع: «أن بعد ذلك يقول الإنجيل أن سراج الجسد هو العين، لأن ما يدخل للعين يصل إلى القلب، وفي بعض الأوقات نقول إن شخص أعمى القلب».
واستعان البابا تواضروس ببعض التشبيهات عن قساوة القلب ونقيضها القلب اللين: «القلب اللين شبه الشمع نقي، والقلب القاسي شبه الطين الأسود، ولو الاتنين اتعرضوا للشمس نلاقي أن الشمع يلين والطين يتحجر ويشقق، هو دا نفس الحكاية مع القلب القاسي المتحجر، والقلب النقي لما يتعرضوا لمواقف في الحياة».
جاء ذلك صلوات واحتفالية اليوبيل الذهبي بمرور 50 عام على إنشاء كنيسة الملاك ميخائيل بمنطقة مصطفى كامل شرق المحافظة، حيث شهدت الكنيسة تكثيف أمني مشدد في محيطها، وسط إجراءات احترازية مشددة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، في ظل تنظيم كامل لعمليات الدخول والجلوس، بشكل متباعد، وسط حضور شعبي يعد الأكبر منذ فتح الكنائس أبوابها مجدداً بعد قرارات الغلق السابقة
شارك في الصلوات الآباء الأساقفة العموم المسؤولون عن القطاعات الرعوية بالإسكندرية، أصحاب النيافة الأنبا بافلي (قطاع المنتزه) والأنبا إيلاريون (قطاع غرب) والأنبا هرمينا (قطاع شرق) والقمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية، إلى جانب الآباء كهنة الكنيسة.