نقلت شبكة أخبار الولايات المتحدة US NEWS نقلا عن وكالة أنباء أسيوشيتد برس Associated Press: أن مصر أقامت حفلا تاريخيا لاستعراض مواميات ملكية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من المسؤولين، خاص بنقل 22 من مومياواتها الملكية الثمينة من وسط القاهرة إلى مقرها الجديد في متحف ضخم جديد جنوب العاصمة القاهرة، المتحف القومي للحضارة المصرية في منطقة الفسطاط.
وتم تصميم العرض الاحتفالي بصورة تناسب وتتوافق مع الحضارة المصري الثرية، وكان الموكب يسير علي امتداد كورنيش النيل من المتحف المصري المطل على ميدان التحرير، إلى المتحف الوطني للحضارة المصرية الذي افتتح حديثا في حي الفسطاط، حيث كانت أول عاصمة إسلامية لمصر.
وتم نقل المومياوات في علب مضبوطة مناخيا محملة على شاحنات مزينة بأجنحة وتصميم فرعوني لرحلة مدتها ساعة من منزلهم السابق في المتحف المصري الأقدم. صممت تلك المركبات لتبدو مثل القوارب القديمة التي كانت تستخدم لنقل الفراعنة المتوفين إلى مقابرهم.
تنتمي معظم المومياوات إلى المملكة الحديثة القديمة، التي حكمت مصر بين 1539 قبل الميلاد. حتى عام 1075 قبل الميلاد، بحسب وزارة الآثار. ومن بين هؤلاء رمسيس الثاني، أحد أشهر الفراعنة في البلاد، والملكة حتشبسوت، فرعون مصر الوحيد – التي كانت ترتدي لحية مستعارة للتغلب على التقاليد التي تتطلب من النساء لعب أدوار ثانوية فقط في التسلسل الهرمي الملكي.
وتم دفن المومياوات – 18 فرعونا وأربعة من أفراد العائلة المالكة – منذ حوالي 3000 عام في مقابر سرية بوادي الملوك وموقع دير البحري القريب. وتقع كلا المنطقتين بالقرب من مدينة الأقصر الجنوبية. تم التنقيب عن المقابر لأول مرة في القرن التاسع عشر.
بعد التنقيب، تم نقل المومياوات إلى القاهرة بواسطة قوارب أبحرت في نهر النيل. تم عرض بعضها في علب زجاجية، بينما تم تخزين البعض الآخر. تم نقل بقايا رمسيس الثاني إلى باريس عام 1976 لأعمال ترميم مكثفة من قبل علماء فرنسيين.
كان العرض المصمم معروضا علي قنوات التليفزيون ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، كجزء من جهود مصر لجذب السياح الأجانب من خلال الدعاية للآثار القديمة. كانت صناعة السياحة قد تعرض لضربات بفعل من الاضطرابات السياسية في أعقاب الثورة الشعبية عام 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، وبعد الرئيس الأخواني محمد مرسي، فضلا عن قيود السفر بسبب جائحة فيروس كورونا.
وصرح وزير السياحة والآثار خالد العناني أن “هذا العرض هو حدث عالمي فريد لن يتكرر”. وتم تشديد الاجراءات الأمن في العاصمة، حيث أغلقت السلطات الشوارع الرئيسية والتقاطعات على طول الطريق أمام المركبات البطيئة الحركة. وتبع الموكب حراس على الخيول ومشاهير مصريين وموقعين.
قال النجم السينمائي حسين فهمي في فيديو ترويجي رسمي: “مرة أخرى، تبهر مصر العالم بحدث لا مثيل له”. وبدأ الحدث في وقت متأخر من بعد الظهر السبت 3 أبريل، وتم بثه على الهواء مباشرة على التلفزيون الحكومي في البلاد والمحطات الفضائية الأخرى. كما قامت وزارة السياحة والآثار ببثها مباشرة على منصات التواصل الاجتماعي.
ومر “موكب الفراعنة الذهبي” ميدان التحرير، حيث كشفت السلطات رسميا عن مسلة وأربعة تماثيل لأبي الهول لتزيين أشهر ميدان في القاهرة الآن.
وغرد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كان في استقبال والترحيب بالمومياوات في المتحف الجديد: “هذا المشهد المهيب دليل جديد على عظمة هذا الشعب، وحراسة هذه الحضارة الفريدة التي تمتد إلى أعماق التاريخ”. وبمجرد الوصول إلى المتحف الجديد، يتم عرض 20 مومياء، بينما يتم تخزين المومياوات الباقية، وفقا للوزارة.