يواصل الأستاذ الدكتور جوزيف رامز أمين، الأستاذ بمعهد الدراسات الأفريقية، رصد وتحليل ما يرد فى أجهزة الإعلام والصحافة الإثيوبية حول سد النهضة وقضية مياه نهر النيل ويبدو أن النزاع المستمر والمخزي بين دول حوض النيل الثلاث يتفاقم كل يوم ، حيث تنتهي الاجتماعات حول حصصهم من مياه النيل دون نتيجة…تماما كما حدث فى اجتماعات كينشاسا الأخيرة وما سبقها على مدار السنوات العشر الماضية. .
ماذا يقول الاثيوبيون؟:
ورصد أستاذ الدراسات الأفريقية، قول :الدكتور المهندس “تسيجا تيبوبو” على موقع كابيتال برس في 26 يوليو 2020 تحت عنوان “الأجراس تُقرع! إنه نداء الإيقاظ جميع دول وادي النيل” إن “تقاسم المياه غير المتوازن بين إثيوبيا ومصر والسودان مستمر منذ قرون، مع خسارة فرص قيمة لتنمية الموارد المائية في إثيوبيا. وبناءً على ذلك، فإن المطلوب هو تغيير القواعد والإجراءات للسماح لجميع دول وادي النيل بالاستفادة بشكل متساو من مواردها المائية – على حد قوله.
ويقدم المقال العديد من الأشكال البديلة التي يمكن أن تساعد الدول الثلاث في استخدام نهر النيل، إلى جانب دعوة دول وادي النيل والاتحاد الأفريقي لوضع مبادئ توجيهية للإدارة السليمة والمستدامة مواردهم الطبيعية.
وهو يدعو إلى استخدام نهر النيل بين الدول الثلاث بشكل عادل. واستنادًا إلى تقرير “يوهانيس جمانة “في صحيفة هيرالد الإثيوبية في 20 مارس 2021، قال أستاذ التاريخ المساعد “آدم كميل” إنه بين 560 بحثاً حول نهر أباي (نهر النيل) من قبل خبراء المياه المصريين، لم يشر أي منهم إلى الاستخدام العادل لمياه النيل بين :إثيوبيا ومصر والسودان. ونقل التقرير أيضاً تصريح آدم لوكالة الأنباء الإثيوبية”اينا”,أنه بالرغم من إجراء العلماء المصريين عدداً من الأبحاث حول النيل، إلا أنهم لم ينطقوا بكلمة واحدة حول الاستخدام العادل للموارد الطبيعية. .
وأضاف: فمن الواضح – حسب التقرير- أن مصر تستحوذ على ملكية كاملة لنهر النيل وفقا للتقرير الذي أشار أيضاً إلى التهديدات بتدمير إثيوبيا في مختلف وسائل الإعلام العربية، و إلى أن بعض العلماء المصريين يخططون لمؤامرات لعرقلة إثيوبيا عن استكمال سد النهضة الإثيوبي العظيم…ولكن الغريب أن التقرير لم يشير-من قريب أو بعيد- الى تضرر مصر من “سد النهضة”أو الى الآثار السلبية المحتملة له على دولتى المصب”مصر والسودان” واهداره لحقوقهما التاريخية المكتسبة والمقننة فى اتفاقيات ومعاهدات دولية موثقة سابقة….فضلا عن أنه من الثابت أن مصر لم تسعى أبدا للتآمر على الآخرين أو إهدار حقوقهم.
النصيحة الموجهة إلى المتفاوضين:
وفي 27 مارس 2021، عرض أحد مراسلي هيرالد الفكرة الحكيمة التي عرضها “أماري هيلا سيلاسي”، الباحث الرئيسي في المعهد الدولي لإدارة المياه، حيث قال لوكالة”اينا”إن موقف إثيوبيا من سد النهضة واضح ومتسق. وأضاف أنه بينما دول المصب جشعة ولديها أجندات خفية، فإن سياسة إثيوبيا واضحة ومتعاونة…وهذا غير حقيقى ويخالف الواقع الحالى. وبناءً على التقرير، نصح الباحث “سيلاسي” الدول الثلاث :إثيوبيا والسودان ومصر بضرورة التعاون الحقيقي والاستخدام العادل للمياه حيث لا يوجد قانون على وجه الأرض يمنع دولة من استخدام المياه التي تأتي من أراضيها السيادية. ويشير التقرير أيضاً إلى نية إثيوبيا ويدعو إلى الاستخدام العادل لموارد المياه مع حماية النظام البيئي بالتعاون مع دول المصب من أجل التنمية المستدامة، مع توصية بأنه يجب على الدول بناء الثقة من أجل الاستخدام العادل للموارد….رغم أن مصر تدعو لهذا ليلا ونهارا وتطالب فقط بحصتها القانونية والتاريخية المثبتة. .
هدف إثيوبيا الحقيقى
وجاء في هذا التقرير أيضاً أن “تينا ألاميرو” نائب مدير مركز موارد الأراضي والمياه في جامعة أديس أبابا، وصف الوضع والسعي إلى الملكية الكاملة للمياه على أنها ظلم واضح. وقال “من الواضح أن موقف إثيوبيا ليس منع مصر من استخدام المياه ولكن استخدامها بشكل عادل”. كما ينصح بضرورة عدم تسييس قضية سد النهضة واستخدام المياه بشكل عادل لتحقيق المنفعة المتبادلة…وهذا تماما عكس ما تفعله اثيوبيا.
وفي 2 إبريل 2021، نشرت صحيفة هيرالد الإثيوبية تقريراً بقلم :”وسونسيجد آسيفا” (Wossenseged Assefa) عن النيل تحت عنوان “كما النيل لسد أسوان، هو أيضاً ذلك لسد النهضة”. ويبدأ التقرير بسرد عن طفولة المؤلف. واستخدم القصة للتأكيد على أن الوحدة تساعد على إبراز القوة بينما الانقسام يؤدي إلى الضعف. وذكر أن الوحدة يمكن أن تحل مشاكلنا السياسية والاقتصادية. .
وفي 4 ديسمبر 2020، نشرت صحيفة:”أديس فورتشن” تقريراً بقلم “ميريام تسيبي” بعنوان “ما هو جيد لإثيوبيا على النيل، مفيد لمصر أيضاً”. ويتحدث التقرير عن منافع التقاسم العادل لمياه النيل وعن حق إثيوبيا في استخدام نهر النيل. وبصورة عامة، يشير التقرير إلى الحاجة إلى مفاوضات بناءة، بينما يذكرنا بالتصريح المثير للجدل وغير المتوقع للرئيس الأمريكى الأسبق “دونالد ترامب” الذي “زعم أن مصر سوف تفجر السد، وهو “تصريح متهور وغير مسؤول وخطير للغاية وفقا لرأى الكاتب الاثيوبى , ويقول التقرير إن استخدام مياه النيل يجب أن يلبي احتياجات جميع دول الحوض، مع الأخذ في الاعتبار أن التعاون بين جميع هذه الدول في النهاية لا يمكن إلا أن يعود بالفائدة عليهم.مع العلم أن هذا ما أورده الرئيس السيسى وكافة المسئولين المصريين :من أننا حريصون على تحقيق التنمية فى إثيوبيا ولكن مع الحفاظ على حقوقنا المائية وليس إهدار حقوق الآخرين. .
وأختتم قوله بإنه … بناءً على ما ورد أعلاه والعديد من التقارير، يتضح أن إثيوبيا تعمل على الاستفادة من مواردها المائية كدولة ذات سيادة. وتناقش معظم التقارير نفس النقطة تقريباً وهي أن من حق إثيوبيا بموجب القانون استخدام مواردها المائية، فضلاً عن النقاط الواضحة التي تم ذكرها فيما يتعلق بإيجابيات التعاون بين دول الحوض.
ولا يخفى على أحد أن الخلاف بين الدول الثلاث لا طائل من ورائه، بينما التوصل إلى تفاهم بين الدول الثلاث يمكن أن يكون البداية نحو مستقبل مزدهر للقارة بأكملها…وهذا هو بالتحديد ما تريده مصر”قولا وفعلا”وتسعى الى تحقيقه على الدوام عبر القنوات الدبلوماسية وأساليب التفاوض المتبعة فيما بين :الدول الثلاث”مصر وإثيوبيا والسودان”ولمصلحة جميع الدول المتشاطئة على النهر وعدم إهدار أى حق من حقوقها.