يصوم شعب الكنيسة فى تلك الأيام صوم القيامة ومنذ بدايته وهم ينتظرون ان يطرق خادم الكنيسة باب منزلهم حتى يحدد موعد قدوم كاهن الكنيسة لكى يفتقدهم ويصلي ليباركهم وحتى يشاركهم أفراحهم وأحزنهم،لأن الافتقاد شعورا جميل يسعد القلوب الحزينة ويزيد من حيوية القلوب السعيدة، ويعد همزة التواصل بين الراعي والرعيه، وكذلك قال القديس بولس الرسول (لنرجع ونفتقد إخوتنا في كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف هم)،لأن الإفتقاد يقوى النفوس الضعيفة ويعيد النور فى الأماكن المظلمة، وحتى يؤكد إلهنا على أهمية الافتقاد ذهب إلى بيت العازر لكى يفتقدهم وذهب إلى زكا العشار ليخلص بيته ودخل بيت بطرس ليشفى حماته .
ولكن فى ظل جائحة كورونا مضى العام السابق دون جدوى، فمنعت الكنيسة الأحتفالات والخدمات والافتقادات فمر عام حزين دون مباركة، ومن هنا تحدثت “وطنى” الى أباء الكهنة حتى نعرف كيف ستكون شكل الافتقادات خلال الصوم وكيفية التواصل مع المخدومين.
قنديل مجمع فى الكنيسة
قال القس فيلوثاؤس عياد – كاهن كنيسة الملاك سوريال ومارمينا بالعمرانية “هرم”: منذ بدء الصوم ونحن نفكر في بدائل لافتقاد الأسر فى ظل جائحة كورونا، لذلك تم اقامة اجتماع يضم جميع اباء الكهنة بالكنيسة لمناقشة تلك الأمر وتم الوصول الى حلول ترضى الرعية.
وأشار كاهن الملاك سوريال، قبل جائحة كورونا كان الافتقاد على شكل قنديل يتم صلاته فى منزل الأسر التابعة للكنيسة، ويتم تقسيم الأسر على اباء الكهنة لكى نتواصل مع الجميع، لكن هذا العام سيكون الوضع مختلف بعض الشئ، فسيتم تقسيم الأسر على اباء الكهنة وسوف نحدد موعد لكل خمس أسر على الأقل وسيتم أخبارهم عن طريق الخادم المسئول لكى يحضرون فى الكنيسة لعمل قنديل مجمع و الصلاة، و افتقادهم داخل الكنيسة وبهذا الحل نكون أخذنا بركة الأسر.
وأضاف أبونا فيلوثاؤس، تم تنشيط خدمة “الافتقاد العام” وتلك الخدمة سوف تعمل على الافتقاد عبر التليفون عن طريق خدام الكنيسة الذى سيرفع تقريره للأب المسئول وفى حالة المشاكل القصوى أو حالات الطوارئ سيتم تحديد زيارة من الأب الكاهن لزيارة الأسرة وحل المشكلة، كما تم تحديد مجموعة من الخدام تعمل على تحديد مواعيد لشعب الكنيسة حتى يتمكنون من أداء “سر الاعتراف”، وفى ظل جائحة كورونا لا ننسى خدمة “أخوات الرب” التى أصبحت فى تزايد خلال تلك الفترة الصعبة بسبب عدم وجود عمل للعديد من الأزواج وهذا يعد ضغوط على الكنيسة، وبالتنسيق مع الخادم والأسرة سيتم تلبية احتياجاتهم.
تفعيل خدمة الافتقاد عن طريق جروبات الكنيسة
قال القس سوريال جاد كاهن بكنيسة العذراء والانبا كاراس بعزبة الهجانة “مدينة نصر”، فى ظل انتشار وباء كورونا وخوفآ على المخدومين وخدام الكنيسة من الإصابة بالفيروس نحن نمنع الزيارات المنزلية بكافة أنواعها حفاظا على أرواح الجميع ، ولكن نسعى للتواصل مع الأسر التابعة للكنيسة بتفعيل خدمة الافتقاد عن طريق مجموعة من الجروبات خاصة بالكنيسة وكل جروب يرأسه أب كاهن يعلم من خلاله أحوال المخدومين ويتم الرد على كافة الاسئلة التى تطرح فى الجروب،كما يتم تحميل كلمة روحية من الأب الكاهن يوميا للمخدومين وعلى مدار اليوم يتم تحميل ترانيم وصور مدون عليها آيات تعزية.
وأضاف ابونا سوريال، الكنيسة تقيم العديد من القداسات يوميا حتى تتمكن من وصول البركة لأكبر عدد من مخدومين الكنيسة، ويتم عمل تسبحة يومية يتم التسجيل فيها عن طريق الجروب ولكل فرد له الحق فى الحضور مرة واحدة لكي نجد فى نهاية الصوم ان جميع شعب الكنيسة أخذ بركة التسابيح.
واشار قدسته، يتم الذهاب إلى منزل الأسر فى حالة تواجد مريض داخل الأسرة لا يستطيع المجئ للكنيسة لمشاركة سر التناول، ففى هذه الحالة يتم الذهاب له وتناوله داخل منزله، ونحن ندرك ان شعبنا يعلم مدى الضغوط التي نتحملها، ومدركين اننا سنظل دائما فى ترابط حتى تمر هذه الفترة على خير وسلام.
الاتصال المباشر من الراعي للرعية
القس مرقس ميخائيل كاهن بكنيسة العذراء والانبا باخوميوس بكوبرى النموس “الإسكندرية”، جاء فيروس كورونا دون موعد حتى يختبر الجميع ولكننا نعزى انفسنا بكلمات الكتاب المقدس التى تضئ القلوب، منذ بدء الجائحة ونحن نسير على خطة للتواصل مع ابناء الكنيسة، فتم عمل مواعيد محددة للأعتراف عبر التليفون وبعد الاعتراف يتم قراءة الحل، وتم التنسيق مع خدام الكنيسة لجلب أرقام تليفونات المخدومين والاتصال المباشر من الكاهن إلى أولاده ليطمئن عليهم، وكان يصيبنى حالة من دهشة فى كل أتصال اقوم به من مدى فرحة الناس وطريقة الترحيب والمحبة التى كنت اشعر بها من نبرة الصوت، فذلك الافتقاد تعزية للراعى قبل الرعية فكان يغمرنى سلام روحى بعد الانتهاء من إجراء المكالمات المحددة.
وأشار ابونا مرقس، تم تفعيل خدمة الــ”اون لاين” وهى بث مباشر لجميع الصلوات التى تقام داخل الكنيسة إلى شعبها على جروب الكنيسة وكان ذلك فى وقت الإغلاق فى الموجة الأولى لفيروس كورونا، ومازالت الخدمة متاحة ولكن بطريقة مختلفة وهى بث كلمة روحية من الأب الكاهن لشعبة وتنظيم موعد للصلاة على الجروب، وحفظ الحان وترانيم جديدة لكى نعوض أبناءنا عن الإجتماعات التى فقدت.
واضاف قداسته يتم الاجتماع مع الخدام بشكل مباشر عن طريق برنامج “زوم” ويتم المناقشة من خلاله فى كافة أحوال الكنيسة والمخدومين وبعد ذلك ننهي الإجتماع بصلاة كاملة وكأننا داخل الكنيسة.
زيارات خاصة مصابي فيروس كورونا
قال القس إبرام جيد كاهن بكنيسة السيدة العذراء بشارع درياس “عين شمس”، يتم افتقاد مصابي فيروس كورونا من خلال فريق طبى من خدام الكنيسة يحتوى على أطباء وممرضين وصيادلة وأكون على رأسهم، نذهب الى منازلهم “بدورين”، دور روحى للتخفيف عنهم والرفع من روحهم المعنوية حتى لا يتغلب عليهم المرض، وحتى لا تسيطر عليهم فكرة انهم منبوذين، ولكي يشعروا بالطمأنينة و ليدركوا ان روح الله ساكنه فيهم، ودور طبى يقوم بمتابعة الحالات وإجراء الإجراءات اللازمة من تحليل وإشاعات وعلاج وغيرها، وكذلك يتم احضار كافة الالتزامات اليومية لهم مثل وجبات الطعام والمشروبات،يأتى ذلك فى إطار الإلتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية قبل دخول المنزل وبعد الخروج منه.
وأشار قداسته الكنيسة تفتح ابوابها لجميع شعبها خلال تلك الفترة لاننا ندرك مدى قلق الناس، ونسعى ان تحتوى وعظات القداس الإلهى على رسائل تعزية وتقوية حتى نخفف القلق الذى يصاحب الجميع تلك الفترة ونبث فى ذهنهم محبة الله ورحمته الواسعة التى تحتوينا، وهذا يعد افتقاد جماعى .
واضاف ابونا إبرام، تم تفعيل قداسات خاصة بالخدمات والاجتماعات التى كانت متاحة بالكنيسة، وتم كتابة جدول بموعد قداس كل أسرة اجتماع خدام ومخدومين، وبدأنا بخدمة الأطفال فكان لكل مرحلة عمرية قداس لكى يتواصل الخادم مع أطفاله وينالون البركة سويآ.
زيارات من الخدام ..الكاهن فى حالة الضرورة القصوى
يقول القس بولس بشاى كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة مخائيل “بأسيوط”: مع بدء جائحة كورونا أصبح الافتقاد يجرى عن طريق خادم الكنيسة عن طريق الزيارات المنزلية، وهذا لأنهم أقل عرضة بالإصابة، وفى نهاية الزيارة يتم رفع التقرير للكاهن المسئول عن مجموعة الخدام ومن خلال التقرير نفتقد أصحاب المشاكل الصعبة وحالات المرض لأنهم بحاجة إلى كلمة روحية حتى يستطيعون تقبل حياتهم بجميع ما فيها من معاناة، لان فى بعض الأمور حين يتأخر الافتقاد يحدث أشياء تخرج عن السيطرة، لذلك يجب تواجدنا على رأس الخدام لان مهما كانت قدرات الخادم تأتي مشاكل تفوق قدراته فهنا يجب التدخل السريع من الأب الكاهن وفى ذلك الوقت لا يرى الراعى سوى رعيته.
واضاف قداسته نحن الان فى فترة الصوم فالكثير من الناس يأتون إلى الكنيسة لمشاركة سر التناول حتى يتمكنون من ذلك تم زيادة مواعيد الاعتراف حتى أصبحت خمسة أيام فى الأسبوع حتى نقل من التزاحم حرصا منا على أرواح المخدومين.
وطالب ابونا بولس من شعب الكنيسة ان يلتزموا بالإجراءات الاحترازية والوقائية التى نصحت بها وزارة الصحة داخل الكنيسة وخارجها حفاظا على أرواحهم وأرواح الآخرين.