نقدم هنا عددا من الوسائل لتنمية قدرات الصغار علي معايشة القصص, والتفاعل مع موضوعات وشخصيات ومواقف القصص, وهو ما يعمل علي إثارة الاهتمام بالقراء, ويحفزهم علي الاطلاع:
** أولا: أثناء قص قصة:
يستطيع المربي استخدام أسلوب الحوار والسؤال والجواب لقص القصة, فعلي من يحكي القصة أن يحرص علي اشتراك الصغار معه في التعبير بألفاظهم وخبراتهم وخيالهم عن مواقف القصة المختلفة, لتشجيعهم علي الابداع والابتكار والتفاعل والمشاركة, لتنمية تذوقهم للفن القصصي, وإثارة اهتمامهم بقراءة القصص.
وعلي المربي أن يستعين بوسيلة إيضاح, مثل صور الكتاب, ليكون من السهل عليه أن يسأل المستمعين الصغار عما يشاهدون, لكي يعبروا هم بألفاظهم عن مواقف القصة المختلفة, فعند كل موقف من المهم الاستماع إلي أكثر من مستمع, بل إلي أكبر عدد من المستمعين, لكي يقدم كل منهم تعبيره الخاص عن ذلك الموقف, لما في هذا من تنمية التذوق, والقدرات الإبداعية المتفردة.
ومن أفضل الوسائل لتنمية أسلوب الحوار والمشاركة بل الإبداع, تشجيع المستمعين علي ابتكار الحوار الذي يمكن أن يدور بين شخصيات القصة في المواقف المختلفة, سواء كانت هذه الشخصيات من البشر أو الحيوانات أو الجمادات. وهنا لابد من تشجيع المستمعين الصغار علي أن يعبر كل واحد منهم بألفاظه وعباراته وتعبيرات وجهه وجسمه, علي نحو يختلف عن أسلوب تعبير غيره من المستمعين, وذلك لتنمية القدرة علي التخيل والابتكار والإبداع, ولتنمية الثروة اللغوية, وتنمية الثقة بالنفس, والقدرة علي التعبير بالكلمات عن المواقف والأحداث والشخصيات.
وكذلك لتدريب المستمعين الصغار علي اللعب الخيالي أو التمثيلي, الذي يمكن أن يقوم به الصغار كنشاط مستقل بعد الانتهاء من قص القصة, عندما يقومون هم أنفسهم بتحويل مواقف من القصة إلي حوار, يقومون هم بإبداعه, ثم تمثيله, مجموعة بعد مجموعة, علي أن تقدم كل مجموعة عبارات جديدة, أو أساليب تعبير تمثيلية تختلف عن الذين سبقوهم.
كما يمكن تشجيع المستمعين الصغار علي تقديم أكثر من سبب لتصرفات أبطال القصة, مثلا, في قصة الحمامة والنملة يمكن أن يقدم الأطفال إجابات مختلفة عن سؤال: لماذا سقطت النملة في الماء؟ وقد تكون الإجابات: لأنها أرادت أن تشرب- أو كانت تريد أن تري صورتها في الماء- أو لأنها ذهبت لتغسل أقدامها التي لوثها الطين- أو لأنها أرادت أن تلعب مع الأسماك أو تتفرج عليها- أو أن الرياح الشديدة قذفت بها إلي الماء- أو أنها أرادت استرداد شيء وقع منها في الماء.
** ثانيا: بعد الانتهاء من قص القصة:
ولتدريب المستمعين علي معايشة الإبداع القصصي, علي المربي تشجيع الصغار علي القيام بكل أو بعض الأنشطة التالية:
* أن يقوم الأطفال بإعادة قص القصة, يشاركون في ذلك واحدا بعد الآخر, مستخدمين الوسائل المعينة, ثم بدون الوسائل المعينة (وسائل الإيضاح), ويكون لهم حرية التعديل والإضافة والحذف, مستخدمين قدراتهم الإبداعية والابتكارية.
* أن يقوم المربي بإلقاء أسئلة وإجراء حوار مع المستمعين حول مواقف القصة, وشخصياتها, وفكرتها الرئيسية, مع ربط كل هذا بخبرات المستمعين الشخصية. ويمكن أن يقوم الصغار بتوجيه الأسئلة لبعضهم بعضا, كما يمكن تدريب الأطفال علي صياغة أسئلة حول بعض الإجابات التي يختارها المربي أو أطفال آخرون.
* تشجيع المستمعين علي اختيار خاتمة جديدة للقصة, ويمكن لأكثر من مستمع أن يقترح خاتمة مختلفة للقصة, مع بيان سبب هذا الاختيار.
* تشجيع أن يقترح الصغار تغيير أحد مواقف القصة, ويمكن لأكثر من مستمع أن يقترح تغييرات مختلفة للموقف الواحد, مع مناقشة الهدف من كل اقتراح.
* تمثيل الصغار لأحد مواقف من القصة, ويمكن أن يتم تمثيل الموقف الواحد عدة مرات بأطفال مختلفين, علي أن يغير كل واحد منهم أساليب التعبير وجمل الحوار.
* يقوم الأطفال أو الفتيان بقص أو كتابة قصص مشابهة في موضوعها أو مضمونها للقصة التي سمعوها.
** ثالثا: حكاية قصة أو كتابتها:
من واقع عدد من الرسوم لا تتضمن أية كلمات, وهناك عدد كبير من كتب المدارس الأجنبية, صدرت تحت عنوان أستطيع أن أكتب قصة, يتضمن كل كتاب حوالي 15 قصة مرسومة في عدد من الرسومات بغير كلمات. وفي نهاية كل كتاب عبارة تقول: إذا كنت قد استطعت أن تحكي أو أن تكتب أربع عشرة قصة مستعينا بالرسوم, فإنك تستطيع أن تحكي أو تكتب قصة جديدة من تأليفك, كما تستطيع أن ترسم قصة تبتكر موضوعها.
وهناك مجموعات من كتب الأنشطة العربية, موجهة إلي عمر الملتحقين بالمرحلة الابتدائية, تتضمن مثل هذا النشاط المحفز علي كتابة القصة, صدرت تحت عنوان اصنع بنفسك.
** رابعا: تنمية موهبة كتابة القصة, ومعايشة عناصر القصص:
عن طريق تحويل القصص إلي تمثيليات, ذلك أنه يمكن أن نعاون الأطفال علي تمثيل قصة طالعوها أو سمعونا نقرؤها. وفي هذا النشاط التمثيلي, يجب أن نترك للأطفال حرية ابتكار الحوار وأساليب التعبير, بل تغيير بعض المواقف أو تغيير الخاتمة, كذلك يجب أن يشترك كل الأطفال في هذا النشاط, فالشخصية الواحدة يمكن أن يمثلها أكثر من طفل بالتناوب.
ويمكن أداء هذا النشاط التمثيلي بالدمي (العرائس) التي يمكن أن يصنعها الأطفال بأنفسهم, أو بالأقنعة. ويتم هذا النشاط في البيت, أو داخل قاعة الفصل أو في قاعة المكتبة, بغير حاجة إلي قاعة مسرح, وبغير بحث عن متفرجين خارج مجموعة الأطفال المشاركين.
** خامسا: حكي أو كتابة قصص حول موضوعات يقترحها المربي:
تكون قريبة من خبرات الأطفال الحياتية, تتضمن العنصر الإنساني, مع الاهتمام في بناء العقدة علي ما يحدث للبطل من تحولات ما بين بداية القصة ونهايتها, مثلا: هناك شيء أو شخص أو موقف كنت تخاف جدا منه وأنت صغير, ثم حدث شيء جعلك تتغلب علي هذا الخوف- اكتب قصة هذا التحول وكيف حدث- أو: زميل في فصلك كنت تظن أنه لا يمتلك أية مواهب, وفي أحد المواقف ظهرت بوضوح إحدي مواهبه المتميزة, فتغير تقديرك له- أو: هناك شيء تريد أن تغيره في نفسك لكنك لا تستطيع, ثم حدث شيء جعلك تتغير (مثلا: لا تذاكر- لا تهتم بأن ترعي أخا أو أختا أصغر منك- لا ترتب غرفتك).
e.mail: [email protected]