نظم اليوم الأحد 14 مارس مركز الحوار للدراسات الاستراتيجية والإعلامية مؤتمر ندوة حول تركيا وأطماعها في قارة إفريقيا وذلك بمكتبة مصر العامة بالدقي.
أدار الندوة الدكتور غادة فؤاد مقررة وحدة الدراسات الإفريقية بمركز الحوار وشارك فيها سيادة العميد خالد فهمي مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، والاستاذ محمد ربيع الباحث في العلوم السياسية، كما شاركت الأستاذة دينا أحمد الباحثة في الاقتصاد، بكلمة ألقاها نيابة عنها الباحث بمركز الحوار صلاح ناصر.
في البداية أفاد الباحث محمد ربيع في كلمته عن “الوجود الأمني والعسكري التركي .. تهديد للاستقرار الإفريقي” أن محاولات التوغل التركي في إفريقيا قبل 2011 تختلف عن بعد 2011، فقبل 2011 كان الوجود التركي عبارة عن تقديم مساعدات وتدريب أمني كانت بدايته التعاون مع الصومال في 2009، وبعد 2011 أصبح الوجود التركي يتمثل في تصدير أسلحة وتدريب أمني وعسكري وإنشاء قواعد عسكرية، بدأته مع الصومال بإنشاء قاعدة عسكرية في 2017 ثم إنشاء قاعدة عسكرية تركية في ليبيا، وأخيرًا اتفاق مع النيجر في 2020 لإنشاء قاعدة عسكرية تركية بها وبذلك تكون هي ثالث قاعدة عسكرية تركية في إفريقيا أكبرها هي الموجودة بالصومال.
وأشار إلى أن خلال العشر سنوات الماضية صدّرت تركيا العديد من الأسلحة والمركبات العسكرية إلى دول إفريقية منهم 60 مدرعة إلى بوركينا فاسو و201 مركبة عسكرية إلى نيجيريا.
وشدد ربيع أن تركيا استغلت الفوضى والصراعات الاثنية في إفريقيا للتوغل في إفريقيا، ملمحة إلى أنها تواجدت في العديد من مناطق الصراع لعل من بين تلك المناطق هي إثيوبيا والتي دعمتها بتدريبات عسكرية وحماية السدود في 2012.
وفي ورقة الباحثة دينا أحمد، والتي كان عنوانها “الاقتصاد أداة التغلغل التركي في بنية الاقتصادات الإفريقية”، أوضحت أن إفريقيا من القارات الغنية بالعديد من الثروات مثل النفط والغاز والألماس والذهب، كما أن إفريقيا بها 10 دول من الدولة 64 دولة الأسرع نموًا في العالم.
وأشارت دينا أن تركيا تسعى إلى الدخول في أسواق القارة الإفريقية والاستفادة من مواردها، لافتة إلى أن دخول تركيا في السوق التونسي، لم يكن عادلًا، مؤكدة أن النشاط التركي بها عمل على إضعاف حركة الإنتاج الوطنية التونسية وإحلال محلهم المنتجين الأتراك.
وألمحت الباحثة إلى أن تركيا حاليًا تعمل في مجال البنى التحتية حيث تعمل على الحصول على عقود استئجار موانيء من بينهم ميناء دواليه الجيبوتي وهو من أحد أهم الموانئ بها.
فيما قال السفير السابق محمد محمود العشماوي إن انسحاب مصر من المنطقة العربية سياسيًا بعد معاهد السلام مع إسرائيل في السبعينات، وإهمالها لقارة إفريقيا بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أدى إلى فراغ في الساحة السياسية في تلك المنطقتين مما أدى إلى محاولة العديد من الدول من بينها تركيا فيهم.
ومن جانبها أشارت الدكتورة غادة فؤاد إلى أن الإدارة المصرية حاليًا تتدارك أخطاء الحكومات السابقة، مؤكدة أن مصر لديها رؤية واضحة في إفريقيا، ملمحة إلى دور مصر في تأسيس منطقة التجارة الحرة الإفريقية والتي وقعت عليها ما يزيد عن 40 دولة، والتي دخلت حيز التنفيذ من الأول من يناير 2021، وأيضًا مبادرة إسكات البنادق التي أطلقها الاتحاد الإفريقي برئاسة مصر حينذاك.
فيما قام العميد خالد فهمي مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، في كلمته “نحو رؤية استراتيجية لمواجهة المخاطر التركية في إفريقيا”، بالتطرق التكامل بين الدول الإفريقية متحدثًا عن أجندة 2063 والتي تهدف لوجود قارة إفريقية مزدهرة بشبابها، ومواجهة أي تهديد عسكري أجنبي لأي من دول القارة.