نجاح الدفعة الأولي من الطلاب الصم وتخرجها في الجامعة كان يرجع لمجهودات الطلاب وأسرهم وبشكل أساسي مجهود مترجمي لغة الإشارة بالجامعة, وبالرغم من مرور ما يقرب من 6 سنوات علي بداية التحاق الطلاب الصم بالجامعات المصرية وعمل مترجمي الإشارة داخل الجامعة إلا أنهم حتي الآن يعملون بشكل مؤقت وليس لهم تأمينات أو حتي مسمي وظيفي داخل الجامعة.
عبير منير مترجمة لغة إشارة بجامعة عين شمس قالت: أعمل مترجمة لغة إشارة للطلاب الصم وضعاف السمع بكلية التربية النوعية بجامعة عين شمس منذ عام 2015 وحتي الآن, بعقد موسمي لمدة عام دراسي فقط, وتصدر لنا مكافآت من قبل وزارة التضامن الاجتماعي. بدأنا هذا العام منذ 17 أكتوبر الماضي وحتي الآن لم نحصل علي المكافأة والرد أن الميزانية لم يتم ضبطها بعد, وحينما نطالب بتثبيتنا وأن يكون لنا تأمينات اجتماعية وتعيين, يأتي الرد بأن وزارة المالية تؤكد أنه حاليا لا يوجد بند من البنود للتعيينات.. وأضعف الإيمان هو أننا نطالب بأن يتم تجديد العقد لنا سنويا وليس من خلال العام الدراسي فقط خاصة مع أننا نعمل حتي في شهور الإجازة وبالأخص بعد جائحة كورونا أصبحنا نعمل طوال العام تقريبا أون لاين.
واستطردت عبير قائلة: تقدمت بشكوي إليكترونية بتاريخ 26 ديسمبر 2020 وحتي الآن لم يتم البت فيها, رقم الشكوي 3419498, شكاوي من لوائح وقوانين تعسفية بالقوي العاملة والتشغيل, وعند الاستعلام جاء الرد من قبل وزارة التعليم العالي في 28 ديسمبر 2020 علي الموقع: تم إحالة الشكوي إلي المجلس الأعلي للجامعات وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل الشكوي وموافاتكم.
وتقدمت عبير منير باستغاثة إلي وزير التعليم العالي نيابة عما يقرب من 50 مترجم لغة إشارة, وأكدوا فيها أن المترجمين للغة الإشارة أكثر من خمسين مترجما علي مستوي الجمهورية لعدد 10 جامعات يقدمون خدمة الترجمة الفورية للغة الإشارة بالجامعة وعبر منصات التعليم الإلكتروني لأكثر من 430 طالبا وطالبة من الصم وضعاف السمع, ليس لنا مسمي وظيفي أو تأمينات اجتماعية أو تأمين طبي وبالتالي ليس لنا معاش ونعمل بعقود موسمية وليست سنوية.
وتقدمت أستير نبيل بشكوي إلكترونية عبر منظومة الشكاوي الحكومية الموحدة البوابة الإلكترونية لمجلس الوزراء أخري بتاريخ 24 يناير 2021, رقم الشكوي 3519464- شكاوي من لوائح وقوانين تعسفية بالقوي العاملة والتشغيل- الإجراءات المتعلقة بالشكوي.
إسراء سامي مترجمة لغة إشارة بكلية التربية النوعية بجامعة طنطا, قالت: أعاني من ذات المشكلة في جامعة طنطا كمترجمة لغة إشارة فلا يوجد تثبيت لنا وتصرف لنا مكافأة من قبل التضامن الاجتماعي ولسنا تابعين لوزارة التعليم العالي بالرغم من عملنا داخل الجامعة.
ماجد جرجس مترجم لغة إشارة بكلية التربية النوعية بجامعة الفيوم, قال: أعمل منذ 6 سنوات وأبذل قصاري جهدي لدعم الطلاب الصم بالكلية ولم آخذ أبسط حقوقي من قبل التعليم العالي, ولقد تخرج طالب من الطلاب الصم بجامعة الفيوم وكان ترتيبه العاشر علي الكلية وهو إنجاز مهم يحسب لهم كطلاب وكذلك قمنا نحن كمترجمين بواجبنا ودورنا تجاههم علي أكمل وجه, وبالرغم من كل ذلك حينما طالبنا بحقنا في التعيين كان بعض المسئولين يكون: رده لما يبقي في مسابقة للتعيين بالجامعة!!..
أضاف ماجد جرجس قائلا: تقدمت بشكوي علي البوابة الإلكترونية بتاريخ 1 فبراير 2021 وزارة التعليم العالي- والموضوع في العرض ولم يتم الرد علي الشكوي.
أما مترجمة لغة الإشارة مريم يحيي سامي تواضروس فقد قامت بتقديم شكوي إلكترونية بتاريخ 13 يناير 2021 رقم الشكوي 3480966, وجاء الرد من قبل وزارة التعليم العالي في 26 يناير 2021 بأنه تمت إحالة الشكوي إلي الإدارة العامة لخدمة المواطنين وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بها.
كلير غايس عبدالملك استشاري تعليم ومدرب ومترجمة لغة الإشارة, قالت: بدأنا في تدريب مدربين عام 2015 لكي يكونوا مترجمي لغة إشارة بالجامعات وذلك من خلال المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي برئاسة الأنبا إرميا, وكان ذلك بناء علي اشتراطات الجامعات, ومن هنا نجد أهمية مترجم الإشارة لأولادنا الصم, فالمترجمون هم حلقة الوصل بين الطلاب الصم وزملائهم وأساتذة الجامعة, وبدون مترجمين لغة الإشارة بالجامعات لما حقق الطلاب الصم هذا النجاح.