قرأنا كيف وضعت لنا قراءات سبت الرفاع وأحد الرفاع المنهج الذى يجب اتباعه فى الصوم المقدس، وهو يرتكز على الإيمان والمحبة والغفران وهى تترجم عمليا بالصوم والصلاة وعمل الرحمة. والوعد الثابت من الرب أن كل ما نطلبه بإيمان بالصلاة فهو يستجيب.
تبدأ قراءات يوم الاثنين من الاسبوع الأول للصوم لتنير عقولنا إلى مدى احتياجنا للصوم ليقودنا الى التوبة وبها الى الاقتراب لله ودخول الأقداس.
فى قراءة النبؤات من (أشعياء ١: ٢-١٨) يقول الرب: اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ، لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: «رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ، أَمَّا هُمْ فَعَصَوْا عَلَيَّ. اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ، أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ … تَرَكُوا الرَّبَّ، اسْتَهَانُوا بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ، ارْتَدُّوا إِلَى وَرَاءٍ.» هكذا سقطنا جميعا فى الخطية وأعوزنا مجد الله. لكن الله الحنان يعود فيعدنا : «هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ.»
أما النبوة من ( سفر الخروج ٢، ٣) فتحدثنا عن بنى إسرائيل وكيف صرخوا من عبوديتهم فى أرض مصر “فَصَعِدَ صُرَاخُهُمْ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِ الْعُبُودِيَّةِ. فَسَمِعَ اللهُ أَنِينَهُمْ، فَتَذَكَّرَ اللهُ مِيثَاقَهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ.” وها نحن نصرخ لله من عبوديتنا للخطية ونطلبه من كل قلوبنا فيسمع لنا.
وتمضى النبوة فتحدثنا عن موسى والعليقة المشتعلة التى حيرت ذهنه فأراد الاقتراب منها ليفحصها لكن جاءه صوت الرب: “اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ.” آه يا رب … ها نحن أيضا نريد الاقتراب منك، فعلينا ان نستعد ليس بخلع أحذيتنا بل بالصوم المقدس.
ويأتى إنجيل باكر من (متى ١٢: ٢٤-٣٤ ) ليذكرنا ان الشيطان المتربص بنا لا يمكنه ان يغلبنا إلا اذا ربطنا ونزع سلاحنا أولا. وما هو سلاحنا الا الصوم والصلاة؟ “أَمْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ الْقَوِيِّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبِطِ الْقَوِيَّ أَوَّلًا، وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟”
أما إنجيل القداس من (مرقس ٩) فيشدد فيه الرب يسوع على المحبة والتواضع بأنه: “إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ أَوَّلًا فَيَكُونُ آخِرَ الْكُلِّ وَخَادِمًا لِلْكُلِّ”. وأيضا: “وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ النَّارِ”. أى ان ملكوت السموات هذا الذى نصبو إليه مستحق كل تضحية نقدمها من أجل الوصول إليه .. فها صومنا يا رب نقدمه تقدمة توبة إليك.