ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، عظة الأربعاء اليوم، من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالكاتدرائية بالعباسية .
وتحدث في عظته عن علاقة سفر زكريا بأحد الابن الضال، مشيرًا إلى أن زكريا معناها الله يذكر، برخيا الله يبارك، وأن سفر زكريا النبي به آيات مشهورة منها، في ٩ : ٩ ابتهجي جدا يا ابنة صهيون، ودائمًا سفر زكريا به روح الأمل ويعتبر هذا السفر له روح الرجاء ويجعل الإنسان ينظر إلى فوق فيكون مع الله، فيقول في القداس أيها الجلوس قفوا، ومن هو عينه مرفوعة ، فالسفر له مقدمة وخاتمة وفي المنتصف .
يفسر الأحداث الحاضرة ، ويتحدث عن رؤى المستقبل، وما علاقة أحد الابن الضال بسفر زكريا ؟ أحداث قصة الابن الضال، وهي معروفة من أن الابن الأصغر ترك بيت أبيه وذهب مع أصدقاءه، وانطلق الابن وهو يظن أنه في حرية واسعة والمستقبل مفتوح على مصراعية أمامه، وهذه خطة عدو الخير أن تأتي فكرة ويشعر أن بيته سجن وأن الإنسان سيفعل ما يريده حينما يخرج منه، وهذه الفكرة تخرب بيوت وتخرب حياة الإنسان ، أصحاح ١ عدد٣ في زكريا النبي تقول ارجعوا الي قال رب الجنود أرجع إليكم قال رب الجنود، فأن ترجع لله تجده فاتح يديه، وأنت تنظر لأحضان المسيح المفتوحة تجد في أصحاب ٩ : ١٧
أول حاجة نربطها بالسفر هو الإنسان العنيد مثلما ألح الأب على الإبن الضال ألا يخرج ويترك البيت ولكنه عاند وخرج من البيت ، فلابد من الاحتراس من العند، كذلك لعنة الخطية وتأتي هذه بناء على العند، فلما قلت النقود مع الابن الضال وحدث جوع في المدينة بدأ يحتاج واشتهى أن يأكل من لحم الخنازير.
وفي سفر زكريا يؤكد في إصحاح ٧ عدد ١٢ أن غضب الله يأتي من عند الإنسان لأن هذه هى لعنة الخطية لمن لا يسمع كلام الله ، وأيضا في قصة الإبن الضال يقول أنه رجع إلى نفسه يقول “عقلي كان فين”، وهنا قيمة ما فعله الابن، فالأول كان يظن خارج بيت أبيه، وبعدما جاع وجد العكس أن الحرية كانت في بيت أبيه ، فكان جائعا خارج البيت، فقرر أن يذهب إلى أبيه ولو تأملنا في مشاعر هذا الإبن وما حاربه به عدو الخير حتى لايرجع ولكنه قرر أن يعود ويستمر، فهو فقد كل شيء إلا روح الرجاء ، الله الذي يقبل التوبة وهو من يفتح أحضانه على عود الصليب وكلمة توبة كلمة ساحرة وتفرح الله فهو يفتش عن التائبين دائما في كل مكان يجول يبحث عمن قلوبهم كاملة نحوه، فالله يقبل التوبة مثلما فعل أب الابن الضال ولم يصنع أي شيء سوى مقابلته بالأحضان، فالرجاء يوضحه سفر زكريا، فقال إني قد رحمتهم لأني أنا الرب والله يحتفل بالتوبة، فالابن الضال حينما رجع صنع والده له وليمة، مثلما قال الكتاب المقدس السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من ٩٩ بارا لايحتاجون إلى توبة، فحضن الأب معناها التعبير السامي عن الحب .
وفي قصة الابن الضال يظهر الإبن الكبير الذي يمثل الرافضون يمثل شكلا من العند فهو غضب من قبول الأب لتوبة إبنه وفي سفر زكريا ينادي اقضوا قضاء الحق ولا تظلموا أحد فلابد أن نفتش في قلوبنا دائما حتى لا تتسرب القساوة في قلوبنا ونحن في الصوم لابد ألا نكون مثل الإبن الكبير الذي رفض توبة أخيه والذي رأى البر الذاتي في نفسه حتى عاير أبيه ونقد أخيه، وكان لابد أن يفرح برجوع أخيه ، فبره الذاتي أعمى بصره عن عودة أخيه، وفي سفر زكريا يقول في ٨ :١٧ الا تفتكروا في بعضكم البعض.
وخلاصة الأمر من سيبقى في المنتهى فالأب نصح ابنه أن يفرح بعودة أخيه وهكذا يبنغي أن نفرح ونسر لأن الأخ الضال وجد، والبعيدون يأتون إلى هيكل الرب .
والدرس المستفاد كان ينبغي أن نفرح ونسر وتكون النتيجة الفرح ، علينا أن نبحث عن الإبن الضال الشاطر، الابن الكبير صاحب القلب القاسي، أم نبحث عن الأب .
وعلينا قراءة سفر زكريا ونعيش الآيات مسبقا فسفر زكريا مملوء بالوعود الجميلة مثل الطمأنينة من يمسكم يمس حدقة عيني ، فالله بقدرته ولأنه ضابط الكل وهو يدعو الكل ، فالله ينتظر التوبة مثلما صنع مع الإبن الضال يصنع معنا كل حين وينتظر رجوعنا وتوبتنا
وأكد قداسته في ختام العظة على قراءة نصوص من العهد القديم وربطها بآحاد الصوم.