§ بطرس دانيال: نحن بحاجة إلى هذه المبادرة لإرساء ثقافة الحب والتسامح
§ الجروان: المركز الكاثوليكي هو أهم جهة مستقلة بمصر تنشر الثقافة الإنسانية
§ سفير الإمارات: المبادرة للإمارات.. إلا أن الانطلاقة ستكون من مصر
§ الفنانة شيرين: أتمنى أن تُقَدَم دورات تثقيفية للأطفال لتنشئتهم على التسامح
§ السفير عرابي: الإمارات تعتبر النموذج الحقيقي لدولة تمثل ثقافة والتسامح السلام
وقع الدكتور أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام والأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي المصري للسينما بروتوكول تعاون مهم ومذكرة تفاهم بين الطرفين وذلك لتوطيد أواصر المحبة القائمة على التعاون والسلام، وتعزيز قيم التسامح من خلال تبادل الخبرات وتنظيم فعاليات مشتركة وتبني مبادرات ومساهمات تدعم السلام والتسامح في المجتمعات، بالإضافة إلى زيارات ميدانية ومساهمات في العمل الإنساني من شأنها دعم المواطن وتعزيز القيم الإنسانية دون تمييز.
وقد نظم المركز الكاثوليكي المصري للسينما، احتفالية بهذه المناسبة بالتعاون مع المجلس العالمي للتسامح والسلام بقاعة النيل للآباء الفرنسيسكان بالقاهرة، حضره عدد من الدبلوماسيين والبرلمانيين والسفراء ، ومنهم السفير فهمي فايد مساعد وزير الخارجية الأسبق، علاوة على الفنانة شيرين، ونهال عنبر ولفيف من الإعلاميين وقيادات المجتمع.
Ø الجروان: نشر ثقافة التسامح والسلام هو الحل للصراعات الدولية
** وقد تحدث الشيخ الجروان مخاطبا الحضور، وقال: إن المركز الكاثوليكي هو أهم جهة مستقلة، تابع للرهبنة الفرنسيسكانية بمصر لنشر الثقافة الفنية الإنسانية للسينما، ونرجو أن يكون هناك تعاون مثمر بيننا، وأن نمنحه بعداً مؤسسياً يكفل له الاستدامة والنجاح، وأن نصنع آفاقاً جديدة للتعاون لنشر التسامح والسلام، وأن نعمل معا على توحيد وتطوير هيكل هذا التعاون بمجالات الاهتمام المشترك، بتنظيم مؤتمرات والاجتماعات وبالزيارات الرسمية.
وأضاف الجروان: نحن نسعى بالتعاون مع الأمم المتحدة الى تحقيق الأمن والاستقرار بالعالم كله بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العقائد أو الديانات. إن المجتمع الدولي يشهد تزايد في الصراعات الدولية، ولبناء سلام حقيقي يجب أن يتم حل هذه المشكلة المتزايدة بنشر ثقافة التسامح والسلام بين الشعوب والدول، وتبني سياسات القوى الناعمة التي تبنتها بعض الدول وأصبحت تنادي بها عالمياً، إذ لم يعد الحل يكمن في الحروب العسكرية. لقد نشأت فكرة المجلس الأعلى التسامح والسلام كمنبر عالمي لنشر ثقافة التسامح ولإعلاء القيم الإنسانية، وقد عقد البرلمان الدولي للسلام عدة جلسات عالمية بخمس دول، منها البانيا، الأرجنتين، مالطا، كوستاريكا، وتم اختيار المنظمات الحكومية والأفراد بناء على خدمات تغطي مجالات مختلفة منها المرأة والشباب، بهدف الوصول إلى عالم يسوده التسامح والسلام. وعبر الجروان في ختام كلمته عن أسفه لحادث القطار الأليم الذي وقع مؤخرا وقدم تعازيه للشعب المصري الكريم.
Ø الأب بطرس: نحن نعاني من فيروس الكراهية وليس فيروس كورونا
__ ثم تحدث الأب بطرس دانيال، قائلاً: بسم الله الواحد خالق ومحب البشر، وأضاف نحن نعيش أنيميا حب، ونعاني من فيروس الكراهية وليس فيروس كورونا، ولذلك نحن بحاجة إلى هذه المبادرة الطيبة لإرساء ثقافة الحب والتسامح بالتعاون مع دوله الإمارات الشقيقة تحت رعاية دكتور الجروان. وقال الاب بطرس مختتما كلمته الموجزة: أنى استخدم كلمات القديس فرنسيس مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية التي نتبعها، والذي قال “يا رب استخدمني لسلامك.. لأضع الحب محل الكراهية والاتفاق محل الخلاف والنور محل الظلام والفرح محل الكآبة.
Ø عرابي: اسم أحمد الجروان وحده يجذب الدول والجميع للانضمام إليه
__ وأثنى محمد عرابي وزير الخارجية الأسبق على اختيار هذا المكان لتوقيع ميثاق المحبة وقبول الآخر، وأشار إلى بعض الزيارات التي هدفت إلى تحقيق نفس الرسالة ومنها زيارة بابا الفاتيكان للعراق والتي كان لها أثر كبير في تهدئة النفوس، وزيارة شيخ الأزهر لألمانيا وتأثيره الكبير على مجريات الأمور بذللك الوقت.
وأضاف: أول أمس أظهرت دراسة أيضاً تظهر أن وجود اللاعب محمد صلاح ساعد على تخفيض الكراهية في بريطانيا، واليوم أيضا يعتبر حدث مهم جداً لتعليم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، واسم أحمد الجروان وحده يجذب الدول والجميع للانضمام إليه، الإمارات تعتبر النموذج الحقيقي لدولة تمثل ثقافة السلام والتسامح، هذه الرسالة التي تتجسد بشكل أقوي بانطلاقها من المركز الكاثوليكي المصري هنا، وأتمنى أن تصل هذه الرسالة للشباب والمدارس والناس والمجتمع كله.
Ø عيسى: سيادة اللون الواحد هو علامة موت!
__ وتحدث الكاتب مختار عيسى، نائب رئيس اتحاد كتاب مصر، قائلاً: إن خيمة الإنسانية تظللنا جميعاَ، فكيف يمكن أن نرى العالم إن غابت الإنسانية! إن سيادة اللون الواحد هو علامة موت، وحضور الشعب الواحد هو غياب للتعددية.. فكيف يمكن الاطمئنان إلى أننا أصبحنا نسخاً متطابقة.. هذا محض وهم!! إن الآخر المختلف هو دليل وجودي. وأردف عيسى مخاطباً الجميع بأسلوب أدبي رقيق: ماذا لو استقبلنا الآخر بوردة وبحلم.. ورسمنا ألوان هادئة في عنان السماء.. إن ذلك هو ما تعزفه ريشة التسامح.. وهذا هو ما أدعوكم إليه.. إلى عالم حيث لا شبيه لقاتل فيه.. ولا غباء صراع على ملاك وحيد.. كلٍ منا يستضيفه بروحه كيفما شاء. واختتم عيسى: إن التسامح لا يعني الضعف أو التنازل عن الكبرياء الوطني.. ولكنه يعلو فوق أية لافتة. سلام من الله عليكم.
Ø اللواء عبد الله: الحصار الاقتصادي والضغط السياسي أصبح بديلاً لأسلحة الدمار التقليدية
__ وأعرب لواء أركان حرب، محمد عبد الله عن سعادته لحضور حفل توقيع مذكرة بين المركز الكاثوليكي والمجلس العالمي للتسامح بعد أن أصبحنا نعيش في عالم تزداد فيه أسلحة الدمار الشامل والحصار الاقتصادي والضغط السياسي على الدول، بديلاً عن أسلحة الدمار التقليدية.
وأشار اللواء عبد الله إلى أن أول مذكرة تفاهم دولية للسلام كانت بين الملك رمسيس الثاني، و30 جيشاً للحوثيين، بعد معركة قادش عام 1285 ق.م. أي قبل نحو 4000 عام ، وهي تعتبر أول معاهدة تنظم علاقات سياسية دبلوماسية قانونية . ومؤخراً جاء إعلان القاهرة للسلام للأزمة الليبية والذي أطلقه الرئيس السيسي في 20 يونيو 2020 كأحدث اتفاقيات السلام التي جعلت من (سرت\ الجفرة) خط أحمر والتي أوقفت عمل 1700 ميليشيا مسلحة بتلك المنطقة وأصبح هناك سلام بها منذ ذلك التاريخ.
Ø شيرين: أرجو أن يربي كل أب وأم أولادهم على التسامح وليس العنف
__ وتحدثت الفنانة الرقيقة شيرين بتلقائية عن رؤيتها لهذا الحدث المهم، قائلة: إن المركز الكاثوليكي هو بيت كل الأهل والأصدقاء والأقارب.. أما دولة الإمارات فلها مكانة خاصة عندي، إذ قمت بزيارتها مراراُ وتكراراً منذ عام 76، وحافظة كل شارع فيها.. كيف كانت وكيف أصبحت.. وأنا سعيدة بأننا نبدأ توقيع بروتوكول التسامح والسلام هنا، وأطلب من ربنا أن يربي كل أب وأم أولادهم على التسامح والسلام وليس العنف، وأتمنى أن تكون هناك دورات تثقيفية للأطفال؛ لأن كل طفل سينمو ويصبح شابا ثم رجل.. ونرى للأسف حتى الأطفال تحولوا إلى دواعش وارهابيين بسبب تنشئتهم_ وبالسلام والتسامح يمكن أن نجعل عالمنا أن أجمل، وأن نحب بعضنا أكثر بما يتماشى مع الفطرة التي خلقنا عليها الله.
Ø السفير الشامسي: “الإمارات” روجت لفكر الشيخ زايد للتسامح وقبول الآخر
__ وفي الختام تحدث سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة، حمد سعيد الشامسي، مشيداً بمشروع الوزير الجروان للعمل على نشر ثقافة التسامح والسلام، وعبر عن انبهاره بشخص الجروان، قائلا: أني أريد أن أقول كلمة حق في معالي الوزير الجروان الذي عندما كان رئيساً للبرلمان العربي.. سألته ماذا سيفعل بعد انتهاء رئاسته.. إذ أنه ما شاء الله.. رجل سياسي، أمني، عسكري، إنساني، نشيط، ومحب للوطن العربي.. فأجابني بعد انتهاء رئاستي للبرلمان عندي مشروع كبير أعمل عليه.. وهو يتطلب كافة الخبرات التي مارسناها من خلال البعثات الدبلوماسية والسفريات والعمل بالبرلمان وغيرها.
وأشار السفير الشامسي إلى أنه على الرغم من أن حكومة الإمارات قد روجت لفكر الشيخ زايد، وهو تأسيس العيش المشترك، والخطاب الديني الوسطي المعتدل، والتسامح وقبول الآخر.. أي أن المبادرة للإمارات.. إلا أن الانطلاقة ستكون من مصر.. لأنها هي التي تستطيع تبني مبادرة الإمارات، بما تملكه من كوادر تعليمية ودبلوماسية واجتماعية. ونحن نفخر ونعتز بدور مصر التاريخي في تأسيس “اتحاد الإمارات” الذي يعتبر من أنجح الاتحادات في العالم. وأردف السفير: أنا لم أتوقع أن يصل المجلس العالمي للتسامح والسلام الذي أسسه الوزير الجروان لكل هذا النجاح خلال سنوات قليلة، وإن شاء الله سيقوم المجلس بدعم العديد من النشاطات في هذا الإطار مع الأحباء والأصدقاء في مصر، والتي أعتبرها بلدي وموطني الأول، مثلها كالإمارات.. فهما بلد واحد في العمل من أجل الخير، وكل ما يرقي بالإنسانية.. وقد عملنا في 7 مشروعات أمنية تحترم الإنسانية تحت مظلة الانتربول، وهي تحكم حقوق الناس وتنورهم بحقوقهم.. إذ لا يهم اللون، أو الجنس، أو الشكل أو العقيدة أو التوجهات.. بل يهمنا الإنسان.
وتمنى السفير الشامسي أن تحقق إقامته في مصر، التي بدأت قبل قليل، نقلة نوعية في العلاقات على أعلى مستوى بين مصر والإمارات، واختتم قائلاً: “يا رب نستطيع أن نخدم الشعب المصري الذي يستحق كل خير وتقدير “.
Ø نبذات عن الشيخ الجروان والمركز الكاثوليكي
** جدير بالذكر أن المركز الكاثوليكي قد عرض في بداية الحفل فيلماً تسجيلياً عن الشيخ أحمد بن حمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام ، والذي قدم نبذة عند تاريخه ودراساته المتعددة، الهندسية والعسكرية والدبلوماسية، وكيف أنه شخصية تتمتع بخبرات متباينة، وقد تنقل بين دول العالم يحمل رسالة سلام ولذلك أنشا البرلمان الدولي للسلام، في مواجهة عالم يموج بالتطرف والعنف والكراهية، وأوضح الفيلم كيف أن دولة الإمارات هي أول دوله تنشئ وزارة للتسامح ، وهي من أكبر المجتمعات التي تعيش التسامح مع كل الجنسيات والديانات المختلفة.
** كما تم تقديم فيلم تسجيلي عن المركز الكاثوليكي المصري للسينما والذي يبلغ عمره 60 عاما والذي نجح في عمل رابطة من نوع فريد بين الجمهور والفن السينمائي، وأوضح الأب بطرس دانيال من خلال الفيلم كيف نشأت العلاقة بين السينما والمركز ، حيث قال إنه عندما نشأت السينما في عام 1936 ، انبهر بها البابا بولس الحادي عشر ، وأرسل منشوراً قوياً بشأنها، وهو أول منشور رسمي يصل إلى روما، وقال فيه إن السينما رسالة جميلة لرقي المجتمع، وهكذا بدأ عمل المركز الكاثوليكي العالمي، وكانت الرغبة هي الموازنة بين حق الانسان في الاستمتاع بالسينما وبين ترسيخ القيم الإنسانية، وكان هذا هو هدف الآباء الفرنسيسكان الأوائل. وهكذا تأسس المجلس الكاثوليكي للسينما أيضا بمصر بمقر مؤقت ثم انتقل بعدها الى شارع عدلي عام 1952، وأصبح من اهم الأماكن لتقديم العروض السينمائية بشكل منتظم بقاعة النيل، والتي يقام بها أيضاً المهرجان الكاثوليكي للسينما سنوياً.
** تم توقيع الاتفاقية بقاعة النيل للآباء الفرنسيسكان بالقاهرة. وقبل التوقيع قام السادة الضيوف بزيارة كنيسة سان جوزيف لللاتين الكاثوليك بوسط البلد والتي يقع بداخلها قاعة النيل، وقد حرص الجميع على التقاط الصور التذكارية بالكنيسة.
** قبل البدء في فعاليات التوقيع، وقف الجميع دقيقة حداداً على أرواح شهداء حادث قطار سوهاج وانهيار عمارة جسر السويس، كذلك لقراءة الفاتحة على روح المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم.