احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتذكار مرور 42 عامًا على نياحة القمص بيشوي كامل كاهن كنيسة مارجرجس سبورتنج في الإسكندرية والذي وافق يوم 21 مارس من كل عام ،وهذا العام يضاف بجانب الاحتفال بتذكار نياحة هو ما أعلنه الأنبا بسادة، مطران أخميم وساقلتة،عن اعتراف المجمع المقدس بقداسة القمص المتنيح بيشوى كامل بناءاً على توصية من الاباء الاساقفة العموميين في الإسكندرية وهم الأنبا بافلى أسقف المنتزة والأنبا إيلاريون أسقف غرب والأنبا هرمينا أسقف وسط وشرق، والقمص ابرام اميل الوكيل البابوى في الاسكندرية، وبناء عليه وافق الآباء أعضاء المجمع المقدس على تقديم توصية للمجمع بالاعتراف بقداسته .
وبهذه المناسبة تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قصة حياة وصور نادرة للقمص بيشوى كامل، حيث نشر المهندس مينا فرج الإسكندرية حيث نشر قائلاً “بنعمة الله.. من المكتبة الشخصية.. مجموعة صور فوتو للقديس القمص بيشوي كامل راعي كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس سبورتنج الإسكندرية تذكار نياحتة الثاني والاربعين -تنيح في 21 مارس 1979 ،بركة صلوات القديسين وصلواته تكون معانا جميعا “.
وفي تذكار نياحة القمص بيشوي كامل ننشر قصة “السيدة الإنجليزية” ، وكما نعلم جميعاً حين قيل عن موسى النبي أنه حين كان ينزل من على الجبل بعد أن يكون قد تكلم مع الله كان وجهه يلمع بحيث أن الشعب كان لا يستطيع النظر إليه، أما وجه أبينا بيشوي فلم يكن يلمع فقط بل إنه كان باستمرار الصورة الجميلة لوجه السيد المسيح. ولكن لأن الله منحنا نعمة حلول الروح القدس في داخلنا فقد منحنا أيضًا المقدرة على أن نتفرَّس في اللمعان الذي يضيفه – له المجد – على وجوه أصفيائه. وهذه الصورة البديعة التي سعد بها أحباؤه قد رآها الأجانب أيضًا.
فمثلاً حين كان على وشك السفر إلى لوس أنجيلوس سنة ١٩٦٩ تبعته الجموع إلى محطة سيدي جابر. وكانت حاشدة إلى حد أن سائق القطار اضطر إلى أن يصفّر صفارة القيام عدة مرات. بل إنه حين بدأ يتحرك سار ببطء السلحفاة لأن المودِّعين كانوا يحيطون بالقطار من كل جانب. وأخيرًا تمكَّن من الخروج من المحطة وكانت سيدة إنجليزية في القطار فسألت إلى الجالس جانبها (وكان أبونا لوقا): “من يكون ذلك المسافر الذي تقاطرت الجماهير لتوديعه؟” أجابها: “إنه أبونا بيشوي كامل” وبدت الدهشة القوية على وجهها وفي صوتها: “كل هذه الحشود لأجل كاهن؟!” وصمتت قليلاً ثم أبدت رغبتها في رؤيته. فأخذها أبونا لوقا إليه. وحين قدَّمها إليه صارحته بدهشتها أمام جماهير مودِّعيه. فقال لها في تواضعه الجم. “هكذا هم الأقباط إنهم يحبون كنيستهم ويحبون كهنتهم” وبعد حديث قصير قالت السيدة الإنجليزية: “إني أتعشم بكل صدق أن تذهب إلى لندن وتفتح كنيسة هناك لكي تسري حرارة شعائركم وحماس شعبكم إلى قلوب الإنجليز”. ثم أبدت رغبتها في مكاتبته فأعطاها عنوانه.
وجدير بالذكر أن أبونا بيشوي ذهب إلى لندن وإن هناك كنيستين قبطيتين في العاصمة البريطانية. ومن عجيب عمل “الخميرة الصغيرة التي تخمِّر العجين” أن القداس الإلهي يقام كل سبت بالإنجليزية لكثرة من يحضرون من الإنجليز.
ولما عادت السيدة الإنجليزية إلى مكانها في القطار قالت لأبينا لوقا: “الآن بعدما رأيت أبونا بيشوي فهمت السبب الذي دفع بالجمهور إلى أن يتزاحم على المحطة لتوديعه: إن وجهه هو صورة لوجه السيد المسيح”.