علي المرأة واجبات عديدة في محيط الأسرة, يلزمها عناصر ينبغي توافرها لكي تسير الأسرة بمنهج سليم يقود إلي سعادة الأسرة ومثاليتها:
فما هي العناصر اللازمة لصيانة وسلامة الأسرة؟
عنصرالفهم:
تحتاج المرأة في الأسرة أن تفهم عقلية الرجل ونفسيته وطباعه, وتتعامل معه بما يناسب هذا الفهم, كما ينبغي للرجل أيضا أن يفهم نفسية المرأة وطباعها.
يعوز المرأة أيضا أن تفهم نفسية أبنائها, في كل مرحلة من مراحل السن, وما يناسب كل مرحلة من أسلوب التعامل.
عليها أن تدرس ذلك. أو علي غيرها أن يفهمها هذه الأوضاع كلها.
يمكن أن تصدر لجنة المرأة كتبا تشرح نفسيات الأطفال, وطريقة تربيتهم, وما قد يصدر عنهم من أخطاء في كل مرحلة من مراحل العمر, سواء عن قصد أو عن غير قصد, وطريقة معالجة تلك الأخطاء.
لو يمكن لمعهد الرعاية في كنيستنا أن يصدر أمثال هذه الكتب أو النبذات, ومن المعروف أن هيئات تربوية كثيرة قد اهتمت بهذا الموضوع وصدرت فيه مطبوعات عديدة.
مثال ذلك ما نشر عن الطفل الخجول. وكيفية معاملته. أو عن مثل الطفل المشاكس والطفل العدواني, والطفل الأناني, والطفل العنيد.. وطريقة معاملة كل منهم.
علي أنه ليس الآن مجال الحديث عن هذه الأمور بالتفاصيل.
طول البال:
يلزم الأم أن تكون طويلة البال. مستريحة الأعصاب ولا تجعل أولادها ضحية لحالتها النفسية.
فقد تكون حالتها النفسية متعبة في بعض الأوقات نتيجة لظروفها الجسدية أو الصحية, أو نتيجة لخلاف بينها وبين زوجها أو بعض المعارف.. فلا يجوز أن يدفع أولادها الثمن, ويتحملوا تعبها النفسي.. من جهة اضطراب أعصابها. أو كونها غير قادرة علي الاحتمال, أو أنها تعاني ضيق الخلق.
مجرد رؤية أولادها لها في هذه الحالة عثرة لهم.
ما ذنبهم في أن أمهم تكون وقتذاك عصبية لا تحتمل كلمة منهم, تصبح وتنتهر. ورفض التفاهم.. وربما تضرب وتؤذي..!
وقد يلتقط أولادها منها هذا الأسلوب, في تعاملهم مع بعضهم البعض! بينما المفروض عليها أن تكون قدوة لهم في كل شيء ووسيلة أيضا لكل فضيلة.
عليها إذا غضبت, أن تضع حدودا لغضبها وأسلوبه.
فيكون غضبها لسبب روحي يتفهمه الأطفال, ويأخذون منه درسا.
ولا ينحرف الغضب إلي العنف. أو إلي استخدام ألفاظ غير لائقة ولا تستخدم فيه الضرب أو الشدة, أو التهديد بما لا تستطيع تنفيذه! مع إدراك الأبناء لعدم قدرتها علي تنفيذ تهديداتها.
فيسخرون منها في داخلهم أو يعلنون ذلك.
عنصر الحنان:
المفروض في الأم أن تكون مصدر حنان لأبنائها. وينفع الأطفال جدا أن يشبعوا من حنان أمهاتهم. حتي لا ينحرفوا إلي التماس الحنان من مصدر خارجي لا نضمن سلامته.
وحنان الأم ينبغي أن يكون بحكمة.
فلا يتحول إلي تدليل خاطئ يسئ إلي تربيتهم. ولا يستغله الأبناء في أن يسلكوا بأسلوب اللامبالاة, إذ يجدون أمهم أمامهم راضية بأي خطأ, أو متساهلة جدا في التعامل مع أخطائهم, وكأنهم لم يخطئوا!! أو أنها أمام أبيهم تدافع عن أخطائهم وتبررها, أو تغطي عليها فلا يراها!! وهكذا لا يجد الابن من يربيه..
والحنان يشمل أيضا عنصر العطاء لما يحتاجه الابن, فتشعر الأم باحتياجاته وتعطيه دون أن يطلب, ولا شك أن هذا يترك في نفسه أثرا طيبا ويبادلها حبا بحب. ولكن العطاء ينبغي ألا يمتزج بالإسراف والبذخ, وإنما يكون في حدود المعقول. وذلك حتي لا يشب الابن شاعرا بأن كل ما يطلبه واجب التنفيذ, مهما كانت حالة الأسرة لا تسمح بهذا..
المرح وانضباطه:
من الأمور اللطيفة التي يحبها الأطفال, جو المرح في البيت والأم اللطيفة المرحة تكسب محبة أبنائها.
حتي أن الضيوف والأقرباء الذين يزورون البيت: إن كانوا يتصفون بالمرح يحبهم الأولاد ويلتفون حولهم. ويسعدهم تكرار زيارتهم.
وإن لم يجد البناء مرحا في البيت, سيبحثون عنه خارج محيط الأسرة, ولا نضمن أي نوع من المرح سيجدونه, وتأثير ذلك عليهم.. علي أن المرح في البيت يجب أن يكون منضبطا.
فيتعود الأولاد أن للمرح حدودا وأوصافا وإن خرجوا فيه عن الأسلوب المعتدل, يخطئون ولا يقابلون بتشجيع من أحد, بل تنبههم الأم إلي تجاوزهم في مرحهم, سواء بكلمة أو بإشارة أو بملامحها غير الراضية.
إذن ينبغي الاهتمام بأسلوب المرح وبوسائله ومع من يكون؟ وإلي أي حد؟ ويدركون أنه يمكن لهم أن يضحكوا مع غيرهم. وليس أن يضحكوا علي غيرهم. ويميزون بين الفكاهة المقبولة وغير المقبولة. وكيف أن مجالس المرح لا تتحول إلي مجالس المستهزئين. مز1. وكذلك لا يتحول المرح إلي هرج, ولا يكون في كل وقت ولا مع كل أحد, لأن هناك أوقات تحتاج إلي جدية. والخروج عن الجديد وقتذاك يكون ملوما ومعيبا…
عنصرالحكمة:
التمييز بين أوقات المرح والجدية, يحتاج إلي حكمة, وضبط الأم لهذا الأمر وذلك يحتاج إلي حكمة..
كذلك ينبغي أن تحل مشاكل البيت والأولاد بحكمة هناك أمور تحتاج منها إلي تدخل جاد, وأمور أخري يحسن تركها بعض الوقت حتي لا تأخذ الأم موقف الشرطي في محيط الأسرة!! أمور تصمت عنها إلي أن تحلها فيمابعد. وأمور تأخذ فيها موقفا في نفس الوقت. هناك ما تحله علي مستوي الجلسة الخاصة مع أحد الأبناء وأشياء أخري نتكلم عنها أمام المجتمع.لكي يأخذ الآخرون منها درسا وينتفعوا. ومسائل تحتاج إلي لون من التوعية والتفهم.
والحكمة تدخل أيضا في موضوع العقوبة…
العقوبة والمخاصمة:
بعض الأخطاء تحتاج إلي عقوبة, إذا كانت فادحة ومقصودة بينما أخطاء أخري يكفيها مجرد التنبيه, أو التوبيخ أو الإرشاد. أو إظهار الرضي عنها, أو الإنذار بالعقوبة إن تكرر الخطأ.
والعقوبة لازمة, لأن كثيرين لا يشعرون بفداحة الخطأ إن لم يعاقبوا. وبدون العقوبة قد يستمر المخطئ في خطئه. وقد يصل إلي حد الاستهانة والاستهتار, والله تبارك اسمه ـ قد عاقب كثيرين أفرادا وشعوبا. وقد حكم حكما شديدا علي عالي الكاهن لأنه لم يؤدب أولاده. فمن حق الأم أن تعاقب. ومن حق الأب أن يعاقب, بل من واجبهما أن يفعلا ذلك, لأنهما مسئولان عن تربية أولادهما. وهناك ألوان من العقوبة يستخدمها الآباء والأمهات.
البعض منهم قد يمنع عن ابنه بعض المصروف أو الهدايا. أو يمنعه عن بعض الفسح والنزهات, أو بعض المشهيات أو بعض الزيارات التي يحبها أو بمنعه عن اللعب. أو عن بعض الصداقات.
أو يلجأ بعض الآباء والأمهات في معاقبة أبنائهم إلي الضرب أو الشتيمة وهذا بلا شك اسلوب غير روحي, وإن كان مرتبطا بألقاب والإهانة وجرح الشعور.. وقد يأتي بنتائج عكسية إذا كان منهجا مستمرا.
علي أن البعض قد يستخدم المخاصمة أو المقاطعة.
فتستمر الأم مثلا فترة طويلة لا تكلم ابنها, ولا تستمع إليه ولا ترد عليه إن كلمها, أو تتجاهله باستمرار أو تغيظه ـ في فترة مخاصمتها له ـ بأن تعامل أحد إخوته بلطف وحنو ومودة.
وقد تطول المقاطعة أو المخاصمة. ويبدو الموضوع بلا حل!!
وإن اشتكي الابن لأحد الأقارب أو الأصحاب. تعنفه بشدة وتقول له. أنت تفضحنا وسط الناس. وتنشر أسرار الأسرة في الخارج!. وتزداد مقاطعتها له..
ولا شك أن المخاصمة والمقاطعة لها أضرارها وأخطارها, فهي إجراء سلبي وليست حلا لإشكال. ويكون فيها الابن ـ وبخاصة إن كان صغيرا ـ في وضع عاجز عن التصرف. ولا يعرف متي تنتهي هذه المخاصمة؟ وكيف؟ كما إنها لا تعطي مجالا للتفاهم ولا للحوار.. وإن طالت يزداد الأمر تعقيدا..
يبدو أن هذه الوسيلة ـ كعقوبة ـ لا تصلح إلا إذا كانت لدقائق أو ساعات يعقبها عتاب.
المهم في العقوبة أن تكون ذات نتيجة طيبة في تقويم الابن.
ولا تكون مجرد تنفيض عن غضب مكبوت. أو إراحة لأعصاب متوترة.
والأم الحكيمة لا تهدد. وإنما تتصرف تصرفا حكيما. يجمع بين الحب والحزم. وبين العقاب والعلاج. فيكون العقاب هدفه العلاج وليس لمجرد العقاب والمجازاة.
وبحكمة تكون العقوبة, وتعرف صاحبتها متي تكون؟ ولأي سبب؟ هل تصلح؟ وإلي أي مدي؟
شروط العقوبة
1ـ الشرط الأول: أن يعرف الابن أنه غلطان, ويستحق العقوبة لذلك ينبغي توضيح الموقف له وشرح نوعية الخطأ الذي وقع فيه ونتائجه. علي أن يقتنع بذلك لأنه إذا لم يدرك أنه قد أخطأ سيشعر أنه واقع تحت ظلم ومن سلطة الوالدين تستخدم بطريقة عشوائية وبدون حق. وهذا الشعور يضره ويتعبه.
2ـ يجب إقناعه أيضا بأن العقوبة نافعة له… وأنها تفيده وتربيه. حتي يبتعد عن الخطأ. ولا يكرره ولا يصبح عادة له, وكلما يتذكر العقوبة. يذكر أنه قد فعل ما لا يليق, وقد أغضب الله ووالديه بما قد فعله. وربما قد أساء كذلك إلي سمعة الأسرة, وقدم صورة غير لائقة لإخوته. الذين قد يقلدونه إذا وجدوا أن خطأه قد مر بسهولة دون عقاب, فالعقوبة كما هي نافعة له. هي نافعة أيضا لغيره.
3ـ إشعاره بأن العقوبة لا تمنع المحبة.
فمحبة أمه له قائمة تظهرها نحوه بأساليب أخري علي الرغم من بقاء العقوبة, وأن هذه المحبة جزء من طبيعة الأم وقد أظهرتها نحوه في مناسبات عديدة تذكره بها.
وأن الله نفسه قد عاقب, علي الرغم من محبته للبشر.
4ـ من شروط العقوبة أن تكون علي قدر الاحتمال.
علي قدر ما يستحق الخطأ من جهة. وعلي قدر ما يحتمل المخطئ من جهةأخري… ويراعي في هذا شعور الابن الحساس. والابن الصغير, والابن المحب قد تصدمه العقوبة في أمه, وأيضا يراعي شعور الابن المحتاج إلي حنان لظروف خاصة, ويراعي أيضا عامل السن, وعامل المعرفة أوالجهل.
5ـ تكون العقوبة لوقت محدد, تنتهي بعده.
لأن هناك أمهات: إذا غضبت مرة واحدة يكون غضبا مستمرا لا تعرف متي ينتهي! وإن خاصمت يستمر الخصام إلي مدي لا تعرف نهايته! وهذا إذا عاقبت, لا يعرف الابن متي تنتهي عقوبته! وإذا منعته عن شيء, لا يعرف متي ينتهي هذا المنع!
وكل هذا خطأ بلا شك. فالله نفسه ـ تبارك اسمه ـ قيل عنه في المزمور إنه كثير الرحمة وبطيء الغضب لا يحاكم إلي الأبد, ولا يحقد إلي الدهر (مز 103: 9).
6ـ تكون العقوبة لونا من العلاج.
فتعاقبه الأم بمنعه عما يضره, وبإبعاده عن أسباب الخطأ, ويكون هذا علاجا له. بحيث يدرك أيضا أن هذا لون من العلاج, وليس مجرد عقاب كمنعه مثلا من صداقات ضارة, وعن زيارات تسبب له خطايا. أو منعه عن مرفهات ومسليات تضره.
7ـ ويشترط في العقوبة أن تكون علي أساس ثابت.
بحيث يفهم الابن أنها تمثل مبادئ وقيما ثابتة, وهكذا لا تكون الأم مترددة تمنعه عن شيء في وقت ما. وتصرح بنفس الشيء في وقت آخر. فلا يدري الابن أين الحكمة من تصرفها ومن معاقبتها. مادامت هي تأمر بالشيء وعكسه!!
مصادقة الأبناء:
يفيد جدا في التربية وفي العلاقات الأسرية أن تكون الأم صديقة لأبنائها: تربطها معهم عوامل من المودة, وليس مجرد سلطة الأعلي علي الأدني.
وفي هذه الصداقة والمودة, توجد الثقة والمصارحة.
فيستطيع الابن أن يفتح قلبه لها, ويحدثها بكل صراحة عما في داخله وعن مشاكله وحروبه الروحية, دون أن يخشي عقابا أو توبيخا أو فقدانا لثقتها به, بل يطلب المشورة والإرشاد ولا منع من الحوار لا بلون من المجاملة والكبرياء, بل لمجرد التوضيح وبحث كل وجهات النظر معا.
وحتي إن كشف لها أخطاءه ومشاكله, يكون علي يقين أنها ستحفظ السر, ولن تعايره بخطأ وقع فيه… أو تعاقبه عليه..
وفي هذا يثق الابن أن أمه موضوعية وليس انفعالية.
تحلل ما يقوله لها في موضوعية وترشده إلي الواجب عليه دون أن تثور ودون أن تتضايق أو تبكي, أو تطالبه بأكثر ما يستطيع أو تشتد في لومه وفي إيلامه.
وفي حفظها للسر لا يكون ذلك بحفظ اللسان فقط من الكلام, بل أيضا يحفظ ملامحها فلا تكشف شيئا, وبالحرص في معاملاتها له فلا يستنتج منها ما أرادت أن تخفيه بصمتها..
مثل هذه الأم التي لا تتصرف بطريقة انفعالية. تكون موضع ثقة ابنها وتقديره, ويستطيع أن يتخذها كصديقة ومرشدة…. في ثقته بها. توجد المصارحة وكشف القلب والفكر علي أساس من المودة والحب. ويا ليت الابن أيضا يثق لذكاء أمه وحكمتها وحسن تصريفها للأمور. فليست كل أم تصلح أن يتخذها أبناؤها مرشدة لهم…
الاحترام والتقدير:
من المفروض أن يحترم الأبناء آباهم وأمهاتهم, فالكتاب يقول أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك علي الأرض.. (خر 20:12), ولكي يكون لك خير علي الأرض.. (تث 5:16) وقد علق القديس بولس الرسول علي هذه الوصية بأنها وصية بوعد (أف 6:2).
ويكون احترام الإنسان لأمه. ليس مجرد مركزها العائلي كأم, ولكن حبذا لو كان ذلك أيضا بسبب تقديره لعقلها وحكمتها وحسن مشورتها, وحسن تصريفها وتدبيرها لأمور الأسرة, ولا تكون مثل بتشبع أم سليمان الملك التي جاءته في طلب فقام عن كرسي ملكه وسجد لها, وأجلسها علي كرسي عن يمينه.. ولكن لما طلبت منه طلبا شعر أنه ضد الشريعة لم يستجب لها, بل عاقب من جاءت تتوسط لأجله وأمر بقتله.! (مل 3:19ـ25).
هناك إذن فرق بين الاحترام للمركز, واحترام الصفات والشخصية.
والأم الحكيمة العاقلة. هي الأم التي يحترمها أبناؤها للأمرين معا.
حتي لو لم تكن أما. لا يقل احترامهم لها, فشخصيتها توجب الاحترام.
وكلامها يجب تنفيذه, ليس لأنه مجرد كلام أم بل بالأكثر لأنه كلام منفعة كله حكمة وفائدة.
هذه هي الأم التي لها مواهب وشخصية وحياة ماثلة. إنه احترام من عمق القلب, والعقل. لأنها موضع ثقة.
غير أن بعض الأمهات للأسف.
يطلبن الاحترام والطاعة في مواقف وأوامر خاطئة لا يمكن للابن الحكيم أن يطيعها!! كما حدث ليتشبع مع ابنها سليمان الحكيم.. وإن حدث لمثل هذه الأم أن خالفها ابنها: أن تثور عليه وتوبخه. وتقول له: أبهذا الأسلوب تكلم أمك؟! وأين هي الطاعة التي أمرك بها الرب؟! ونفس الوضع بالنسبة إلي الأب المخطئ في أوامره. وهكذا يقول الكتاب, أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب, لأن هذا حق (أف 6:1).
نعم في الرب فهذا حق أما خارج دائرة الرب فيقول السيد الرب: من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني.. (مت 10:37). أما في الرب فكل كلمة تقولها الأم تكون موضع الطاعة وموضع الاحترام وموضع التنفيذ… يرضي ويشكر والأم الحكيمة تحترم أولادها أيضا كما يحترمونها.
لا تهينهم ولا توبخهم بغير سبب يستحقون عليه التوبيخ ولا تجرح شعورهم ولا تصغر من شأنهم بل تكلمهم بألفاظ رقيقة ويكونون في نظرها كبارا تفتخر بهم وترفع من قدرهم أمام الكل وتمتدح ما فيهم من حسنات وتسر بنجاحهم وتفوقهم.
الابن يعاملونه خارج بيته معاملة طيبة وباحترام, ولكنه للأسف لا يجد في بيته نفس الاحترام الذي يجده خارجا, فإنه في نظرهم باستمرار صغير مهما كبر لهذا يعاملونه في البيت كصغير لا يستحق احتراما. وبهذا قد ينشأ الابن معقدا يبحث عن احترامه دائما خارج بيته!!
أما في البيت فقد يجد الابن العناية. ولكن ليس الاحترام, بهذا أقول باستمرار إن الزواج يحتاج بكل تأكيد إلي مواهب تربوية لأنه ينجب أولادا تحتاج إلي تربية سليمة.
والأم بالذات تحتاج بالأكثر إلي هذه المواهب التربوية, لأن الأب غالبا ما يكون مشغولا بعمله خارج البيت, تاركا مسئولية تربية أبنائه علي أمهم