في حلقة جديدة من برنامج حكايات نهاد الذي تقدمه المحامية نهاد أبو القمصان رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة، تناولت موضوع قانون الأحوال الشخصية في حلقة بعنوان” العدالة تبدأ من المنزل”
و أكدت نهاد أن الحديث عن تمكين المرأة لا يكون من خلال إصدار قانون محدد بذلك، وإنما من خلال جميع القوانين المنظمة لكل شئون الحياة، فلدينا خطة عامة للتنمية وتمكين المرأة هي خطة التنمية المستدامة 2030، ويجب أن تكون هذه الخطة هي الإطار العام عند تشريع أي قانون.
وأشارت أبو القمصان كيف يمكن الحديث عن التمكين الاقتصادي للمرأة في ظل مقترح قانون الأحوال الشخصية المقدم من الحكومة للبرلمان، فهذا المقترح يلغي الشخصية القانونية للنساء، ويجعل من سلطة أي رجل بالعائلة التدخل في حياتها سواء بمنعها من السفر أو حتى إلغاء زواجها.”
وصرحت نهاد أن “قانون الأحوال الشخصية لا ينظم فقط الزواج والطلاق في حياتنا، وإنما ينظم أيضا بعض الأمور في الأحوال المدنية والتعاملات المالية والبنوك، وما يخص الأطفال.
“فمقترح قانون الأحوال الشخصية المقدم للبرلمان يتعامل مع المرأة باعتبارها مفعول به في كل أمور الزواج وما يخص الأطفال، يتعامل مع المرأة باعتبارها” مكنة تفريخ أطفال” وليس لها أي شخصية قانون على أطفالها، فلا تستطيع تسجيل مولودها وإصدار شهادة ميلاد له، ولا تستطيع التقديم له في المدرسة، ولا تستطيع إصدار بطاقة شخصية له، ولا تستطيع إبرام عقد زواجها بنفسها.”
وأكدت أبو القمصان على ضرورة رصد الواقع قبل إصدار أي قانون، فلابد من رصد واقع مشاركة ودور المرأة في المجتمع قبل إصدار قانون كقانون الأحوال الشخصية.
وعرضت الحلقة إنفوجراف لكلمة وزيرة التخطيط في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي للمرأة في دورته 26، والتي أكدت من خلالها أن مصر خطت خطوات هامة في التمكين السياسي والاقتصادي للمرأة.
وصرحت أبو القمصان أن هناك تناقض كبير بين مواد الدستور التي تدعم المرأة وبين مقترح قانون الأحوال الشخصية، فعلى سبيل المثال يقر الدستور أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي الحاكمة في حين أن مقترح قانون الأحوال الشخصية يؤكد أن المرجعية في حالة عدم وجود نص هو مذهب أبي حنيفة.
ويعاني قانون الأحوال الشخصية الحالي من عدة مشكلات إجرائية ولم يعالجها مقترح القانون المقدم، فكان الأولى بمقترح القانون حل تلك المشكلات والتي منها طول مدة التقاضي في قضايا النفقات، عشوائية تعدد الزوجات دون أدنى مسؤولية على الزوج في رعاية من يعول، وطول مدة التقاضي في قضايا الطلاق.
فلا يمكن المطالبة بالتمكين الاقتصادي للنساء ومشاركتها في الحياة العامة بعيدا عن قانون أحوال شخصية منصف وعادل ويرى النساء كيان قانوني قادر على إدارة حياته وإدارة حياة أطفالها.
وفي فقرة الشخصيات الملهمة استضافت الحلقة” سارة الأمين” صاحبة مبادرة” أفريقيا السعيدة” حيث أشارت سارة إلى أنها كانت مدللة من صغرها، ورأت والدتها أنها بذلك شخصية غير قادرة على تحمل المسؤولية، فاقترحت عليها التطوع في الجمعيات الأهلية منذ أن كانت في المرحلة الإعدادية، وبدأت مشوار التطوع الذي ساعدها على تكوين شخصية قوية واثقة بنفسها، ولديها العديد من المهارات والخبرات، ونفذت مبادرة خاصة بتفصيل الملابس في عدد من المحافظات لتمكين النساء، وسافرت كينيا وتطوعت في ملجأ خاص بالأطفال المتضررين بالايذر، لمدة 3 سنوات، الأمر الذي اكسبها مزيد من الخبرات والمهارات، وعندما عادت إلى مصر اختارتها الوزيرة نبيل مكرم لتكون سفيرة مبادرة ست ب 100 راجل، تلك المبادرة التي تسعى لجمع الخبرات النسائية المهاجرة في كل المجالات، للاستفادة بخبراتهن المختلفة في مصر.
وانتهت الحلقة بفقرة التواصل عبر الأسئلة التي يرسلها الجمهور للبرنامج والإجابة عليها.
“حكايات نهاد” برنامج تلفزيوني يهتم بحقوق المرأة من خلال تبسيط كل المعارف والأدلة التي ينتجها المجتمع المدني وتتعلق بـ “تمكين المرأة ” في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والحد من العنف، ويتناول منهج بسيط وهو الحكي، والتحليل، والتفاعل مع الجمهور عبر أسئلة.
يُعرض البرنامج على قناة القاهرة والناس في السبت من كل أسبوع الساعة 05:30 مساءاً ويعاد علىالقاهرة والناس يوم الاثنين الساعة 11.30 صباحا، وعلى القاهرة والناس 2 يوم الأربعاء الساعة 9 مساء.
ولمشاهدة الحلقة كاملة برجاء زيارة الرابط التالي: