قام ماساكي نوكي، سفير اليابان بمصر، والدكتور باسل الخطيب المدير الإقليمي وممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) بتوقيع اتفاقية لدعم ممارسات الاقتصاد الدوار في سلسلة قيمة البلاستيك ذات الاستخدام الواحد في مصر للحد من تسرب النفايات البلاستيكية إلى البيئة.
وسيدعم المشروع جهود الحكومة المصرية لتقليل كمية النفايات البلاستيكية التي تتسرب إلى البيئة من خلال إظهار نهج بديل أكثر اخضرارا، حيث سيتم تقديم المساعدة الفنية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، والعمل على زيادة الوعي بأنماط إنتاج واستهلاك البلاستيك المستدامة القائمة بين أصحاب المصلحة والمنتجين والمستهلكين. ومن المتوقع أن يدعم هذا النهج متعدد المستويات تطوير السياسات واللوائح والأدوات الاقتصادية التي من شأنها أن تسهل تطبيق عمليات وتوريدات ونماذج أعمال أكثر اخضرارا ضمن سلسلة القيمة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
وقد ساهمت صناعة البلاستيك في مصر في التنمية الاقتصادية للبلاد والنمو في مختلف القطاعات الرئيسية بشكل كبير، بما في ذلك قطاع التعبئة والتغليف والرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية المعمرة وصناعات السيارات. ومع ذلك، لا يتم التخلص من المنتجات البلاستيكية، وخاصة المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد – مثل الأكياس ومنتجات التغليف – بشكل صحيح عند عدم الحاجة إليها مما يؤدي إلى حدوث العديد من المشكلات بما في ذلك التأثير السلبي على السياحة، والمساهمة في الفيضانات المفاجئة بسبب أنظمة الصرف الصحي المسدودة، وانسداد أنظمة صرف الأراضي الزراعية.
وفي إطار هذه المبادرة، الممولة من الحكومة اليابانية، قامت يونيدو بإعداد دراسة حول سلسلة القيمة البلاستيكية في مصر، بالتعاون مع جايكا، للبحث عن إمكانية إدخال حلول تكنولوجية مستدامة مثل المواد البديلة، وتكنولوجيا التعبئة والتغليف، وتكنولوجيا إعادة التدوير.
كما سوف يساهم هذا المشروع في تنفيذ برنامج يونيدو للشراكة مع الدولة (PCP) في مصر الذي تم إطلاقه في فبراير 2020 بهدف تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة من خلال العمل على ستة محاور رئيسية هي: السياسات الصناعية والحوكمة، ترويج الاستثمار، الصناعة الخضراء، المدن الذكية والمناطق الصناعية المستدامة، سلاسل القيمة، والثورة الصناعية الرابعة.
وقد شهد الاحتفال بالتوقيع الدكتورة/ رانيا المشاط – وزيرة التعاون الدولي – والدكتورة/ ياسمين فؤاد – وزيرة البيئة، والأستاذة/ نيفين جامع – وزيرة التجارة والصناعة، بالإضافة إلى مشاركة عدد من كبار المسئولين الحكوميين.
وقال السفير نوكي “إن الحكومة اليابانية تقوم بتعزيز المفاهيم الثلاثة (الترشيد، إعادة الاستخدام، إعادة التدوير) بالتعاون مع القطاع الصناعي والمواطنين منذ التسعينيات. في اليابان الآن، وقد أصبحت تصميمات العبوات والزجاجات البلاستيكية خالية من النفايات. وأضاف: إنني على يقين من أن نقل التكنولوجيا من خلال الدعم الفني المقدم من قبل المشروع سيؤدي إلى إجراءات ملموسة من شأنها حماية البحار المطلة على مصر، ذلك للأجيال القادمة. كما أنني أتمنى أن يكون هذا المشروع بمثابة حافز لصناعة البلاستيك في مصر لتصبح محركًا جديدًا للنمو في عصر ما بعد جائحة كورونا عندما تتسارع جهود تحقيق الاقتصاد الدوار في جميع أنحاء العالم”.
وقال الدكتور/ باسل الخطيب المدير الإقليمي وممثل منظمة يونيدو “نحن نقدر دعم الحكومة اليابانية المستمر لليونيدو ولمصر. وأضاف: إن هذا المشروع هو جزء من المكون الثالث لبرنامج الشراكة مع الدولة المعني بالصناعة الخضراء والذي يهدف إلى زيادة إنتاجية القطاع الصناعي مع الحد من الآثار السلبية للقطاع الصناعي على البيئة. سيتبع المشروع الجديد إطار عمل متكامل من أجل التوجه نحو الصناعة الخضراء في إنتاج واستهلاك البلاستيك أحادي الاستخدام، وذلك من خلال تطوير التشريعات والقوانين، والدعم المؤسسي، ومساندة الشركة، ودعم التقنيات الجديدة وتعزيز المهارات من أجل التصنيع المستدام، مما سيساهم في تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة في مصر.”
يأتي هذا المشروع في ظل ترأس اليابان لمجموعة العشرين في 2019 وإعطاء الأولوية للتحدي العالمي للمخلفات البحرية بهدف وضع إطار تنفيذي للعمل المنسق في هذا الشأن. فقد تم الالتفاف حول “رؤية أوساكا للمحيط الأزرق لمجموعة العشرين” وهي مبادرة تهدف إلى تقليل التلوث الإضافي الناجم عن النفايات البلاستيكية البحرية إلى الصفر بحلول عام 2050. ولدعمها، أطلقت اليابان “المبادرة البحرية” لتعزيز الإجراءات الفعالة للحد من المخلفات البلاستيكية البحرية على نطاق عالمي.