افتتح الدكتور خالد عناني وزير السياحة والآثار واللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، اليوم الإثنين، النقطةالثالثة التي تم انتهاء تطويرها على مسار العائلة المقدسة، وهي نقطة تل بسطه في محافظة الشرقية، بعد سمنودبمحافظة الغربية وسخا بمحافظة كفر الشيخ.
وكان في استقبال الوفد الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، ونيافة الحبر الجليل الأنبا تيموثاؤس مطران الزقازيقومنيا القمح، ولفيف من الكهنة، واعضاء من مجلس النواب، وجانب من شعب المنطقة.
المتحف المفتوح شاهد على التاريخ:
وبدأت الزيارة في متحف تل بسطه لمشاهدة فيلم تسجيلي عن أهمية هذه النقطة على مسار العائلة المقدسة بالأراضيالمصرية، ثم تجول الحضور في جولة تفقدية عند البئر المقدس والمتحف المكشوف.
وتوجه الحضور إلى خيمة معدة عند المتحف المكشوف بتل بسطه أمام أطلال معبد بسطت الفرعوني الذي تهدم عنددخول الطفل يسوع إليه. وهذا ما يراه الزائرون في هذه الأيام في مكان المعبد، حيث لا يوجد تمثالاً كاملاً ولا عمودا قائماً،فقد سقطت جميع الأعمدة والتماثيل أمام السيد المسيح، ومازالت ملقاه على الأرض حتى يومنا هذا. وحقق هذا الحدثالتاريخي النبوءة التي جاءت على لسان أشعياء النبي الذي قال: “فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصرداخلها”
وكان السلام الجمهوري هو نقطة بداية هذا الحفل المبارك، وبعدها جاءت عروض كورال إيبارشية الزقازيق ومنيا القمح،بقيادة الدكتور إيهاب عوض، وقدم الكورال فقرة من الترانيم والأغاني الوطنية منها: احرس بلادنا يا رب، جالك يا مصرزمان هربان طفل صغير هو وعيلته، وبارك بلادي يا سامع الصلاة..
وهنا جاءت كلمة نيافة الحبر الجليل الأنبا تيموثاؤس مطران الزقازيق ومنيا القمح حيث رحب بالجميع في ايبارشيتهقائلاً: باسم الاله الواحد الذي نعبده جميعاً.. إن تاريخ الشعوب يكتب بالأحداث العظيمة التي تمر عليها، وهذا الحدثالذي نحن بصدده اليوم فهو اعظم ما نفخر به وتحكيه شعوب العالم كله اجلالاً وتقديراً لبلادنا مصر، وتتجه الأنظاروالأفكار لشعب مصر باستغراب شديد.. فمصر التي باركها الله منذ فجر الخليقة “مبارك شعبي مصر”، مصر التي رن فيسمائها أعظم لحن في الوجود، منذ تلك اللحظة بذرت بذور الحب في كل شبر من أرض مصر. وتغلغلت في غربتها حباتالمودة والبطولة والفداء.. عاشت مصر آلاف السنين وهي تدعو الجميع الى الحب، فهي التي علمت العالم الحب وكيفيكون البذل والفداء. لقد شاءت إرادة الله ان تكون ارضنا الطاهرة مصر مصدرا متجدداً لاشعاع الروحي والحضاري،فشهدت مصر خطى الأنبياء ورسالات السماء وظللتها العناية الإلهية لتؤدي رسالتها الثانية وتواصل عطاءها الفكريوالحضاري.
فأصبحت مصر بكل أبنائها وكل شعبها من المسلمين والمسيحيين حصناً للعروبة وقلعة للوطنية المصرية التي تربطالمصريين معاً بود كامل وتآلف قوي ووحدة صلبة لأنها وحدة بنيت على الحب والوفاء. والحب هو صفة من صفات اللهذاته لأن الله محبة.
في هذا اليوم العظيم اتقدم بالشكر الى الرئيس المصري المستنير، الرئيس عبد الفتاح السيسي لاهتمامه وانجازاته،اهتمامه بهذا الحدث باعتباره احد اهم المشروعات القومية الكبرى ومحوراً تنموياً تقوده السياحة، وانجازاته التيتتحدث عن نفسها وتسيرني سباق مع الزمن وتؤدى بكامل الحب ومنتهى الوطنية، فله كل الشكر والتقدير. أيضا الشكروالتقدير إلى وزير السياحة والأثار الدكتور خالد العناني، فهو الوزير الدؤوب الذي يخطط ويتابع ويهتم اهتمامًا كبيرابكل كبيرة وصغيرة واجمل ما فيه ان جزوره من الزقازيق.. وكذلك الشكر للواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية الذييرصد ويناقش ويعالج المشكلات بشكل ايجابي وبحكمة عجيبة. وأشكر الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية قائد هذاالاقليم الحكيم، الربان الماهر، له قدوة طيبة في حياتنا ومثالية بدماثة خلقه وعمق وطنيته وحسن تعامله مع كل أفرادالشعب. وانهى نيافة المطران كلمته، أننا نصلي جميعاً أن يحفظ لنا الله مصر دائما قلعة الإيمان منارة بالمحبة والإخاءوأيضا نموذج للسماحة والتعايش ومصدراً متجدداً بالاشعاع الحضاري والروحي، وهذا هو اساس المجد المصري وتلكهي اساس عبقرية شعبنا العريق.
محافظ الشرقية يرحب بالحضور:
ومن أمام هذا المتحف المفتوح بدأ الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية كلمته، مرحبًا بالدكتور خالد العناني وزيرالسياحة والأثار واللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، نيافة الخبر الجليل الأنبا تيموثاؤس مطران الزقازيقومنيا القمح، ونيافة الخبر الجليل الأنبا مقار والسادة الحضور الأجلاء.
انطلاقا من توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعمل الحكومة المصرية ومن ثم محافظة الشرقية على تحليلجميع العقبات أمام المشروع القومي لاحياء مسار العائلة المقدسة، حيث نشهد جميعاً اليوم هذه اللحظة الحاسمة، وهيلحظة افتتاح اعمال تطوير نقطة مسار العائلة المقدسة بمنطقة تل بسطه.
أكد محافظ الشرقية أن مسار العائلة المقدسة يمثل إضافة هامة للمزارات السياحية بمصر خصوصاً السياحة الدينيةوالروحانية باعتباره احد المقاصد الدينية التاريخية.
ويعتبر هذا المشروع الهام من اهم المشروعات القومية التي تحمل الخير لمصر وللمحافظة، ولذا يحظى باهتمام الدولةوكافة الجهات المعنية بتنشيط السياحة الدينية ودعم الاقتصاد المصري وتوفير فرص عمل فضلًا عن تطوير البنيةالتحتية وكذلك انشاء كيان مسئول عن تنفيذ كافة الأعمال المطلوبة لتطوير مسار العائلة المقدسة والذي يضم مسئولينمن وزارتي السياحة والأثار والتنمية المحلية والكنيسة والجهات الأخرى المعاونة.
وأكد ممدوح غراب أن مصر عرفت من فجر التاريخ انها واحة الأمان وموطن الحضارات ومهد الأديان، وخير مثال على ذلكاحتضانها الكثير من الانبياء من بينهم ابراهيم ويعقوب وموسى ويوسف الصديق الذي جاء الى مصر، بل نجد اكبرمثالا على ان مصر خطاها الانبياء والقديسون هو رحلة العائلة المقدسة، وقد سارت العائلة المقدسة في أغلب الأراضيالمصرية، لتداركها وتغرس غرساً روحياً مباركاً يدوم مع الزمان.
إن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر تحمل الكثير من المعاني والقيم التي يجب ان يتحلى بها الجميع أهمها ان مصر بلدالسلام والاطمئنان وأن رحلة السيد المسيح مليئة بالبركة، فكل الأديان السماوية أكدت ان مصر هي واحة الأمان ومصرهي أرض التعايش والضيافة، أرض الحضارة والتاريخ والسلام، هي الأرض المباركة عبر العصور. لذلك من موقعي اتوجهبالشكر للسادة الوزراء على ما قدماه من دعم لنصل لهذه اللحظة التي نحقق فيها حلماً ظل يراود المحافظة وابنائهالعشرات السنوات.
كلمة اللواء محمود شعراوي:
بدأت كلمة اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، معبرًا عن سعادته لاستكمال مشروع هذه المنطقة التاريخية التيتعكس تاريخ عريق من المعابد الفرعونية والأرض التي كرمتها العائلة المقدسة بقدومها الى مصر.. أرض الأمن التيهربت اليها العائلة المقدسة من هيرودس، فدخلت العائلة المقدسة الى محافظة الشرقية أولى المناطق العامرة بالسكانبعد عبورها من منطقة الفرما بشمال سيناء. وكان هذا في الأول من يونيو الموافق ٢٤ بشنس من كل عام، ونحتفل به كلعام بدخول العائلة ارض مصر… تعد تل بسطه واحدة من أهم مناطق على المسار التي نأمل ان تكون نقطة جذب سياحي.
في نفس الوقت، تقديراً منا لهذا التراث التاريخي والديني والثقافي الهام والذي يستحق منا جميعاً كل الاهتمام. ولعلالجهد المبذول من السيد محافظ الشرقية والسادة الفنيين من اللجنة المسئولة عن اقامة هذا الصرح، فنحن نشاهد اليومالمشروع العملاق الذي يرعاه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ويحظى باهتمام كامل من رئيس الوزراء واجهزةالدولة.
يسعدني اليوم وجودي في مكان يعد نموذج للتعامل بين الوزرات لرفع كفاءة واظهار الدولة المصرية بالصورة المنشودةللخارج. لقد عملنا معاً وزارة السياحة والاثار والتنمية المحلية والكنيسة والجهات المعنية بهذا المشروع جميعاً وعملنابيد واحدة مدة عامين، لرفع كفاءة ٢٥ نقطة ب ٨ محافظات على مستوى جمهورية مصر العربية.
ونجد على هذا المسار، نقاط اعجازية موجودة حتى الأن منها البئر المقدس الذي يرجع لعهد السيد المسيح هنا في تلبسطه وأبار عديدة في نقاط أخرى فجرها الطفل يسوع ليشرب، وكذلك الحجر الذي طبع عليه قدم المسيح في سخا بكفرالشيخ، وشجرة مريم بالمطرية الموجودة حية حتى الأن.
إن اعمال الترميم التي تمت في العديد من النقاط في تلك الفترة الوجيزة تكلفت بها وزارة السياحة وزارة التنمية المحلية،ولكننا نرصد شيء عظيم يضاف إلى رصيد القيادة السياسية ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.
كلمة الدكتور خالد العناني
جاءت كلمة الدكتور خالد العناني وزير السياحة والأثار، معبراً عن سعادته لوجوده في هذا المكان لأن اصله من الشرقية.. ولرؤية هذا المشروع العظيم يتم في تلك المحافظة العريقة. وشرفت بالحضور هنا لافتتاح متحف تل بسطه في مارس٢٠١٨م وافتتحنا موقع المتحف المكشوف الذي نجلس وسطه الأن، ولكن نحن اليوم نضيف على تل بسطه ومحافظةالشرقية جانب اخر وهو الجانب الروحاني الذي باركت المكان به العائلة المقدسة.
تل بسطه هي أولى نقاط دخول العائلة المقدسة الى مصر، وحظيت مصر بشرف عظيم باستضافة العائلة المقدسة اكثر منثلاث سنوات ونصف، زارت من خلالها اغلب أراضيها. في ٢٥ نقطة في مختلف المحافظات، بدءاً من سيناء شرقاً وصولًاالى الصعيد جنوباً حتى اسيوط. اليوم نشاهد تطوير احد النقاط على هذا المسار وهي اول نقطة زارتها العائلة المقدسةفي منطقة تل بسطه بمحافظة الشرقية، ومكثوا بها بضعة ايام . واليوم نشاهد مشروع تطوير البئر المقدس الذي انبعهالسيد المسيح ليشرب منه.
وشرفت أيضا بافتتاح تطوير وترميم نقاط وكنائس على المسار، ولكن عام ٢٠٢١م هو عام مختلف لأننا الأن نجني ثمارمجهود تم منذ أكثر من عامين بناءً على توجيهات السيد رئيس الجمهورية بتطوير نقاط مسار العائلة المقدسةواستثمارها سياحياً واثرياً. وشرفت بمرافقة اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، في يناير ٢٠٢١م لافتتاح أولىالنقاط وهي كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب في سمنود من حيث انتهاء ترميمها بالغربية، أما اليوم فتوجهناأيضا معاً لافتتاح كنيسة السيدة العذراء في سخا، بمحافظة كفر الشيخ. والأن نحن في ثالث نقطة نفتتحها على المساربتل بسطه بالشرقية. بمشيئة الله عام ٢٠٢١ م سيشهد عدة افتتاحات منها مصر القديمة وشجرة مريم بالمطرية وواديالنطرون بالبحيرة وجبل الطير بالمنيا ودير المحرق ودير درنكة بأسيوط.. مشروعات عديدة نتمنى أن نعممها هذا العاملكي نتكلم عن زيارة مسار سياحي عظيم.
لكي يمكننا الدعاية عن هذا المسار سياحياً يجب توفير بنية تحتية وطرق ممهدة وآمنة ومواقف للأتوبيسات السياحيةوأسوار لحماية المكان الأثري مزودة بنقاط تفتيش وكاميرات مراقبة واماكن استراحة للرائرين ومركز زوار لائق بالسياح. وهذا دور الدولة للانتهاء من تلك النقاط الهامة.
وأكد وزير السياحة على الاهتمام الفترة القادمة بالترويج سياحياً لهذا المشروع والاهتمام ايضا بمحافظة الشرقية لانهامن اغنى المحافظات بآثارها المتنوعة، منها تل بسطا وسنط الحجر.