قام “برهم صالح” رئيس العراق بإلقاء كلمة خلال زيارة بابا الفاتيكان لقصر بغداد.
وبدأ الرئيس العراقي كلمته قائلاً: بإسمي ونيابة عن السادة والسيدات الحضور بمختلف هويتهم وإنتمآتهم العريقة “نرحب بكم ياقداسة البابا” من عظيم سعادتنا أن تكون بيننا هنا في العراق في بلاد وادي الرافدين في بلاد الأنبياء واديان السماء. مرحباً بكم في بغداد دار السلام. مرحبا بكم في مدن العراق الأخري في بلاد الأشرف في الموصل” الحياة” في اربيل القلعة والمناورة وقراقوش “الإيمان والكنيسة”، مرحبا بكم في أور مدينتنا الأولى التي أبتكرت الكتاب وتكرمت بولادة النبي إبراهيم عليه السلام ابي الإنبياء، فكانت المدينة التي تغفو لها قلوب البشر من جميع الديانات.
وأكمل الرئيس: إن دوركم الكبير في الدعوة إلى السلام والعدالة الاجتماعية ومواجهة الفقر وسعيكم الحثيث من أجل التأكيد على الحوار والتعايش والأخوة الأنسانية هو موضع إعتزاز وتقدير ورسالة ملهمة للجميع بما تنطوي عليه من مسؤلية نبيلة تجاه الحياة والإنسان”.
وقدم الرئيس العراقي الشكر للبابا قائلا: “شكرا جزيلاً قداسة البابا لإستجابتكم لدعوتنا ولدعوة العراقيين وتكرمكم بالزيارة التي نقدر بعدها التاريخي والديني والإنساني المهم وهي الدليل لحرصكم على العراق، ففي لقائتنا السابقة في الفاتيكان شعرت بمدي إهتمامكم ببلدنا وتلمست متابعتكم وتألمكم العميق للمأساة التي عاشها العراقيين والمعاناة التي تحملوها جراء الحروب والعنف والتدخلات الخارجية.
يشعر العراقيون بالأعتزاز بقداستكم حيث تحل بينهم ضيفاً كريماً عزيزاً، رغم التوصيات الكثيرة لكم بتأجيل الزيارة بسبب الظروف الإستثنائية التي يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا وبالرغم أيضاً الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا الجريح.إذ ان تجاوز كل هذه الإعتراضات يضاعف قيمة الزيارة في وجدان العراقيين.
وعلى الرغم من عواصف العنف والإستبداد والشمولية التي إجتاحت بلادنا في مراحل من تاريخنا، يفخر العراقيين في أنهم عاشوا لقرون طويلة في مدن متنوعة الإنتماء حيث نجد المسلم والمسيحي والصابئ واليزيدي متجاورين ونتأخين في المدينة الواحدة والحي الواحد وتتجاور الكنائس مع المساجد والحسينيات حيث يلتقى قرع الناقوس مع صوت الأذان في سماء العراق.
واوضح الرئيس بأن العراقييون يعتزون بأنهم حماة الكنائس فبعد إعتداء الإرهابيين على “كنيسة سيدة النجاة” هب الشبان المسلمون جنباً إلى جنب مع اخوتهم الشبان المسيحيين وكان العراقيين المسلم يدرك ان مسؤوليته الوطنية هو الانسانيه التي تملى عليه الدفاع عن الكنيسه بمثل ما يدافع عن بيته وآماكنه المقدسة، وكذلك من مشاهد تحليل الموصل التي لا تنسى ويحضر دائما في الوجدان مشهد لكنيسه في الموصل حيث اعتدى عليها الدواعش الارهابيون في هذا المشهد الذي شهده العالم يظهر جنود مسلمون يغطي ملامحهم وملابسهم تراب المعارك وهم يحملون الصليب على أكتافهم ليعيدوه الى حيث مكانه المقدس في الكنيسة بعد تحريرها.بينما يقف ظابط باحترام وتوقير ليؤدي التحية العسكرية لتمثال السيدة العذراء مريم والسيد المسيح عليه السلام. هذه قيمه انسانية عميقه بدلالتها وهي قيمه تربويه متاتية من إيمان عموم العراقيين بأن رابطة التنوع والتعايش السلمي قيمه عليا راسخة في بلدهم كرسوخ النخلة في ثرى وطنهم عبر ألاف السنين.
واكمل الرئيس العراقي : ” نشأة الرسالة الاسلامية إحتضنت المسيحية الإسلام وحمت المسلمين حينما هاجروا إلى الحبشة فقال النجاشى المسيحي لجعفر المسلم المستضعف: ” يا جعفر ليس بيننا وبينكم اكثر من هذا الخط” وفب بواكير الدولة الإسلامية حينما كان الامام “على” عليه السلام يحكم العراق نستحضر قوله الانساني البليغ:” الناس صنفان إما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق” هذا هو تاريخنا الملهم للتعايش السلمي والمحبه والأخاء الانساني، وهذا هو حاضرنا المنتج لتلك القيم العليا والنبيلة”.
واعلن الرئيس العراقي عن أسفه لما يعيشه العالم من زمن التقاطعات والإستقطابات حيث تفقد أجزاء واسعه منه وخصوصاً في الشرق قابليات التعدد والتنوع والقبول بالرأي الاخر ويغري هذا المسار الارهاب والتحريض على العنف وخطاب الكراهية وإرتكاب الفظائع ببرائع لا تمت بصلة لروح الرسالة السماوية السمحاء.وهذا ما يهدد مستقبلنا جميعاً، لذلك لابد من مواصلة العمل لمكافحة الفكر المتطرف وإستئصال جذور الإرهاب و والإنتصار لمفاهيم التعايش وعنصر التنوع الذي تسهر به اوطاننا وتحويله الى عنصر قوه وتماسك اذان ترسيخ هذه المفاهيم أصبح ملح لنا اليوم وهو افضل هبه نمنحها لمستقبل اجيال قادما لعقود من الزمن كان شعبنا ضحيه حروبا.
وذكر الرئيس العراقى أنه في العقدين الاخيرين عاشت العراق خلالهما اكبر حرب مدمره ، فيها وتحطم اقتصادها وسبيت فيها نساء وهدمت فيها كنائس ونهبت اثار سمينه وارتكبت ابشع الانتهاكات و والمجازر، ونفتكر شهداء الحريه والارهاب من الشرطه ومن المدنيين الذين ضحوا من اجل هذا الشعب، كان كل الشعب ضحيتها،
واشار الرئيس في كلمته الى معاناة المسيحيين قائلاً: “أشير بشكل خاص الى المعانات الكبيرة لاخواننا المسيحيين الذين اضطروا لمغادره ديارهم وطنهم كانت اعوام عصيبه مرت علينا ولا تزال امامنا تحديات جسام لتحقيق مطالب المواطنين للإصلاح البنيوي لمنظومه العمل في بناء بلادنا والنهوض للبناء وترسيخ وتوفير فرص العمل للشباب.
واكد الرئيس على أهمية الحوار والتعاون من اجل العمل المشترك وحقوق المواطنين والتئام الجرح العميق الذي اصاب العراق.