أنطون سيدهم.. والقضايا الدينية
صدر كتاب في أواخر عام 1992 وقد أجري فيه المؤلف حوارا مع بعض المفكرين المسيحيين عن عدد من المسائل التي تتعلق بالسياسة بين الأقباط والكنيسة وبين الكنيسة والدولة, ومنها حوار مع الدكتور ميلاد حنا ورد به بعض الآراء التي لا نوافقه عليها ولكن هذه آراؤه الشخصية وهو حر في إبدائها, ولكن ما يهمنا في هذا الحوار هو ما جاء علي لسانه خاصا بنا وأغلبه غير صحيح ومفتعل ويفتقر إلي الحقيقة, وبه مساس بصاحب القداسة البابا شنودة الثالث, الذي نكن له جميعا كل التقدير والاحترام والتبجيل.
في أواخر عام 1991 دعيت مع بعض المفكرين الأقباط للاجتماع ببعض أقطاب الإخوان المسلمين في دارهم, وقد كانوا كراما نبلاء, خرجت من هذه الاجتماعات وأنا علي علاقة طيبة معهم أعتز بها, وبعد الاجتماع الثاني استقر رأي إخواني الأقباط علي الالتقاء بعد كل اجتماع للتشاور في المناقشات التي تمت, واخترنا مكانا للاجتماع مقر جريدة وطني, وبعد انتهاء الحوار مع السادة الإخوان المسلمين, استقر رأي المجتمعين علي استمرار اجتماعنا مع ضم بعض المفكرين الأقباط كمستشارين لجريدة وطني علي أن يكون الاجتماع أسبوعيا كل يوم أربعاء, ولم نطلق علي سيادتهم جماعة وطني كما ادعي الدكتور ميلاد حنا في حواره.
أخذ الدكتور ميلاد حنا في حواره يوحي بأن ما يذكره من أقوال هي أراء ما أسماه بجماعة وطني, وهذا ادعاء لا نوافقه عليه بتاتا, بل ونشجبه, فقد ذكر سيادته بأن أولي مقالاته في وطني, مارس بها ضغطا علي قداسة البابا لكي يعود دور الأفندية من الأقباط المدنيين في الكنيسة, وهذا غير سليم, فقد كنت حريصا علي مراجعة مقالاته قبل نشرها حتي لا تأخذ أي اتجاه يضايق قداسة البابا, بل وأثناء سفري للخارج قام الأخ المستشار وليم سليمان قلادة بإيقاف نشر مقال له بعد أن تم إرساله إلي المطبعة لنشره بالجريدة لما يشتمل عليه من هجوم وادعاءات غير سليمة.
ذكر سيادته في حواره أن هذه المجموعة القبطية المستنيرة حاولت من قبل الحوار مع البابا لتحقيق الإصلاح والتهدئة فأغلق الباب وقالت لنا الكنيسة, إذا أردتم المجيء كأفراد لأخذ البركة فلا مانع, أما كمجموعة فهذا مرفوض. إني أؤكد أن هذا الكلام كذب وافتراء فلم تتم أي مقابلة مع صاحب القداسة البابا, ولم نناقش بالتالي أيا من هذه الأقوال التي يدعيها الدكتور ميلاد حنا, بل وأني في جميع مقابلاتي مع قداسته كان نعم الأب الذي أحسست بمحبته وتقديره الذي أفخر به, واستمع قداسته إلي كل أقوالي واقتراحاتي بالاهتمام والرعاية, بل ويقول سيادته إننا ذهبنا إلي الدولة لعمل حوار حول قضية الفتنة الطائفية, فوجدنا من يقول, من أنتم؟ وهل عندكم تفويض من الأقباط بتمثيلهم, وهذا ادعاء أيضا, فلم يحدث بتاتا شيء من ذلك.
كفي افتراء يادكتور ميلاد حنا وادعاء آراء للآخرين ونشرها لتؤيد بها آراء لك لا نوافقك عليها.
إن صاحب القداسة البابا الأنبا شنودة الثالث هو محل تقديرنا وثقتنا ومحبتنا, بل ونحن نكن له كل الاحترام والإعجاب بقداسته ونظرته الثاقبة وذكائه وقوة حجته وبلاغته, إن هذا ما أؤمن به شخصيا وكذا زملائي الكرام وهذا ما لن تؤثر فيه كتابات الدكتور ميلاد حنا وغيره.