يحدثنا إنجيل قداس أحد الرفاع من (متى ٦: ١-٨ ) عن الأسس الثلاث التى يبنى عليها الجهاد للاقتراب من الرب والاتحاد به، وهو الغرض الرئيسى من الصوم. وهذه الأسس هى صنع الرحمة التى كثيرا ما يطلق عليها الصدقة، والصلاة، والصوم. ويؤكد الانجيل ان الثلاثة لا قيمة لهم إن لم ينبعوا من القلب، أى أن يصنعوا فى الخفاء بلا رياء، دون ان ينظرهم الناس، فيكون العمل فقط بين الانسان والرب “وأبوك الذى يرى فى الخفاء هو يجازيك علانية”.
وكان إنجيل العشية من (مرقس ١١: ٢٢-٢٦) قد ربط بين المنهج العام الذى ذكر فى انجيل سبت الرفاع، وهو أن أساس السلوك المسيحى هو الايمان والغفران وبين انجيل اليوم الأحد بأن أوضح “أن كل ما تسألونني فى الصلاة آمنوا أن يكون لكم فيكون لكم”. وأيضا “متى قمتم للصلاة فاغفروا لمن لكم عليه لكى يغفر لكم أيضا أبوكم الذى فى السموات زلاتكم”.
أما صلاة مساء الأحد فتأتي قراءة الانجيل فيها من (لوقا ١١: ١-١٣) لتعطينا الوعد المفرح بأن الصلاة تجد أذنًا مصغية من الرب ووعد بالاستجابة: “إسألوا تعطوا. إطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم”. فيالها من بداية رائعة نبدأ بها صومنا المقدس، بالوعد الأمين أن الله يعطى ويستجيب ويفتح لمن يقرع باب رحمته.