يخلد الكثير من الناس إلى النوم وهم يحلمون بحلم الرشاقة والجمال ، وحينما تشرق شمس النهار يتسألون وهم يتثائبون كيف لنا التخلص من تلك الدهون المتراكمة في أجسادنا؟؟ لذا يبحثون عن أسرع وأسهل الطرق الممكنة لتفتيت تلك الدهون اللعينة المتراكمة فوق قلوبهم التي تئن من ثقل الحمل ، ولكن بشرط عدم الوقوع في براثن الحمية الغذائية وعذاب ممارسة الرياضة . ولأن الحاجة كما يقولون أم الأختراع، عرض العديد من مراكز السمنة و اخصائي التغذية تقنياتهم المتعددة لوسائل التخسيس الموضعي وتفتيت تلك الدهون المتراكمة في جميع أجزاء الجسم .
لكن يبقى السؤال هل تستحق وسائل التخسيس الموضعي التي تنتشر أخبارها مثل النار في الهشيم كل هذه الضجة و الدعاية علي أنها السحر لتحقيق حلم الرشاقة والجمال ونحت و إعادة رسم الجسم و تصليح عيوبه !؟
لمعرفة الحقيقة والإجابة عن هذا السؤال وأكثر ، يقول د.أبانوب ألبرت اخصائي التغذية العلاجية و الإكلينيكية و اخصائي علاج أمراض السمنة و النحافة : في الحقيقة أن الدعاية الكبيرة والترويج لوسائل التخسيس الموضعي أحدثت نوع من اللغط وعدم الفهم لدى الكثيرين الذين يحلمون بالرشاقة دون أن يدركوا الحقيقة الكاملة لمدى فعالية تلك الوسائل في نحت و إعادة رسم الجسم و تصليح عيوبه !! لذا أدعو عزيزي القارئ لكي يفهم الأمر بصورة واضحة أن يطلق لخياله العنان ويتخيل معي أن الدهون المتسببة في المناطق التي تعاني من السمنة مثل الكرش و الأرداف و غيرها، هي عبارة عن” أكياس ” لها أعداد محددة لا تتغير بالزيادة أو النقصان بعد عمر البلوغ ، وكل واحد من تلك الخلايا الدهنية ” الأكياس” يتراكم داخلها الدهون ، وعند البدأ في عمل الحمية الغذائية و ممارسة الرياضة ، تقل الدهون من داخل الخلايا الدهنية “الأكياس ” ، و بالتالي يحدث إنكماش لها نتيجة حرق الدهون التي بداخلها ، لكن “الكيس الدهني” ، مازال موجود كما هو ، في إنتظار أن تفقد قدرتك على ضبط النفس وتأكل المزيد من السعرات الحرارية التي تفوق احتياجاتك اليومية ، حتي تعود تتراكم الدهون داخله كما كانت من قبل .
ويستطرد أبانوب ألبرت قائلاً : من هنا بدأ العلماء التفكير في وسائل تساعد على تقليل “الأكياس الدهنية” ذاتها ، و بالتالي حل مشكلة تراكم الدهون تحت الجلد من أساسها ، حيث إذا استطعنا تقليل نسبة الخلايا الدهنية ، نضمن أن المنطقة المستهدفة لن تعود ممتلئة بالدهون كما كانت من قبل ، و ايضاً مع تحسين شكلها ، ومن هنا جاءت بعض الوسائل التجميلية علي رأسها الميزوثيرابي MesoTherapy
و الكرايوثيرابي Cryotherapy ”تجميد الدهون” ، الكافيتيشن Cavitation ، الليزر البارد Cold laser ، و أخيرا عملية شفط الدهون Liposuction ، و غيرها من الوسائل ولكن تلك الوسائل هي الأشهر لما لها من تأثير واضح .
يوضح أبانوب ألبرت أن وسائل التخسيس الموضعي تنقسم إلى نوعين هما :
١/ تقنيات لها تأثير فقط علي الدهون داخل الخلايا الدهنية ، أي أن لها تأثير وقتي يمتد عدة أسابيع ، و من ثم تعود الدهون مرة أخرى كما كانت ، مثل تقنية الكافيتيشن و الليزر البارد .
٢/ تقنيات لها تأثير مباشر على عدد الخلايا الدهنية ذاتها ، حيث تتخلص من الخلية وما تحتويه من دهون ، مثل تقنية شفط الدهون ، و الميزوثيرابي و الكرايوثيرابي .
وعن التقنيات الأكثر فعالية للتخلص من الدهون يوضح أبانوب ألبرت قائلا : الحقيقية أن تقنية شفط الدهون Liposuction ، عبارة عن عملية تتم تحت التخدير الكلي ، يتم فيها إزالة الدهون من المنطقة المستهدفة و إعادة رسمها من جديد و هي الحل المثالي و النهائي للتخلص من المنطقة المحددة ، يليها في القوة و الفعالية تقنية الميزوثيرابي ، و من ثم الكرايوثيرابي ، و اللذان يعملان علي تقليل نسبة الخلايا الدهنية و الدهون التي بداخلها ، لكن المميز في الميزوثيرابي ، أن نتائجها فعالة أكتر وأسرع من الكرايوثيرابي، حيث أن نتيجة الميزوثيرابي تبدأ في الظهور بعد ١٠-١٥ يوم من أداء الجلسة ، أما الكرايوثيرابي تحتاج إلى شهرين بعد الإنتظام في عمل الجلسات و ثلاث أشهر لإظهار النتيجة النهائية .
وعن أجزاء الجسم التي تستهدفها تقنية الميزوثرابي يكشف أبانوب ألبرت عن أن الميزوثرابي له فعالية جيدة مع “السمنة الموضعية” أي الأجزاء التي يصعب إزالتها بالرياضة أو الدايت مثل مناطق البطن أو الأرداف أو الرجل أو الذراع أو اللغد أو الأرداف أو الصدر عند الرجال و غيرها من المناطق ..
و بشكل عام هو ينفع لأغلب أجزاء الجسم و يعتبر الأكثر أمانا ، كما أن من مميزات تقنية الميزوثيرابي عن باقي وسائل التخسيس غير أنها تعمل علي شد الجلد بفعالية جيدة جداً ، أنها تعد التقنية الوحيدة بعد شفط الدهون التي تستطيع إعادة رسم و تشكيل المنطقة المستهدفة ، شرط أن يكون اخصائي العلاج المستخدم لهذه التقنية على دراية و علم كافي بتركيز المواد التي يتم حقنها لكل شخص ، و لديه مهارة رسم المنطقة المستهدفة، و يراعي نسب و خطوط الجمال عند الرسم لكل مريض حسب تكوين جسمه . لذا كثير من الأطباء و المرضى تعتبر تقنية الميزوثيرابي هي البديل الأمن لعمليات شفط الدهون ، لما لها من نتائج كبيرة يمكن أن تصل إلي 40-50 ٪ في بعض الحالات من نتيجة عملية كبيرة مثل عملية شفط الدهون Liposuction و تلك تعتبر نسبة مميزة خصوصا أن جلسات الميزوثيرابي لا يوجد بها أي مخاطر و لا تتم تحت تخدير و آمنة لأغلب الحالات .
ولمعرفة من الممنوعين من أداء جلسات الميزوثيرابي ؟ يجيب أبانوب ألبرت قائلا: الممنوعين من تلك التقنية هم :
1- مرضي السكر من النوع الأول المعالجين بالانسولين ، لا يتم عمل جلسات لهم إلا في حالات محددة تحت إشراف الطبيب .
2- الحوامل و المرضعات ممنوع استعمال اي تقنية من وسائل تقليل الدهون معهم .
3- أقل من 18 عام لا يفضل استخدام اي تقنية معهم.
4- مرضي الضغط المرتفع الغير منتظم و الغير المتحكم فيهم.
الجدير بالذكر أن أبانوب ألبرت اخصائي التغذية العلاجية والإكلينيكية – جامعة ستانفورد، ومحاضر التغذية الإكلينيكية بالأكاديمية الدولية للإدارة العربية ومحاضر التغذية العلاجية و التغذية الرياضية بشركة روتابيوچين الدوائية و شركة ايجي فارما و مسؤول التغذية الرياضية بالعديد من أندية كرة القدم المصرية .