قام قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية بإلقاء عظة الأربعاء وبثُها عبر القنوات المسيحية من كنيسة الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية إلقاء قداسته دون شعب وذلك لظروف إنتشار فيروس كورونا.
وبدأ البابا عظته الأسبوعية بسرد الأحداث الماضية أبرزها: عقد اجتماع المجمع المقدس ورسامة الأباء الأساقفة الجدد و طبخ الميرون المقدس والاحتفال باليوبيل الذهبي لنياحة البابا كيرلس السادس بدير مارمينا العجائبى.
كما قدم قداسته التهنئة للمرأة بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي للمرأة وعيد الأم.
وخلال العظة تأمل قداسته في سفر حبقوق وربط آياته مع أحد التجربة.
وذكر قداسته أن أسم حبقوق يعنى ” يحتضن أو يحتوي أو يضم”
– بدأ قداسته التأمل قائلاً:
(فى رومية 1: 17) “لأنه فيه معلن بر الله بإيمان ”
“لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا».” (رو 1: 17)
“أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرَّ بِهِ نَفْسِي».” (عب 10: 38)
لقد قام حبقوق بعمل بعمل حوارين مع الله وتحدث فيهما عن الضيق الذي يعقبه الفرح.
وكان حبقوق يعزف صلاته على أله الشجوية ذات الأوتار
( في حبقوق 3:3) “جَلاَلُهُ غَطَّى السَّمَاوَاتِ، وَالأَرْضُ امْتَلأَتْ مِنْ تسبيحه”
وسوف نتناول التأمل في سفر حبقوق في ثلاث نقاط هامة
* قبل التجربة
* أثناء التجربة
* بعد التجربة
*(قبل التجربة)
في (إنجيل متى 4: 1) ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.
في سفر (حبقوق 1:4) ” لِذلِكَ جَمَدَتِ الشَّرِيعَةُ وَلاَ يَخْرُجُ الْحُكْمُ بَتَّةً، لأَنَّ الشِّرِّيرَ يُحِيطُ بِالصِّدِّيقِ، فَلِذلِكَ يَخْرُجُ الْحُكْمُ مُعْوَجًّا”
إن السيد المسيح تعرض للتجربة وهنا يعلمنا كيف نواجه حروب عدو الخير المستمرة وكيف نغلبه بالصلوات التي نصليها.
وفي بداية قسمة الصوم نقول ” علمنا الناموس والوصايا المكتوبة في الأنجيل المقدس وهذا الجنس لا يخرج بشئ إلا بالصلاة والصوم”.
* ( أثناء التجربة )
– في التجربة الأولى
(لو 4 :10-12):«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ، وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ»
إن المسيح انتصر لحسابنا نحن فقد وضع لنا رصيد النصرة فأجاب “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”
(حبقوق3 : 17-18) ” فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ. يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ، وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَامًا. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ، وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ، فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي. وذلك يعني أن كفايتنا هو الله ونحن في كل صوم نحاول أن نثبت لأنفسنا أن حياتنا ليست للطعام ولكن للصلاة.ونضع امامنا ان كفايتنا هي الله
وحينما يعتاد الإنسان على الصوم فيشعر بالشبع.
– في التجربة الثانية
(متى4 : 6) إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ، وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».
(سفر حبقوق 2: 3) “أَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ”.
الكتاب يحذرنا أن قبل السقوط تشامخ الروح وهنا تكمن حرب الخداع من عدو الخير.
وأراد الشيطان ان يخدع المسيح قائلاً نصف الأية ولم يكملها .لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ، وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».
إن عدو الخير المخادع فهو يزيف كلمات الله
حبقوق يقول ” أما البار فبإيمانه يحيا” وهذا هو سبب النصرة
يقول يوحنا ذهبى الفم ” إن علة كل الشرور هو عدم معرفة الكتب المقدسة ”
الإنسان الذي لا يقرأ الكتاب فإن سقوطة سيكون سهلاً فلا تستهن بكلمة الله، إن هذا الإنجيل جاء من أجل خلاصنا وهو السلاح الأقوى للإنتصار على عدو الخير.
– في التجربة الثالثة
اراه جميع ممالك الأرض وقال له إن هذا المجد سأعطيه لك إن سجدت لى فهو يحاول أن يخدعه
وقال له اذهب عنى ياشيطان
حبقوق 2: 20 :” بل يجمع الى نفسه كل الأمم فاسكتي قدامه ياكل الأرض”.
لا يوجد إغراء
في هذه التجربة يظهر كبرياء الشيطان فاحترس من كل اغراءات عدو الخير لذلك احترس من خطية الطمع وانتبه من كبرياء الشيطان وثقته بأنه يملك ممالك الأرض .
*(ما بعد التجربة)
فقال له يسوع ” اغرب عنى ياشيطان”
في (سفر حبقوق 3: 13) “خَرَجْتَ لِخَلاَصِ شَعْبِكَ، لِخَلاَصِ مَسِيحِكَ. سَحَقْتَ رَأْسَ بَيْتِ الشِّرِّيرِ مُعَرِّيًا الأَسَاسَ حَتَّى الْعُنُقِ. سِلاَهْ”
إن نسل المرأة يسحق رأس الحية إن المسيح سحق رأس عدو الخير.
وأختتم البابا كلمته قائلا:
إن سفر حبقوق من الأسفار الجميلة ويجب أن نأخد تدريب هذا الأسبوع بأن نقرأ السفر ونضع امامنا الآيات السابقة.
ونذكر تلك الآية “البار بإيمانه يحيا” ونذكر أيضاً صلاة القسمة ” الصوم والصلاة يخرجان الشياطين”
لذلك احفظ الوصية وعيش الصلاة لكى تغلب
دائماً عدو الخير.
إن عدو الخير يحاربنا من خلال فكرة اليأس او الشك واعرف ان الوصية ترشدك ويثبتك وكلما تقرأ الإنجيل تعرف حيل الشياطين. يعطينا الله ان تكون حياتنا صالحة ونقية.