استعدت كنيسة “السيدة العذراء” بمدينة الفكرية، في مركز أبوقرقاص، جنوب محافظة المنيا، لاستقبال الأنبا فيلوباتير، أول أسقف في تاريخ إيبارشية أبوقرقاص الجديدة، والأنبا فيلوباتير واحد من رهبان الدير المحرق العامر، درة ومنارة الرهبنة المتلألئة بالصعيد.
و تولي نيافة الأنبا فيلوباتير، مسئولية الإشراف الروحي والتعليمي للكلية الاكليريكية بالدير المحرق قبل أربعة سنوات، وكان يدعي وقتها القس ثاؤفيلس المحرقي، ليحمل مسؤولية الكلية العريقة بعد القمص بيجول المحرقي، الذي تولى أسقفية ورئاسة الدير المحرق و الإيبارشية التابعة له باسم الأنبا بيجول.
وحصل العالم الجليل نيافة الانبا فيلوباتير، أسقف أبوقرقاص، علي عدد كبير من الشهادات العلمية، بينها بكالوريوس التجارة وليسانس الحقوق وبكالوريوس العلوم اللاهوتية، بجانب درجة الماجستير في القانون، و يستعد نيافته لمناقشة رسالة الدكتوراه التي أنهاها قبل نوال نعمة الأسقفية .
وسبق نيافة الأنبا بيجول في الإشراف الروحي علي الكلية الاكليريكية القمص بنيامين المحرقي، وهو واحد من علماء اللاهوت البارزين بالكرازة المرقسية، ويركز نشاطه حاليا بالكلية الإكليريكية بالأنبا رويس في العباسية “مقر البطريركية الحالية”، بعدما تولى مهمة الإشراف الروحي عليها، وللقمص بنيامين المحرقي عدد كبير من الأبحاث نشرت في شكل كتب ويقدم برامج تليفزيونية بفضائيات قبطية.
وسبق القمص بنيامين المحرقي، نيافة الحبر الجليل الأنبا اسطفانوس، أسقف ببا والفشن وسمسطا، وكان راهبا بالدير المحرق باسم الراهب القس موسي المحرقي، وتولي الإشراف علي الكلية حتى وقع الاختيار عليه لنوال نعمة الأسقفية بيد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث نهاية مايو من عام 1999 ثم تم تجليسه أسقفا لإيبارشية ببا والفشن في 3 يونيو من عام 2001.
وسبق نيافة الأنبا اسطفانوس في تولي الإشراف علي الكلية الاكليريكية، الشهيد القمص بنيامين المحرقي، الذي تولى الإشراف الروحي علي الكلية الاكليريكية بالدير مع التدريس بها في مادة اللاهوت الطقسي والرعاية وتمت ترقيته اليً درجة القمصية في يوم ٢٠ يناير ،١٩٩٢ بيد صاحب النيافة الانبا ساويرس أسقف الدير آنذاك، ونال اكليل الشهادة في السادسة من مساء يوم الجمعة ١١ مارس ١٩٩٤، مع الراهب أغابيوس المحرقي وواحد من طلاب الرهبنة، واستشهد كلاهما أمام بوابة الدير عندما أمطرهم إرهابيون بوابل من نيران بنادقهم الآلية، وكان الدير خاليًا من الزوار وغلقه في فترة الصوم المقدس.
ويعود تاريخ الكلية الاكليريكية بالدير المحرق يرجع تاريخ إنشاء الكلية الإكليريكية بدير السيدة العذراء “المحرق” إلى أوائل السبعينيات من القرن الماضي، عندما قرر مثلث الرحمات، قداسة البابا شنودة الثالث، نقل القسم المتوسط من مقر الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس للدير المحرق، وكان هذا القسم يقبل الطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية ومدة الدراسة به خمس سنوات وتخرجت أول دفعاتها عام 1977.
وكانت فلسفة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث في اختيار الدير المحرق، هي رغبة قداسته أن ينعم طلاب الكلية بروحيات الأديرة بجانب الدراسة والعلم، معبرا عن ذلك بقوله “أريد أن تكون الكلية نفسها ديرًا أو شبه دير ..”
ثم قرر البابا شنودة إلغاء القسم المتوسط، بدءا من عام 1978، أصدر قرارًا بابويًا بتحويل الكلية إلى القسم العالي، يقبل الحاصلين على الثانوية العامة أو ما يعادلها، أو الحاصلين على مؤهل عال، وأن تكون مدة الدراسة به أربع سنوات فقط.
وبعد نوال نيافة الأنبا فيلوباتير نعمة الأسقفية، وقع اختيار قداسة البابا تواضروس الثاني، علي الراهب القس أرساني المحرقي، ليتولى المسئولية كوكيل للكلية الاكليريكية بالدير المحرق ومشرفا روحيا عليها، والقس ارساني المحرقي، حاصل علي بكالوريوس الهندسة قبل الرهبنة، بخلاف دراساته بالعلوم الكنسية، وهو واحد من أبناء كنيسة “السيدة العذراء مريم بملوي”، التي أثرت الرهبنة بالعشرات من الرهبان والأساقفة من ابنائها، وإليها ينتمي نيافة الأنبا يوأنس، أسقف أسيوط، ونيافة الأنبا غبريال، أسقف بني سويف، ونيافة الأنبا اسطفانوس، أسقف ببا والفشن، ونيافة الأنبا ميخائيل الأسقف العام وغيرهم الكثيرين ومن أبرز رجال الكنيسة.