ألقى غبطة الانبا ابراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، عظة خلال صلوات قداس “سنة العائلة” قائلاً: نجتمع اليوم ككنيسة كاثوليكية لنحتفل بالقداس الإلهي ونطلب من الرب أن يبارك مسيرتنا بمناسبة تكريس قداسة البابا فرنسيس لسنة العائلة التى تبدأ من 19 مارس 2021 وتختتم في يونيو 2022 بلقاء قداسته بالعائلات تحت شعار “العائلة دعوة وطريق نحو القداسة”.
وهناك مناسبة أخرى للكنيسة الكاثوليكية هي سنة “القديس يوسف” التي خصصها قداسة البابا فرنسيس أيضا بمناسبة الذكري المائة والخمسين لإعلان القديس يوسف البتول شفيعًا للكنيسة كلها، والذي أعلنه الطوباوي بيوس التاسع سنة1871 وبدأت في ديسمبر 2020 وتٌختم في ديسمبر 2021 .
أما بخصوص سنة العائلة في 19 مارس 2021 ، فيمر 5 سنوات على صدور الإرشاد الرسولي”فرح الحب”. هذا الإرشاد هو ثمرة سينودسين للأساقفة عقد بروما الأول عام 2014 حول “الزواج والعائلة في مواجهة التحديات المعاصرة ” والثاني عام 2015 حول “دعوة العائلة و رسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر ” .
وأكد غبطة الأنبا إبراهيم اسحق أنه كان له شرف المشاركة باسم الكنيسة الكاثوليكية المصرية في هذا الاجتماع
ووضح بعض النقاط التي خرج بها شخصيًا وأثرت فيه:
– جو الحرية والاحترام والصلاة الذي تدور فيه مثل هذه الحوارات والمناقشات.
– جمال الكنيسة الكاثوليكية في غناها وتنوعها ومشاركة خبرات الكنيسة في العالم كله.
– أهمية العائلة وكيف أنها في مركز اهتمام الكنيسة خاصة أمام تحديات كثيرة تهددها في جوهرها وطبيعتها. وأن هذه التحديات لم ولن تجبر الكنيسة علي تغيير طبيعة العائلة والأسرة التي أرادها الله لها، إنما تدعوها إلى التأمل والعمل والبحث عن مختلف المستويات لإعادة اكتشاف فرح وجمال الحب في العائلة.
وقد أظهرت مسيرة السينودس جديّة المواضيع وصعوبتها وضرورة مواصلة التعمّق في بعض المسائل الإيمانية والأخلاقية والروحية والرعوية. لأن المناقشات التي تجري عبر وسائل الإعلام أو من خلال المنشورات وتدور وسط الرأي العام، تتراوح بين الرغبة الجامحة في تغيير كل شيء دون تفكير كاف أو دراسة الأساس، وبين الموقف الذي يدعي حلّ كل شيء من خلال تطبيق قواعد عامة أو استنتاجات مبالغ بها لبعض الأفكار اللاهوتية.
لكن الإرشاد الرسولي “فرح الحب ” يدلنا على طريق أفضل وهو السعي لاكتشاف ” إنجيل العائلة ” أي فرح الحب كدعوة وطريق نحو القداسة.
لذا على الرعاة والعائلات أن يسيروا بشعور المسؤولية المشتركة والتكامل الرعوي بين الدعوات المختلفة في الكنيسة.
من المؤكد أن الإرشاد الرسولي وأي ارشاد اخر ليس ” كتالوج” أو “روشتة” للحصول علي حلول فورية وسحرية، لأننا غالباً ما نبحث عن حلول سهلة لمشاكلنا دون أن نقبل أن نتغير نحن أنفسنا، ونعيش حياة العائلة لا ” كمشكلة ” بل ” كفرصة” للنمو الانساني والروحي واكتشاف أن سر الزواج هو عطية ويحتوي في حد ذاته على قوة وجمال الحب البشري.
وتظلّ الارشادات والتعاليم الانجيلية نوراً لنا على الطريق، تقودنا إلى اللقاء بالانجيل الحقيقي الذي هو شخص الرب يسوع أساس فرح العائلة. فهو العريس الذي أحب خاصته وبذل ذاته من أجل أحبائه. وهو يدعونا أن نتبعه لكي يرسلنا فنكون علامة رحمة وقرب حينما لا تتحقق الحياة العائلية بشكل كامل أو حيث لا تسير بفرح و سلام.
ومن هذا المنطلق أدعو العائلات والكنيسة، من خلال كل الأنشطة واللجان الرعوية بالتنسيق مع اللجنة الأسقفية بقيادة المطران كريكور أن تكون حياة العائلة هي محور اهتمامهم وصلواتهم بشكل خاص طوال العام. وذلك بالعودة إلى كلمة الله والتعاليم الكنسية حول العائلة، وأحثكم أن نقرأ جيداً الإرشاد الرسولي ” فرح الحب “، وأن يكون موضع دراسة وتأمل ومناقشة، من أجل ترسيخ المفهوم الحقيقي للعائلة كما أرادها الله لها.
ختاماً أدعو الجميع إلى أن تأخذ العائلة، المكانة الأولى في صلواتنا، شكراً وامتنانا للرب من أجل العائلات التي تعيش ككنيسة منزلية حقيقية، تستمد منها الكنيسة قوتها وغناها، كما نصلي خاصة من أجل العائلات المجروحة والتي تواجه صعوبات في مسيرتها حتي يُشع عليها نور وفرح الحب.
ليبارك الرب حياتكم جميعا، ولنسعى معاً حتي تكون عائلاتنا علي مثال عائلة الناصرة العائلة المقدسة.