يقول الرب على لسان اشعياء النبى “قولوا للصديق خير” (اش١٠:٣ ) و أول ما يخطر فى بالنا هو ان الخير سيأتينا بصورة مباشرة ويخفى علينا أن ما نعبر به من ضيقة ربما تكون سببا فى سعادتنا بطريقة غير مباشرة، فحينما نرى أن ضيقتنا فاضت لوفور فرح و سعادة الآخرين ندرك حينها أننا كالشمعة التى بينما تحمل على رأسها كتلة النار يستضىء الجميع بنورها فتفرح الجماعة و نفرح نحن معهم برغم آلامنا. اليس هذا هو ما جعل القديس بولس الرسول يفرح بكل قطرة دم سالت منه فى آلامه الكثيرة مع كل قطرة عرق فى الخدمة “الآن أفرح فى آلامى لأجلكم” (كو٢٤:١ )، يفرح فى آلامه لأنه يرى تعبه مثمرا فى مجد أولاد الله و يشاركهم فى المجد “يا اخوتى الاحباء و المشتاق إليهم يا سرورى و اكليلى” (فى ١:٤ ).
آلام الصديق غنى و مجد لشخصه و مع ذلك تؤول لمجد و غنى الكثيرين مثل أيوب البار الذى صار خبرة روحية لكل الأجيال نرى فيه ثمار الصبر على اى تجربة يسمح بها الله، فالبار أيوب فقد المال و الأولاد و الصحة و تخلى عنه الأحباء و فى النهاية نرى مكافأة الله”ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر أيوب و رأيتم عاقبة الرب لأن الرب كثير الرحمة و رأوف” ( يع١١:٥).
حتى التاريخ ملئ بأمثلة لضيقات أفراد كانت سبب سعادة لشعوب، توماس أديسون أراد أن يثبت لنفسه أنه ليس بغبى كما وصفه معلمه و طرده من المدرسة و كانت حالة الأسرة المالية ضعيفة حتى أنه عمل بائع للصحف فى عربات القطار و لكن لم ينسى ثورة أمه على مدرسه و هى تضرب على المنضدة بيدها و تقول له : لو كانت لك نصف امكانيات توماس لأصبحت محظوظا. علم و درب نفسه بنفسه فكانت له اختراعات كثيرة و اصبحت مقولته [تحلى بالإيمان و انطلق ] درسا لكل الأجيال و بضيقته أنار العالم مرتين مرة بمصباحه الكهربائى و الأخرى بسيرة حياته.
ربما ننظر للأزمة نظرة قصيرة تحت أقدامنا و لكن لله فيها شأنا آخر أعظم مما نفهم. “من الآكل خرج أكل و من الجافى خرجت حلاوة” (قض١٤:١٤ ).