“الفنانة يُسرا بالرمان، رامز بالكنافة، حمزة نمرة بالكشري، وعظماء آخرين من الفن والعلم بالنسكافيه والعسل والطحينة”، بداية رحلة التميز التي اختارتها سالي مجدي ابنة بني سويف لنفسها.
ورثت موهبة الرسم عن والدها منذ طفولتها، إنها ابنة الرسام مجدي مراد الذي عاش حياته في السعودية، وعلى الرغم من انشغاله الدائم بين تجهيزه للمعارض الفنية وعمله كفنان محترف إلا أنه اكتشف موهبة ابنته منذ أن كانت في الثالثة من عمرها، فدعمها ودعم موهبتها بكافة الأشكال المادية والمعنوية.
سردت سالي مجدي رحلتها القصيرة الطويلة مع فن الرسم لـ”وطني”، قائلة:”وأنا صغيرة كنت بحب أقلد بابا وكنت برسم على الحيطان، ووالدي أول ما انتبه وخصص لي مكان في المنزل علشان أرسم فيه، واحتفظ برسوماتي حتى اللي على الحيطان، وده دعمني نفسيًا جدًا، وكان بيحيب لي كل أدوات الرسم بكل أنواعها، وبعد ما استقريت في مصر وبابا فضل في السعودية كان بيجيب لي أدوات رسم وهو راجع، ومتراجعش عن دعمه ليا أبدًا”.
نمت سالي موهبتها في المدرسة من خلال رسم لوحات الزينة للفصل، كما أنها كانت تزخرف دفاترها وكراساتها المدرسية منذ طفولتها، حسبما أوضحت وقالت: “الرسم والجمال بشكل عام مصدر سعادتي وشغفى اللي بستمتع به”
اشتركت “سالي” في المسابقات المدرسية في المرحلة الابتدائية واستمر الأمر في المرحلة الإعدادية والثانوية حتى الجامعة، دائمًا ما كانت تحصل سالي على المركز الأول في المسابقات التي كانت تشارك بها.
*الرسم شغف
تعتبر “سالي” أن الرسم هو شغفها في الحياة وليس مجرد هواية، فكانت تدخر من مصروفها لتقتني كل ما هو جديد بأدوات الرسم وكل ما يطور مهاراته.
درست “سالي” في كلية السياسة والاقتصاد، وذلك لم يمنعها أن تظل متمسكة بشغفها وأن تمتهن موهبتها لا دراستها، فتعلمت فن البورتريه من اليوتيوب وقامت في البداية برسم الشخصيات القريبة منها، ثم رسمت أشخاص لا تعرفهم، ثم رسمت الفنانين، فأنتجت وأبدعت.
كورونا والرسم بالعسل
كانت فترة حظر كورونا فرصة جيدة لسالي لأن تكتشف نوع جديد من خامات الرسم، فكانت من عواقب الحظر عدم وجود خامات كافية للرسم وعدم خروجها من المنزل، فبدأت تفكر في أن تستخدم خامات من المتواجدة في المنزل، وقامت حينها برسم مارلين مونرو بالنسكافيه والعسل، ونالت تشجيع من حولها، فاستخدمت الشطة والفشار والنعناع والكاتشب والملح.
السوشيال ميديا وشهرتها
بدأت “سالي” تشارك بموهبتها في السوشيال ميديا عندما أعلنت إحدى المجموعات الفيسبوكية الكبيرة عن مسابقة للأكل تستخدم فيها المربى، وفكرت سالي في أن تشارك بشيء جديد فقدمت رسمة ضمت “أم كلثوم وأسمهان وفريد الأطرش”، وعلى الرغم من أنها شاركت في المجموعة بطبقها بعد انتهاء المسابقة إلا أن الصورة حصدت أكثر من 80 ألف إعجاب، فضلًا عن الكومنتات المشجعة.
تخصصت “سالي” بعد ذلك في الرسم بالعسل الأسود والطحينة، وذلك من أجل أن تحبب نفسها في الأكل، وكذلك لتكون أول من استخدمهم، وقد أبدعت في ذلك، ونجحت في أن تجعل الأطباق لوحة فنية بديعة.
عبرت “سالي” عن سعادتها لتأثر الكثيرين بها، لأنها من أهم أهدافها أن توصل فكرة الجمال للمحيطين بها، فهي تؤمن أن كل شيء في الحياة يعتبر فن ونستطيع أن نخرج منه فن وذلك في حال أن نراه كذلك.
وعن تجهيزها لخامات الأكل فقالت “سالي”: “أسأل والدتى عما ستطبخه قبلها بيوم، فأفكر في الشخصية المناسبة لتلك الأكلة، ثم أقوم برسمها”.
“سالي” وذوي القدرات الخاصة
تحلم “سالي” بتأسيس مركز خدمي لتعليم الرسم لذوي القدرات الخاصة خاصة الداون؛ وذلك لتعليمهم الرسم ونشر الفرح في قلوبهم، لافتة إلى أنها كان لديها صديق في المرحلة الابتدائية من أصحاب متلازمة داون وقد كان له تأثيرًا كبيرًا في شخصيتها، و سببًا رئيسيًا في إلهامها وزيادة شغفها وعشقها للحياة وللرسم، لما في روحه من حب للحياة وطاقات إبداعية مدفونة بحاجة لمن يستثمرها ولمن يتعرف عليها ويحتويها.
وأكدت، على موهبة ذوي القدرات الخاصة وخيالهم الواسع وكذلك الأطفال الأيتام ومشردون الشوارع موضحة، أنهم بحاجة إلى من يفهم احتياجهم وينظر إلى طاقتهم الكبيرة.
“سالي” ترى أن الفن علاج أكثر من كونه ترفيه أو هواية فهو وسيلة الإنسان للتعبير عما يشعر به، وتحاول ألا تكرر نفسها وأن تكون مختلفة، وتطمح في أن يحاول الجميع أن يطوروا من أنفسهم حتى يخرجون الإبداع منها، فهي ترى أن الاحتراف ليس شرطًا لكي نصبح فنانين، بينما الابتكار والبحث عن الجديد والإنتاج منه هو الأهم. منوهة أنه على كل شخص أن يختار الجزء الذي سيبدع فيه ولكل شخص لمسته.
تستخدم “سالي” طبق وملعقة وخلة أسنان كأدوات في لوحتها الفنية، فقد استغلت أطقم الصيني في البيت وقامت بالرسم عليها، بينما كانت تغلبها موهبتها أحيانًا في المطاعم والكافيهات فكانت ترسم في أطباق المكان، إلى أن قررت أن تأخذ طبقًا وملعقة في حقيبة يدها وذلك حتى تستطيع أن تحتفظ برسمتها، وكذلك حتى لا تسبب الإزعاج لأصحاب المطعم في حال احتياجهم للطبق.
والطريف تحتفظ “سالي” برسومات الصوص والملح والنعناع والنسكافيه، بينما تأكل رسومات المحشي والكشري والفواكه كي لا تتلف.
تفاعل الفنانين
تفاعل الكثير من نجوم الفن مع رسومات سالي لهم، وأهمهم:”الفنانة يسرا، وأحمد العوضي، وكريم محمود عبدالعزيز، والفنان إيهاب توفيق، والمطرب الشعبي عمر كمال، وكان أكثر ما أسعدها هو تفاعل الفنان محمد صبحي مع رسمتها له بالعسل والطحينة”.