قررت نيابة ثانٍ العامرية، أمس حبس، المتهم، “محمد.ع”، 32 عاما، صاحب المركب التي غرقت في بحيرة مريوط مساء الاثنين، 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بالتسبب في مصرع 14 شخصًا غرقًا، وتغرض حياة 6 مصابين آخرون للخطر. وكانت النيابة العامة، قررت بتعليمات من المستشار حماده الصاوي، النائب العام، مساء الثلاثاء، صرف المتهم، “مؤقتًا” من سراي النيابة، لاستلام جثامين “زوجته، ونجلته”، لحضور إجراءات تشييع جثامينهم ودفنهم. وكلفت النيابة العامة، بإشراف المحامي العام الأول لنيابة الدخيلة الكلية في الإسكندرية، قوات الشرطة، باعادة عرض المتهم عليها مجددًا، لاستكمال التحقيقات، وذلك بعد أن جرى التحقيق معه لساعات.
وكان قرار صرف المتهم “مؤقتًا” مراعاة للجانب الإنساني، والمصاب الجلل الذي ألم به وبأسرته الصغيرة، وأبناء عمومته، وزوجاتهم، وأبنائهم، جراء الحادث، الذي أسفر عن مصرع وإصابة ونجاة 20 شخصًا.
ومن جهتها أفادت، هيئة الثروة السمكية، وإدارة التفتيش البحري، التابع لهيئة السلامة الملاحة البحرية، النيابة، بعدم صدور تراخيص للمركب، سواء بالإبحار أو الصيد في مكان الحادث. وشيع المئات من المواطنين، مساء أمس الأربعاء، جنازة أخر 5 من ضحايا المركب، إلى مثواهم الأخير، في مقابر العائلة، بنجع المطيردي، غربي المحافظة، بعد أن أدوا صلاة الجنازة على الجثامين، وسط حالة من الحزن التي ارتسمت على وجوه المشيعين.
وجاء تشييع الجثامين عقب تصريح النيابة، بتسليم جثامين أخر 5 أطفال “تؤمان، و3 إناث”، لذويهم لمواراتهم الثرى، بعد توقيع الكشف الطبي عليهم بالمناظرة، واستعجال التقارير الطبي الخاص بحالتهم التي فارقوا الحياة عليها، مع إفادتها بتحريات المباحث النهائية حول ملابسات الواقعة.
وكانت، فرق الانقاذ النهري، في الإسكندرية، بالتنسيق مع غواصين متطوعين، من عدة محافظات، تمكنوا من انتشال أخر الضحايا من أعماق البحيرة، التي تتراوح أعماقها ما بين 3 إلى 8 أمتار، وشهدت حادث غرق مركب تقل 20 شخصا من أسرتين متقاربتين. وسبق وأدى أهالي نجع مطيريد، الكائن في منطقة الهوارية، غربًا، مساء الثلاثاء، صلاة الجنازة، في المسجد الأحمر، على 9 من ضحايا المركب، بمشاركة جمع غفير من القبائل، الذين انتظروا الجثامين لمؤازرة قبيلة العزايم، وسط حالة من الحزن، وودعوهم إلى مثواهم الأخير.
وكشفت التحقيقات، التي تجريها النيابة حول الحادث، الذي وقع في أحواض الاستزراع السمكي، المليئة بالأعمدة الخشبية “غرزات” التي تستخدم في تثبت الشباك، أن المركب الغارق يشبه “اللنش” فهو أكبر حجما قليلًا من “الفلوكة”، ومصنوع من الخشب و”الفايبر”، وبه كسر بالطول، أسفل القاع، وآخر في جانبه. يذكر أن المركب كان يستقله جميع الضحايا المنتمين لأسرتين، من عائلة واحدة؛ قاصدين رحلة ترفيهية على سطح إحدى الجزر، داخل بحيرة مريوط، وتسبب ثقل الحمولة مع شدة الرياح “أثناء العودة” في غرقه بهم