ونحن بصدد موسم امتحانات المدارس والجامعات المختلفة ، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر صور ومنشورات نادرة لأول طالبة تدرس بالجامعة الامريكية بمصر ،وكانت تدعى “ايفا حبيب”،وشارك رواد المواقع بعض من مذكراتها وقصص حياتها ، وكانت قصتهما كالتالي …
كان والد”ايفا حبيب” مسؤولًا حكوميًا كبيراً،يدعى حبيب بك المصرى،وهو من كبار أراخنة الكنيسة القبطية ،وشغل منصب وكيل المجلس الملي العام لثلاث فترات، بالإضافة إلى تعيينه أمينًا عامًا لمجلس الشيوخ بعد الاستقلال عام 1924 ، وعمل في وزارة المالية ،ثم حصل على لقب الباشا من الملك فاروق للخدمة المتميزة لبلاده.
ولـ “ايفـا ” اخت وهي المؤرخة العظيمة “إيريس حبيب” والتى كتبت موسوعة قصة الكنيسة القبطية.
تخرجت“ايفـا ”من المدرسة الثانوية بعمر 16 عامًا بأعلى متوسط درجة في فصلها الدراسي للسنوات الثلاث الأخيرة ، عام ١٩٢٨،ومنحت أول جائزة لها،و خلال زيارته للكلية في الصيف ، التقت بمعلم اقترح عليها التقدم إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، قائلة إنها ستكون الرائد المثالي بسبب سجلها الأكاديمي.
ذهبت إيفا مع والدها حبيب بك للقاء تشارلز واطسون رئيس ومؤسس الجامعة الأمريكية بالقاهرة،و بعد مراجعة القوانين واللوائح ، لم يجدوا بنودا فى قوانين الجامعة تمنع النساء من الالتحاق بها، وفي عام ١٩٢٨ التحقت ايفا بالجامعة.
درست” إيفا ” العلوم الاجتماعية (علم الاجتماع والاقتصاد وعلم النفس الاجتماعي) والعلوم الطبيعية (الكيمياء العضوية والفيزياء والجيولوجيا وعلم الفلك)،ومن بين هؤلاء ، فضلت علم الفلك لأنه سمح برحلات دراسية إلى مرصد حلوان، درست أيضًا الخطاب والأدب والفلسفة ، وحصلت على مقرر اختياري في الصحافة في سنتها الأولى ، مما أدى إلى مشاركتها في مراجعة AUC (كارافان اليوم) ، ،و كانت أيضًا عضوًا في النادي العالمي ولعبت البيانو لنادي Glee.
وبعد تخرجها تواصلت معها السيدة هدى شعراوى، رائدة حركة تحرير المراة، لتعرب لها عن مدى سعادتها بنجاحها و تخرجها لأنها مثلت بداية تحقيق حلمها بإتاحة التعليم العالى للفتايات فى مصر.
عملت إيفا حبيب بعد تخرجها كرئيس تحرير مجلة “المصرية” النصف شهرية و التي أسستها هدى شعراوي، وشغلت هذا المنصب لمدة خمسة سنوات من عام ١٩٣٧حتى ١٩٤٢ حتى أجبرت ضغوط الحرب على إغلاق المجلة ثم هاجرت إلى أمريكا وكانت أول مصرية تترأس جمعية اجتماعية فى نيويورك تأسست فى بيتها عام ١٩٦٣م.
جدير بالذكر ان”إيفا” تزوجت من محامٍ يدعى “يوسف” ، وسافروا معًا إلى الولايات المتحدة ، حيث درست في خمس جامعات مختلفة ، واستقروا في النهاية على درجة الماجستير في علوم المكتبات، أصبحت مع زوجها مواطنة أمريكية وأمين مكتبة ناجحة في مكتبات جامعة نيويورك.
المصدر
http://www1.aucegypt.edu/publications/auctoday/AUCTodaySpring09/EvaHabib.htm?fbclid=IwAR0Vko8Tu3q_r1oCy5fj5aTIligGrUmzZLmWGVSutNHyml8SiJoU6tP9S34