قال الأنبا باخوم النائب البطريركي لشُؤون الإيبارشية البطريركية الكاثوليكية، أنه بعد مرور ست سنوات ومازالت هذه الذكرى تتخطى كل طائفة وديانة وجنسية.
هولاء الشهداء أصبحوا أيقونة شهادة لعالمنا المعاصر، لكل شخص يؤمن ولإيمانه يعطي كل ما لديه حتى حياته ومستقبله، لأنه يؤمن والإيمان حياة أعمق وأكبر من الحياة بذاتها.
نعم يبقى الإيمان حياة تفوق حياة، هذا ما أعلنه هؤلاء الشهداء، بموتهم أعلنوا حياة أعمق من حياة كثيرين أحياء.
وتابع، “أتذكر شخصيا مقابلتي لعائلتهم وأبنائهم عام ٢٠١٦، وكم من منهم استقيت امل ورجاء، ومعنى حتى للالم. واليوم قداسة البابا فرنسيس في رسالة فيديو يؤكد “إنهم قديسينا، قديسو جميع المسيحيين”.
يؤكد قداسته: هؤلاء الرجال المسيحيين والمعمدين بالماء والروح القدس قد تعمدوا في ذلك اليوم أيضا بالدم، إنهم قدسيينا، قدِّيسو جميع المسيحين، وقدّيسو جميع الطوائف والتقاليد المسيحية. إنهم الذين بيَّضوا حياتهم بدماء الحمل، إنّهم شعب الله، شعب الله الأمين. رجالٌ عادين، أرباب عائلة، رجال يرغبون تربية ابنائهم، رجال بكرامة العمال، لا يسعون فقط لكي يحملوا الخبز إلى بيوتهم وإنما ليحملوه إلى البيت بكرامة العمل، هؤلاء الرجال قد قدّموا شهادة ليسوع المسيح ذبحوا بوحشيّة.
هولاء امتزجت دمائهم بدماء البحر، ليبقى للأبد، بقاء البحر مازال هذا البحر يلامس العديد والعديد من البلاد، ويعلن كل مرة: هناك من يعطي حياته ثمنا لايمانه، نعم هناك من يعطي دمائه ثمنا لإيمانه.
هذه الذكرى، بكل ألم نتذكرها، ولكنها تصبح لنا اليوم نافذة رجاء، مصدرا للشجاعة، سببا للتضامن لكي لا يبقى بعد إرهاب، لكي تصبح البشرية كلها (اخوة). وهذه الاخوة قادرة ان تمسح كل تطرف، وتمحي كل تعصب، وتروي كل اعمال المحبة والتعاون والسلام.
وباسم اللجنة الأسقفية للإعلام، نتقدم لأهالي وأبناء وأحباء هولاء الشهداء بكل الحب والامتنان لتقدمتهم الكبيرة الذين مازلوا يتقدموا بها: دموعهم، آلامهم، حنينهم ومعهم نرجوا في القيامة والحياة الأبدية.