طلبنا لعلاج صديقتنا المتألمة 23 ألف جنيه فأرسل الرب 50000 جنيه.
00 كما وعدتكم في نهاية حديثي إليكم الأحد الماضي, ها أنا أعود لأواصل حديثي عن صديقتنا فيولا, قصة تحكي عن قسوة القدر وعذابات الأيام لكنها أيضا تحكي طاقة النور وسط الظلمة, عن عمل الله مع كل متألم, ومصادفة أنني أكتب لكم عن هذا وسط يوم من أيام صوميونان النبي ونعيش قصته.. قصة من قبل الميلاد بتسعمائة سنة ومازلنا نتذكرها ونعيشها كل يوم, عاشها يونان النبي وكل أهلنينوي وعشناها مع فيولا منذ بداية رحلتنا معها- مايو 2010- وإلي اليوم.. وسنعيشها غدا وبعد غد وإلي منتهي الأيام بما تحمله من رسالة طمأنينة لكل إنسان, قصة تقول لكل متألمثق أن الذي أخرج يونان من جوف الحوت يستطيع بالفعل أن يخرجك من جوف الضيقات والأزمات, ويخرجك من الظلام إلي النور.
00 أعود إلي فيولا الطفلة التي حملت صليب المرض القاسي, وبكل الرجاء مضت تحمل الصليب بشكر, فكانت عين الرب عليها, وأبوها في ظلها يتنقل بها من مستشفي إلي مستشفي ومن طبيب إلي طبيب إلي أن عرضت علي الدكتور حسن الشهالي أستاذ الروماتيزم والتأهيل بجامعة قناة السويس, وكان الرب قد وضع عنده الدواء الذي يخلصها من سجن المرض.. علاج بيولوجي يحمل اسمEnbrel- إنبريل بواقع حقنة 50 مليجرام كل أسبوع لمدة ثلاثة شهور12 حقنة ثمن الحقنة الواحدة 1950 جنيها بإجمالي 23400 جنيه.
00 من هنا كانت بداية رحلتنا مع فيولا يوم لن أنساه يوم دخلت علينا تستند علي ذراع والدها وتقفز فوق الأرض إلي أن وصلت لأقرب كرسي بجواري, من ملف ضخم مكدس بالتقارير الطبية وروشتات العلاج ونتائج الأشعات والتحاليل عرفت قسوة المأساة التي تعيشها ويعيشها معها والدها الذي بدا لي كهلا عجوزا رغم أن الأوراق التي أمامي تقول إنه في الخمسينيات.
لم أسألهما فملامح الأب الحزين المهموم تتحدث ودموع الابنة التي تتساقط من عينيها تتكلم, أدركت أن رحلتهما مع المرض علي امتداد عشرين عاما استنفذت كل ما عندهما, فمن أين بتكلفة العلاج الشافي التي تصل إلي23 ألف جنيه في ذلك الوقت.
00 في خجل طلب الأب أن نساعد في توفير العلاج وفي رجاء سألتني فيولا: ده ممكن؟!! كلمتان فقط نطقت بهما قلت: هيدبرها, عادت فيولا ووالدها إلي بورسعيد.. وبقيت متألما لألمها, أسترجع صورتها ترن في أذني كلمات والدها وهو يطلب في خجل لكني كنت واثقا من كلمتيهيدبرها.
تجربتي مع المرضي والمتألمين عرفتني أن يد الرب قريبة وقريبة جدا منا ومن كل متألم يحمل الصليب في رجاء, يومها أمسكت بقلمي وكتبت قصتها.
أيام ثلاثة وجاءني زائر يحمل 50 ألف جنيه من شعب كنيسة دبيلعلاج فيولا.. لحظتها أدركت أن الصرخة التي أطلقناها بثقة وصلت إلي الرب مباشرة واستجابته كانت سريعة كان هذا في16مايو2010, ومازلت أتذكر هذا اليوم يومها رأيت الأيام الثلاثة التي عاشها يونان النبي من 3000 سنة تتكرر أمامي.
00 عن هذا سأحدثكم في لقائنا القادم, سأحدثكم عن أقوي سلاح واجهت به فيولا قسوة الوجع المتواصل, سأحدثكم عن سلاح الرجاء الذي تحدت به القيد الجسدي في عشرة حقيقية بالصلاة الدائمة مع الرب , سأحدثكم عن يد الله الممتدة بعطايكم السخية التي ساندتنا علي امتداد 11 سنة في تخفيف آلام صديقتنا حبيبة الرب فيولا.. سأحدثكم عن هيدبرها.