عدت لأواصل الحديث مع المدبر الحكيم الجالس علي كرسي مارمرقس الكاروز
أسأله عن الوباء.. فيحدثني عن الفرح
أسأله عن المجمع المقدس.. فيحدثني عن العمل الجماعي
أسأله عن السيامات الجديدة.. فيحدثني عن مستقبل الكنيسة
أسأله عن تقسيم الإيبارشيات.. فيحدثني عن الخرائط والإحصائيات
أسأله عن الميرون.. فيحدثني عن التطوير والتجديد
قصة قديمة لا أنساها تعود إلي عام 1997.. كان مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث قد اختار أربعة من الآباء لرسامتهم أساقفة, ورأي قداسته فيهم الملائكة الأربعة ميخائيل, رافائيل, سوريال, غبريال وقرر أن يحملوا عند الرسامة أسماء الملائكة.. وعندما جاء عند الأول لينطق باسمه المختار ميخائيل وجد حرجا في أن يحمل اسم مطران أسيوط فنطق باسمه في الرهبنة ثيئودور لكنه استبدله من اليوناني إلي القبطي.. وقال ندعوك تواضروس ومعناها عطية الله..
القصة لا يعرفها الكثيرون, لكنها ظلت محفورة في ذاكرتي, وعندما رفع نيافة الأنبا باخوميوس القائمقام الورقة التي سحبها الطفل في القرعة الهيكلية نطق بصوته الجهوري الأنبا تواضروس.
وعندما أصدرت وطني عددا خاصا لتجليس البطريرك الـ118 كان عنوانه عطية الله.
ومن يومها كلما خرجت أتابع كل عمل تمتد إليه يداه, أو جلست أحاوره.. رأيت فيه اختيار السماء.. وقلت لنفسي لا تنسي أنه عطية الله.
عقل منظم.. فكر مرتب..
فنان مبدع.. راهب ناسك..
بطريرك متواضع.. وطني غيور..
قلب محب.. مستمع جيد.. متحدث متزن..
في حواري مع قداسته بالأمس رأيت كلماته تحمل لي الفرح.. ولما عدت اليوم لأستكمل حواري رأيت قداسته يحمل الفرح إلي الكنيسة كلها..
حدثني بفرح عن الرسامات الجديدة
وامتداد الكرازة..
حدثني بفرح عن الخدمة والرعاية..
حدثني بفرح عن الميرون المقدس..
حدثني بفرح عن عمل الله مع الكنيسة..
وها أنا أدعوكم إلي كلمات قداسته..
أدعوكم إلي الفرح..
فيكتور سلامة
======================
* فرحة السيامات..
وبركة الاختيارات
* مع قداستكم, وعلي امتداد ثماني سنوات من حبريتكم, عشنا سيامة وتجليس 65 أسقفا ونحن نفرح بهذا ونري مع كل أسقف جديد إضافة كاروز للمسيح ومدبر للكنيسة.. ماذا ستحمل لنا الرسامات الجديدة.. وكيف اخترتموهم؟
** بنعمة المسيح سنجلس أسقفين نيافة الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبوقرقاص أسقفا علي إيبارشية المنيا وتوابعها, ونيافة الأنبا ساويرس أسقف عام الأديرة الجديدة أسقفا ورئيسا لديري الأنبا توماس السائح وماربقطر بالخطاطبة, وهما ديران متقاربان, المسافة بينهما لا تتجاوز 3 كيلومترات, والثاني دير حديث عدد رهبانه لا يزيد علي خمسة أو ستة رهبان, وسيبقي لنيافته أيضا الإشراف علي دير الأنبا موسي الأسود.
* وسنسيم سبعة أساقفة جدد.. الراهب أغابيوس الأنبا بيشوي أسقفا لدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون, واثنين للإيبارشيات الجديدة هما الراهب ثاؤفيلس المحرقي أسقفا لإيبارشية أبي قرقاص وتوابعها, والراهب سرابيون السرياني أسقفا لإيبارشية شرق المنيا وتوابعها.. وأربعة أساقفة عموميين, وهم: الراهب مارتيروس آفامينا أسقفا لعين شمس والمطرية, والراهب سيداروس المحرقي أسقفا لعزبة النخل, والراهب زوسيما المحرقي أسقفا عاما لنيوجرسي بأمريكا, والراهب أخنوخ أسقفا عاما بأفريقيا.. وغالبا ما سيحمل الآباء الجدد نفس أسمائهم, إلا أننا نحاول ألا تتكرر أسماء الآباء أحبار الكنيسة كما هو الحال الآن فاسم كيرلس يحمله أصحاب النيافة أساقفة نجع حمادي, ورئيس دير مارمينا, ولوس أنجلوس.. واسم دانيال يحمله أساقفة المعادي, ورئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر, ورئيس دير الأنبا شنودة بسيدني.. كلها أسماء تحمل بركة قديسيها, ونطلب من الرب أن يرشدنا إلي أسماء جديدة لا تحمل تكرارا.
** أما عن الاختيار فهذا أولا بإرشاد الرب وعمل الصلوات.. أسقف الدير كان بالانتخاب, دعونا رهبان دير الأنبا بيشوي لترشيح خمسة من بينهم أسقف للدير, وأخذنا أسماء أعلي خمسة, دعونا رهبان الدير مرة أخري لاختيار ثلاثة من الخمسة, ورصدنا أسماء الثلاثة الذين حصلوا علي أعلي الأصوات, وكان علي اختيار واحد منهم, جلست مع الآباء الثلاثة أكثر من جلسة, كنت أبحث في كل منهم عن مواهب الخدمة, وطلبت من الرب أن يرشدنا فوقع الاختيار علي الراهب القمص أغابيوس.. أما أساقفة الإيبارشيات والأساقفة العموميون فقد طلبنا من الأديرة ترشيحات لآباء رهبان فوصلتنا ترشيحات كثيرة, كما طلبنا من كهنة وأراخنة الإيبارشيات ترشيحات فوصلتنا ترشيحات أكثر, وتقابلنا مع كل المرشحين فردا فردا في تصفيات متتالية, ولما استقر الأمر رأيت أن أشارك كل الأحبار المطارنة والأساقفة أعضاء المجمع القدس في اختيار الآباء الجدد الذين سينضمون إليهم في المجمع المقدس لكنيستنا, وأرسلت للجميع الأسماء المختارة, ونشكر الله كان الإجماع علي المختارين.
* أسقف الإيبارشية.. والأسقف العام
واحد في كرمة الرب
* فيما تحمل الرسامات الجديدة تجليس أسقفين وثلاثة جدد, فإنها تحمل أيضا سيامة أربعة أساقفة عموم.. وهنا السؤال.. ما الفرق؟
** الرعاية هي المهمة الأولي في عمل الأسقف- أسقف الإيبارشية والأسقف العام- فالعمل الرعوي واحد في منظومة الخدمة الكنسية, والسيد المسيح هو الراعي, الذي يبذل نفسه عن الخراف, والذي بالحب يرعي ويخدم ويعرف خاصته أينما كانت وخاصته تعرفه وتسمع صوته وتكون رعية واحدة لراع واحد.. وكلاهما, أسقف الإيبارشية والأسقف العام, راع في كرمة الرب.. أسقف الإيبارشية عندما يلس علي إيبارشية فإنه يقام عليها ويستمر في رعايتها ولا يتركها, أما الأسقف العام فهو مساعد للبابا البطريرك ينتدبه للخدمة أينما احتاجت الخدمة إلي راع.. وأول ما عرفت الكنيسة هذا كان في حبرية البابا كيرلس السادس عندما سام الأنبا شنودة أسقفا عاما للتعليم, والأنبا صموئيل أسقفا عاما للخدمات, والأنبا غريغوريوس أسقفا عاما للدراسات اللاهوتية والبحث العلمي.. ومن بعده سار علي نهجه البابا شنودة الثالث فسام الأنبا أنطونيوس مرقس أسقفا عاما لأفريقيا, والمتنيح الأنبا رويس أسقفا عاما, والأنبا موسي أسقفا عاما للشباب, ومن بعدهم العديد من الأساقفة العموميين.
** وعندما نسيم في السيامات الجديدة أربعة أساقفة عموميين, فهذا لاحتياج الخدمة, فأسقفا عين شمس وعزبة النخل, أساقفة عموميون لمناطق رعوية تابعة لإيبارشية البابا بالقاهرة.. منطقة عين شمس كان نيافة الأنبا هرمينا أسقفا عاما لها ولما احتاج قطاع شرق الإسكندرية إلي راع انتدبنا نيافته, ومنطقة عزبة النخل كان نيافة الأنبا بافلي أسقفا عاما لها ولما احتاج قطاع المنتزه إلي راع انتدبنا نيافته, وبقيت المنطقتان شاغرتين إلي أن دبر الرب لهما أسقفين عامين.
* القرار المتأخر..
بين الدراسة ومشيئة الرب
* اسمح لي قداستكم أن أعود إلي أساقفة الإيبارشيات.. منذ أن تنيح نيافة الأنبا أرسانيوس مطران المنيا والكلام يدور علي امتداد ثلاث سنوات حول تقسيم إيبارشية المنيا إلي عدة إيبارشيات.. لماذا تأخر القرار.. وكيف وصلتم إلي قناعة التقسيم؟
** هذه حقيقة.. فالمنيا إيبارشية كبيرة خدم فيها مثلث الرحمات الأنبا أرسانيوس لسنوات طويلة أرشيدياكون وراهبا وسيم عليهاأسقفا بيد المتنيح البابا شنودة الثالث في عام 1976 وجلس علي كرسيها 42 عاما أسقفا ومطرانا فخدم وعمر, وبني كنائس, ودشن مذابح, ورسم كهنة, ورقي قمامصة, وبارك شمامسة وتاسونات, وكان رئيسا لدير الأم سارة للراهبات بالمنيا.. وعلي امتداد السنوات الـ14 الأخيرة من خدمته عاونه في الخدمة نيافة الأنبا مكاريوس من بعد أن سامه المتنيح البابا شنودة في عام 2004 أسقفا عاما للمنيا, بل من قبل هذا بسنوات وهو راهب من دير البراموس, فامتدت الخدمة بقدراته الشبابية والروحية والإدارية ووصلت إلي كل المدن والمراكز وتخوم القري وأطراف النجوع, وكان لابد تنظيما للرعاية أن تقسم إيبارشية المنيا إلي عدة إيبارشيات, لكن الأمر لم يكن سهلا, وكان السؤال الأول تقسم إلي إيبارشيتين أم ثلاث أم أكثر؟
** جلست جلسات طويلة مع نيافة الأنبا مكاريوس ولمرات عديدة, وفي كل مرة كنا نبحث بعدا جديدا للموقف.. درسنا علي الخريطة كل المواقع, وعدد السكان, وعدد الكنائس, وعدد الآباء, وعدد المشروعات.. وتقابلت مع الآباء الكهنة ومجموعات من الأراخنة, وتناقشنا في كل المواضيع واستمعت إلي كل الآراء, وطلبت معونة الرب إلي أن استقرينا بعد الدراسة الكاملة لكل الأبعاد وإرشاد الروح القدس إلي التقسيم لثلاث إيبارشيات.. أبو قرقاص وتوابعها إيبارشية جديدة يرسم لها أسقف جديد, وشرق المنيا وتضم مدينة المنيا الجديدة ونزلة عبيد إيبارشية جديدة يرسم لها أسقف جديد, وكل ما عدا ذلك جغرافيا يبقي لإيبارشية المنيا ويجلس عليها نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام أسقفا لها.
** إلي هنا لم ينته الأمر.. وطلبت من ممثلي الإيبارشيات كهنة وشعبا أن يقدموا لي ترشيحات لآباء رهبان, فقدموا أسماء كثيرة, وقدموا لي أيضا تفويضا كاملا بالاختيار, وبعد عدة مقابلات مع الآباء الرهبان المرشحين, ودراسة وتحليل إمكانيات وخبرات ومواهب كل منهم, وبارشاد من الرب وقع الاختيار علي الراهب ثاؤفيلس من دير المحرق أسقفا لإيبارشية أبو قرقاص, والراهب سرابيون من دير السريان أسقفا لشرق المنيا.. ومنذ أيام استقبلت نيافة الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وأبو قرقاص, وممثلي الإيبارشيات الثلاث بعد التقسيم, وبحثت معهم تدبير وترتيب الخدمة بالإيبارشيات الجديدة.
* حقيقة الأرقام..
وهدف التقسيم
* مشوار طويل, مع أن التقسيم ليس جديدا في حبرية قداستكم, أقربهم إلي ذاكرتي تقسيم إيبارشية الجيزة بعد نياحة مثلث الرحمات الأنبا دوماديوس إلي خمس إيبارشيات.. وسؤالي هنا: لماذا التقسيم؟
** أود أولا أن أوضح هنا أن محافظة المنيا بها نحو مليوني قبطي وهو أكبر تجمع قبطي مسيحي في الشرق الأوسط, وهم يمثلون 40% من إجمالي العدد الكلي للسكان, وهو أعلي نسبة للأقباط في كل محافظات مصر.. وحتي قبل التقسيم كان في محافظة المنيا 7 إيبارشيات (المنيا وأبو قرقاص, بني مزار, مغاغة والعدوة, مطاي, سمالوط, ملوي, دير مواس) وبهذا التقسيم أصبح بها 9 إيبارشيات بعد إضافة إيبارشيتي أبو قرقاص وتوابعها, وشرق المنيا وتوابعها.
** وعن السؤال لماذا التقسيم.. كنيستنا عرفت التقسيم مع امتداد الخدمة وزيادة الأعداد في أيام البابا كيرلس السادس, وفي حبرية البابا شنودة الثالث.. ونشكر الله أن الخدمة تتسع والأعداد تتزايد, وكثيرا ما كان التقسيم ضرورة من مبدأ تركيز الرعاية والوصول إلي رعاية أفضل.. لكن ليس بالضرورة كل كرسي يشغر تقسم إيبارشيته, فإيبارشية أسيوط مثلا لم تقسم بعد نياحة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط وجلس عليها نيافة الأنبا يوأنس.. الكنيسة تأخذ بالتقسيم كلما رأت أن الرعاية تحتاج إلي تقسيم, فهدفنا الرعاية الأقوي والأفضل.. أذكر هنا علي سبيل المثال إيبارشية المنيا وأبوقرقاص كان بها قبل التقسيم أكثر من 200 كاهن. وكل كاهن مسئول عن رعيته التي قد تتجاوز في العدد الألف باحتياجاتهم الروحية والإرشادية والاجتماعية, فكيف للأب الأسقف أن يتابع الخدمة مع الآباء الكهنة وسط كل هذه الأعداد.. بعد تقسيم الإيبارشية أصبح بإيبارشية المنيا حوالي 100 كاهن, وفي إيبارشية أبو قرقاص نحو 75 كاهنا, وفي إيبارشية شرق المنيا أكثر من 30 كاهنا.. التقسيم هنا من أجل تركيز الرعية للوصول إلي رعاية أفضل للشعب.
* من دير أبي مقار..
إلي نيوجرسي.. وأفريقيا
* بعد كل هذا مازال عندي أكثر من سؤال لقداستكم.. إلي متي سيبقي دير أبو مقار بلا أسقف.. وماذا عن أسقف نيوجرسي.. ولماذا أسقف جديد لأفريقيا؟
** دير أبو مقار أقدم أديرة البرية أقامه في القرن الرابع الميلادي الأنبا مقار تلميذ الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة القبطية, من هنا له مكانة كبيرة في تاريخ وتراث الكنيسة.. لكن الدير تعرض لتجربة صعبة عام 2018 ومازال الجرح لم تلتئم.. وإلي أن يسمح الرب ونلمس الشفاء الكامل ونقيم عليه أسقفا, هناك مسئول روحي بالدير وأيضا مسئول إداري, ونحن علي تواصل دائم معهم, وأقابلهم مرة كل شهر أو شهرين علي الأكثر, وآخر زيارة لي للدير كانت العام الماضي, وكنت أنوي زيارته مرات ومرات لكن ظروف كورونا ارجأت الزيارات, ونطلب من الرب أن يسمح لنا بزيارته قريبا.
** وعن السؤال الثاني.. من المعروف أن لنا في أمريكا 8 إيبارشيات لها ثمانية أساقفة وبها أيضا عدد من الأساقفة العموميين الذين يخدمون في القارة المتسعة, بالإضافة إلي مقرين للرئاسة الكنسية شرقا في نيوجرسي وغربا في سان فرانسيسكو, وكنا انتدبنا نيافة الأنبا انجيلوس أسقف شبر الشمالية للخدمة في المقر الرئاسي في نيوجرسي, ثم عاد للخدمة في شبرا, وظلت الخدمة هناك شاغرة, وعندما دبر الرب وأرشدنا إلي قيادة روحية جديدة رأينا في تدبير الرب وإرشاده دعوة لنسيم أسقفا للخدمة هناك.
** أما عن أسقف أفريقيا فمن المعروف أيضا أن لكنيستنا علاقات متجذرة مع قارة أفريقيا ترجع إلي القرون الأولي للمسيحية, وفضلا عن تلك الخلفيات التاريخية في ليبيا وإثيوبيا وإريترتيا ووجود إيبارشيتين لكنيستنا بالسودان الأولي في الشمال برعاية نيافة الأنبا صرابامون أسقف عطيرة وأم درمان, والثانية في الجنوب برعاية نيافة الأنبا إيليا أسقف كرسي الخرطوم, فقد صار لكنسيتنا تواجدا في قلب القارة مع سيامة الأنبا أنطونيوس مرقس أسقف عام لشئون أفريقيا بيد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث في يونية 1976, وفي يونية 2019 أقمناه مطرانا وبهذا صار لنا إيبارشية في جنوب أفريقيا, إلي جانب نيافة الأنبا بولس الذي يخدم في عدة دول أفريقية منذ أن سيم في يونية 1995 أسقفا عاما, ومع اتساع الخدمة وتجاوز عدد كنائسنا 40 كنيسة في 9 دول أفريقية فضلا عن عدد من المراكز القبطية والمستشفيات والمدارس, فقد رأينا أن نصل بالخدمة إلي الجنوب الأفريقي بعد أن غطت الكرازة بخدمة الأنبا أنطونيوس والأنبا بولس جنوب أفريقيا.. وكان الاختيار للراهب القمص أخنوخ الأنبا بيشوي أسقفا عاما ليخدم في مالاوي وبوتسوانا التي ستكون مقر الأسقفية إلي جانب بلد ثالث وربما رابع مازلنا نفكر فيهم.. وليعننا الرب لنصل بالكرازة إلي الجنوب الأفريقي.
* كاتدرائية الميلاد
وتدبير الرب
* الحديث عن السيامات والكرازة والخدمة حديث مفتوح.. رأيت الفرحة في وجه قداسة البابا طوال الحوار.. سمعت نغمات الفرح بين مقاطع الكلمات.. سألت قداسته سؤالي الأخير في ملف السيامات.. أين ستقام؟.. أجابني بفرحة هزتني في كاتدرائية ميلاد المسيح وواصل حديثه بفرح:
** الرب يدبر لنا كل شيء.. اعتدنا في كل الرسامات أن نقيمها في الكاتدرائية المرقسية بالأنبارويس باعتبارها أكبر كنائسنا.. وعندما قررنا إتمام الرسامات مع الإجراءات الاحترازية التي نلتزم بها, وجدنا أن الكاتدرائية تسع 4500 شخص وبالإجراءات الاحترازية حوالي ألف (25% فرد في كل دكة) وكأن الرب قد أعد لنا كاتدرائية الميلاد بالعاصمة الجديدة, أكبر كاتدرائية بالشرق الأوسط علي مساحة أربعة أفدنة, افتتحت في يناير 2019 للتسع هذا الاحتفال الكنسي الكبير ولا تفاجئنا مشكلة, فهي تتسع لـ8000 شخص وبالإجراءات الاحترازية حوالي الفين, ستخصص لكل أسقف سيجلس أو يسام 200 دعوة بإجمالي ..1800 وشكرنا ربنا.
** كاتدرائية الميلاد تفرحني.. تحمل لي بداية الخلاص.. تذكرني بمناخ الحب والإخاء الذي نعيشه.. وعندما جاء القرار ـ الاضطراري ـ لنقيم طقوس وصلوات تجليس الأحبار ورسامات الأساقفة في كاتدرائية الميلاد للمرة الأولي بعد العاشرة منذ أن دعاني الرب لمسئولية الكنيسة, رأيتها دعوة لنجدد الأمل في النفوس وسط هذه الظروف الصعبة.. دعوة تفتح عيوننا علي جمال بيوت الرب.. دعوة تأخذنا لنطل علي مستقبل رحب مشرق للكنيسة.
** وإن كانت كاتدرائية ميلاد المسيح ستستقبل 1/4 ما تتسعه من الحضور لاحتفالات الكنيسة بأساقفة جدد وهو العمل الأهم في الكرازة والمحبوب عند الرب, فإننا ندعو الرب لنعبر هذه الأيام بسلام لكل أحد, وأن تعود احتفالاتنا بالرسامات القادمة في كاتدرائية الميلاد وبحضور كامل لاتساع الكاتدرائية, وبفرحة 8 آلاف شخص, فنحن نفرح بكل عمل جديد, وقد دبر لنا الرب علي مسافة 15 كيلومترا من كاتدرائية الميلاد قطعة أرض ـ 30 فدانا ـ خصصتها الدولة واستلمتها الكنيسة, وجار عمل الرسومات الإنشائية والمعمارية لأضخم مشروع يضم المقر البابوي, وكل منشآت الكنيسة الإدارية وكلياتها ومعاهدها.
* ملف الفرح..
وكلمات البابا
* من الإحساس بالفرح الذي أخذنا إليه قداسة البابا تواضروس وهو يتحدث عن الرسامات, وكاتدرائية الميلاد, ومستقبل الكنيسة.. انتقلنا بالفرح إلي الملف المفرح الميرون وتركت قداسة البابا يتحدث:
** الميرون حدث معهم داخل الكنيسة.. وحدث مفرح, فهو دائما مرتبط بالجديد.. مرتبط بطفل جديد.. بكنيسة جديدة.. بتدشين أواني مذابح جديدة.. وأشكر الرب أنه خص ضعفي بعمل الميرون للمرة الثالثة.. المرة الأولي كانت في 2014, والمرة الثانية كانت في 2017, وكان من المرتب أن تكون المرة الثالثة في 2020, أي في العام الماضي, لكن مع انتشار فيروس كوفيد19 بالبلاد وبالعالم حالت الظروف الصحية دون إتمامه, خاصة وأن عمل الميرون في طقس الكنيسة وتقاليدها يعادل إقامة بطريرك جديد لابد أن يشارك في حضوره كل أحبار الكنيسة المطارنة والأساقفة.. ولما تعذر هذا تأجل إلي مدي غير محدد لم يكن يعلمه إلا الله.. وعندما شاء الرب وتحسنت الأحوال وأرشدنا إلي موعد لاجتماع المجمع المقدس, وكان أيضا قد تأجل إلي ما يقرب من عامين, وكأن الرب يدعونا لعمل الميرون بعد أن قاربت الكمية الموجودة علي النفاد.
** بنعمة المسيح سيشارك معنا كل أحبار الكنيسة يومي الأربعاء والخميس 10 و11 من شهر مارس المقبل في عمل الميرون بدير الأنبا بيشوي بعد أن يكونوا قد أنهوا اجتماع المجمع المقدس.. وسيزيد من فرحة الكنيسة عند إعداد الميرون هذه المرة إنه مع كل أحبار الكنيسة المطارنة والأساقفة (127) الذين جاءوا من كل الإيبارشيات والأديرة داخل مصر وخارجها علي امتداد المسكونة سينضم إليهم سبعة أساقفة جدد سنقوم بسيامتهم الأحد 7 مارس, وبهذا سيشارك في عمل الميرون الجديد الذي يعد للمرة الأربعين في تاريخ الكنيسة (134) مطرانا وأسقفا.
* الميرون.. بين التاريخ
والتقنية الحديثة
* سيذكر تاريخ الكنيسة لقداستكم أنكم أول من أخذتم بتقنية حديثة في عمل الميرون.. كيف حدث هذا؟
** فكرة عمل الميرون أن هناك 27 مادة عطرية ذكرت في الكتاب المقدس والتي كانت تستخدم في المسحة التي كان يمسح بها الكهنة والملوك والأنبياء.. ولأن معظم هذه المواد صلبة ـ وإن كانت درجة صلابتها تتفاوت فبعضها ضعيف الصلابة, وبعضها شديد الصلابة ـ فقد كان لابد عند استخدامها في عمل الميرون أن يطحن بعضها وأن ينقع البعض الآخر في الماء, ثم توضع هذه المواد المطحونة والمنقوعة بالتدريج في زيت الزيتون وتقلب أثناء التسخين.. ومن هذا أطلق علي عمل الميرون طبخ الميرون وهي تسمية شعبية وليست كنسية.. وبعدها تنزل لتبرد ثم تصفي ثم ترشح.. وهكذا يتم عمل الميرون في خطوات واحدة قبل الأخيرة تستغرق وقتا وجهدا.
** ببساطة فكرنا بدلا من إحضار الـ27 مادة الصلبة والمرور بكل الخطوات السابقة لاستخلاص المواد العطرية منها لتضاف إلي زيت الزيتون لعمل الميرون.. اتبعنا أسلوبا آخر وهو استحضار هذه المواد العطرية مستخلصة وبنفس النسب.. في المرة الأولي ـ 2014 ـ بذلنا جهدا أكثر, وأخذنا وقتا أطول إلي أن توصلنا إلي أكبر شركات العالم التي تستخلص هذه الزيوت بما لديها من إمكانيات ومعامل كبيرة تقوم بعمليات الاستخلاص لهذه الزيوت التي لها استخدامات طبية أو غذائية أو صناعية وتعطي مع كل منتج شهادة رسمية.. واستقرينا علي 11 شركة من بين كل شركات العالم وكلها موجودة في السوق الأمريكية, تتخصص كل شركة في إنتاج عدد من زيوت المواد الـ27 التي نستخدمها في عمل زيت الميرون.
** النتيجة أن عمل الميرون بهذا الأسلوب التقني الجديد حقق عدة مميزات, فالناتج النهائي من زيت الميرون جاء خاليا تماما من الماء الذي كان يفسد الزيت.. لم يعد هناك فاقد في الزيوت العطرية بفعل الحرارة.. لم يتعرض الخلط لخطر الاحتراق عند ضعف التقليب أو عدم انتظام سرعته.. وفضلا عن كل هذا فإننا تمكنا من عمل كميات أكبر لمواجهة احتياجات الكنائس في تدشين المذابح وأدوات الخدمة ورسومات الميرون الـ36 لكل معمد جديد
* القداسة والبهجة
بمعادلة حسابية
* التقطت السؤال من حيث انتهي قداسة البابا في حديثه.. وسألت قداسته: ما هي الكمية التي تعد من زيت الميرون والغاليلاون؟
** من البداية عند عمل الميرون لأول مرة في سنة 2014 كنا نقدر زيادة أعداد الكنائس في كل الكرازة المرقسية بمصر والخارج, وزيادة أعداد المعمدين.. وكنا نقدر أيضا استخدامات زيت الغاليلاون وهي الأقل, ففي طقس الكنيسة هو زيت البهجة أو البهجة ويستخدم عند العماد في المرحلة السابقة لاستخدام زيت الميرون, فبه يدهن المعمد 7 مرات قبل المعمودية عندما يجحد الشيطان لأنه بزيت الفرح يخرج من مملكة الشيطان ويدخل إلي مملكة المسيح.. وكنا نقدر أيضا استخدامات زيت الميرون بداية من وضعه في ماء المعمودية لتقديس الماء لكي يولد الذي يغطس في مياه المعمودية من الماء والروح القدس, ويرشم به 36 رشمة في جميع منافذ جسده, وتدشن به المعمودية وأواني مذابح الكنائس والأيقونات.
** من هذا التقدير وبمعادلة حسابية بسيطة افترضنا أن احتياجات كل إيبارشية في السنة الواحدة 2 كيلو زيت ميرون وكيلو غاليلاون.. ولأن كنيستنا تضم 100 إيبارشية ومنطقة رعوية فإننا محتاجون إلي 200 كيلو زيت ميرون و100 كيلو غاليلاون في السنة.. ولأننا سنقيم الميرون كل 3 سنوات فنحن في حاجة إلي عمل 600 كيلو زيت ميرون و300 كيلو غاليلاون في كل مرة لعمل الميرون والتي تحدث كل 3 سنوات, وهو ما حدث في المرة الأولي ـ 2014ـ وفي المرة الثانية ـ 2017 ـ وسيحدث هذه المرة.. ونشكر الرب أن الكميات بهذه الحسبة الدقيقة غطت احتياجات الكنائس, وأنه إن كان الرب قد شاء وتأخرنا عاما كاملا في إعداد الميرون, فهو قد شاء أيضا في أن تقل التدشينات والمعموديات هذا العام, وشاء أيضا أن لا نتأخر أكثر من هذا.
* البركة الجديدة
داخل الهيكل
* ثبات الكمية لا يعني ثبات كل الأشياء.. أذكر أنه في المرة الأولي ـ 2014 ـ لم تتوصل الكنيسة إلا لمستخلصات 26 مادة من المواد العطرية, واضطرا إلي إحضار هذه المادة صلبة وطحنها وطبخها.. وفي المرة الثانية تداركت هذا.. ما الجديد في عمل الميرون هذه المرة؟
** الجديد هذه المرة أننا كنا في المرات السابقة نبدأ في إعداد زيت الميرون قبل أسبوع الآلام بأسبوع واحد فقط مما كان لا يتيح لزيت الميرون والغاليلاون أن يبقيا في الهيكل أكثر من 60 يوما بدءا من أسبوع الآلام مرورا بعيد القيامة إلي أن نحضر يوم شم النسيم لنضيف إليهما الخميرة ونتركهما في شرقية الهيكل حتي عيد حلول الروح القدس ليحضرا كل قداسات الخماسين, وبعدها توضع كل الكميات في عبوات صغيرة تستخدم في المعمودية وعبوات كبيرة تستخدم في التدشين, وتوزع علي الإيبارشيات والمناطق الرعوية حسب احتياجاتهم.. لكن التعجيل بموعد الإعداد إلي الأسبوع الأول من الصوم سيتيح لهما أن يحضرا كل قداسات الصوم الأربعيني, أي ما يقرب من 100 يوم وهذه بركة كبيرة وجديدة.
* أنتهي الحوار…
حوار امتد لساعات.. وجاء علي يومين.. ونشر في إصدارين.
حوار أخذ قوته من صاحبه الجالس علي السدة المرقسية.
حوار أخذ أهميته مما كشف عنه من ملامح مضيئة في ثنايا الكنيسة القبطية.. وكشف عن عمل الرب معها.
دمتم ياقداسة البابا إلي منتهي الأعوام مع كل أحبار الكنيسة داخل المجمع المقدس.
دمتم ياقداسة البابا تسيم أساقفة.. وتضع الميرون.
دمتم باقداسة البابا تأخذنا إلي الفرح ونحن نسجل لنضيف صفحات ثرية لتاريخ الكنيسة تحكي عن عطية الله البطريرك الـ.118
أخبار ذات صلة ..
الجزء الأول